أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في شريطه الروائي الوثائقي - فك ارتباط - عاموس غيتاي يدحض أسطورة الأرض الموعودة















المزيد.....

في شريطه الروائي الوثائقي - فك ارتباط - عاموس غيتاي يدحض أسطورة الأرض الموعودة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


ضمن برنامج " أفلام من إسرائيل " الذي احتضنته الدورة العاشرة لمهرجان " أوشين سيني فان " في نيودلهي هذا العام شارك المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي بفيلم " فك إرتباط ". وقد أثارت الأفلام الإسرائيلية في مجملها أسئلة كثيرة. ونال بعضها جوائز مهمة مثل جائزة الجمهور التي أسندت الى فيلم " زيارة الفرقة " لعيران كوليرين. وسنركز فيها المقال على فيلم غيتاي تحديداً لأسباب متعددة أبرزها يساريته ومناوئته للسياسة الصهيونية التي تحاول تكريس العداء بين العرب واسرائيل، والإبقاء على حالة اللاحرب واللاسلم وهي حالة شاذة فعلاً. يثير فيلم " فك إرتباط " للمخرج الاسرائيلي اليساري عاموس غيتاي أسئلة كثيرة شائكة بدءاً من العنوان الغامض الذي ينطوي على تأويلات عدة قد تبدو كلها مُحتملة أو مقبولة. فكلمة " Disengagement " الإنكليزية قد تعني " التحرر، الإنسحاب، الإنفصال، فض الاشتباك، فك الإرتباط " وما الى ذلك. غير أن الفكرة الأساسية التي يقوم عليها الهيكل العام للفيلم هي " فك الإرتباط والإنسحاب من غزة عام 2005 وإجبار بعض الغلاة من اليهود المتطرفين على مغادرة المستوطنات التي أنشأتها السلطات الإسرائيلية بطريقة غير شرعية ". يعتمد غيتاي في هذا الفيلم على تقنية الـ" Docufiction " التي تجمع بين أسلوب الفيلم الوثائقي والروائي في محاولة لاستثمار المخيلة الى أقصاها، والافادة من الحس الوثائقي الذي يُفترض أن ينقل الحقائق كما هي عليه في واقع الحال. ولتعزيز هذين الاتجاهين لابد من قصتين متوازيتين، الأولى روائية تفيد من عنصر المخيلة، والثانية واقعية تسجل الأحداث التي يراها المخرج جديرة بالتوثيق لأنها سوف تتحول بعد بضعة عقود من الزمن الى وثيقة.
المنحى الروائي
يعتمد الفيلم في شقِّه الأول على حكاية الأب الذي يلاقي أجله المحتوم في باريس مما يستدعي أُولي " ليرون ليفيو " المقيم في إسرائيل أن يذهب الى باريس لحضور مراسيم الدفن. وهناك يلتقي أخته غير الشقيقة آنا " جولييت بينوش " التي فاجأتها وصية الوالد التي تقول بأن ثروته قد آلت الى حفيدته دانا " دانا أفغي " التي تخلت عنها أمها آنا قبل عشرين عاماً، فيما ظل الجد يتواصل معها في محل إقامتها في غزة. ولكن حينما تقرر السلطات الإسرائيلية " فك الإرتباط والإنسحاب من غزة " تذهب آنا الى منطقة النزاع وتتعاطف كلياً من الإسرائيليين المتشبثين في " مستوطانتهم " فبعضهم ، بحسب رأيها، ولد هناك، والبعض الآخر يعتبرأنفسه ضحية دفع ثمناً باهضاً لإيمانه بالعقيدة الصهيونية التي تتكئ على فكرة أرض الميعاد وتعول عليها كثيراً. وقبل أن ننتقل الى المنحى الوثائقي لا بد من الإشارة الى أن الأسرة قد اجتمعت في وقت الشدة " موت الوالد " لكنها تفرقت في الظروف العادية وذهب كل واحد منهم صوب اهتماماته اليومية. كما تضمن الشق الروائي مشاهد ساخنة قد تقع في إطار المحرمات أو التحريض على الزنا بالمحارم غير أن الأخ غير الشقيق لم يستجب لتلك التحرشات والنزوات العابرة.
المنحى الوثائقي
يمكن تلخيص المنحى الوثائقي في فيلم " فك الإرتباط " بمحاولة السلطات الإسرائيلية إجلاء المستوطنين الإسرائيليين من غزة بالقوة. وقد إختار غيتاي كدأبه نماذج دينية متطرفة حيث ظهر العشرات من غلاة اليهود بلحاهم وشعورهم الطويلة وطاقياتهم وهم ينشدون الآيات التوراتية التي تؤكد على أحقيتهم في أرض الميعاد والتي تمتد بحسب مزاعمهم من النيل الى الفرات. غير أن هذا الفيلم قد قال بلسان فصيح أن أرض الميعاد لا تمتد الى غزة أو الضفة الغربية، وأنها في أفضل الأحوال ستظل محصورة ضمن إطار الجدار العازل الذي نسف نظرية الأرض الموعودة. كان أولي ضابطاً في الشرطة الإسرائيلية وهو أحد المسؤولين عن إجلاء المستوطنين الإسرائيليين. وحينما تشتد الأزمة لتنفرج في النهاية نجد المستوطنين وهم يغادرون بالقوة. وحينما تقرر آنا العودة الى غزة كي تلتقي بأبنتها التي تخلت عنها منذ عشرين سنة تجدها مهيأة للرحيل وفي مشهد صادم نرى آنا تركض باتجاه ابنتها غير أن أولي يعترضها محتضناً إياها بقوة في مشهد درامي مؤثر. في الجانب الآخر من المنحى التوثيقي نجد مجموعة فلسطينية خلف السياج تتظاهر هي الأخرى مطالبة بأحقيتها في الأرض. وقد اختار غيتاي قصيدة معبرة للشاعر محمود درويش عنوانها " عابرون في كلام عابر " يلقيها الممثل يوسف أبو وردة حيث يقول: " أيها المارون في الكلمات العابرة / إحملوا أسماءكم وانصرفوا/ وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و أنصرفوا/ وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة/ وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا/ كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء /أيها المارون بين الكلمات العابرة / منكم السيف - ومنا دمنا / منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا /منكم دبابة أخرى- ومنا حجر / منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر. " وفي عودة أخرى ليوسف أبو وردة يقول: " أيها المارون بين الكلمات العابرة / آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا / ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا / فلنا في أرضنا ما نعمل / ولنا الماضي هنا / ولنا صوت الحياة الأول." يبدو أن غيتاي لم يوازن كثيراً بين تشبث المستوطنين بمستوطاناتهم وهم الطارئون والمارون بين الكلمات العابرة، وبين السكان الأصليين لفلسطين. ومن المفترض أن يكون عددهم أكثر، واحتجاهم أقوى بكثير مما لمسناه في المنحى التسجيلي الذي يوثق للاحتجاج الفلسطيني. وحتى الدور المناط ليوسف أبو زهرة قد بدا ركيكاً وغير مقنع على الرغم من أهمية النص وقوته. كما أن عاموس غيتاي قد انتقى الأبيات حسب مزاجه وذائقته وترك الأبيات الشعرية التي تصور المستوطن على حقيقيته. فدرويش يقول: " كالغبار المر مروا أينما شئتم، ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة " . معروف أن غيتاي منتقد شديد اللهجة للسياسة الإسرائيلية كما أنه واحد من أهم المخرجين الذين يعملون في المناطق الحساسة. ففي فيلم " كادوش " تناول باسلوب تهكمي ساخر حياة الأصوليين اليهود وعاداتهم وطقوسهم الدينية. كما كان، ولا يزال منتقداً للفكر العنصري الصهيوني. وفي فيلم " منطقة حرة " يكاد يكون المخرج الأول الذي كشف عن صفقات السيارات المصفحة التي تزودها إسرائيل عن طريق وكيل أمريكي الى نظام صدام حسين وبعض الأنظمة العربية التي كانت ترى في تلك الصناعة الإسرائيلية أنموذجاً للجودة والأمان. وفي فيلم " الأرض الموعودة " كان غيتاي أول من كشف عن ملابسات الهجرة اليهودية الى إسرائيل حيث تم استغلال آلاف المهاجرات وتشغيلهن في الدعارة في إسرائيل وتحديداً في المناطق السياحية المحاذية لمصر. خلاصة القول إن فيلم " فك أرتباط " يدحض عملياً أسطورة الأرض الموعودة التي تجري فيها أنهار من العسل واللبن والنبيذ فواقع الحال يقول آن للمارين أن ينصرفوا من أرضنا. وقد تركوا غزة مفضلين العيش وراء الجدران العازلة.




#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جابر الجابري يتحدث عن الثقافة العراقية في مخاضها العسير
- مجيد ياسين ل - الحوار المتمدن -: في قصائدي لوحات تشكيلية رُس ...
- - مُلح هذ البحر - لآن ماري جاسر والاصرار على حق العودة
- ترجمة جديدة ل - هاملت - تسترشد بالأنوار الكشّافة للشُرّاح وا ...
- صلاح نيازي يعمل بروح الشاعر ومبضع الجرّاح
- ثنائية القامع والمقموع في - فندق رواندا - لتيري جورج
- الواقعية الإجتماعية وأهمية الإرتجال في فيلم - فيرا درَيك - ل ...
- القاص لؤي حمزة عباس: يتخلى عن الغموض، ولا يزال متشبثاً بشعرن ...
- القدس: قصة الجانب الشرقي للمخرج الفلسطيني محمد العطار: القدس ...
- علاء سريح في معرضه الشخصي الثالث: تكوينات متكررة على سطوح تص ...
- تلاقح الأجناس الأدبية في رواية - حبل السُرّة - لسميرة المانع
- الفنان علي النجار ل - الحوار المتمدن -: غرابة التشكيل المعاص ...
- متاهات اللون وجُزر الفراغ في ذاكرة الفنان علي النجار
- الشاعر أحمد الصافي النجفي بين غُربة الروح وغُربة الفكر
- السيرة الذاتية- الروائية: - غصن مطعم بشجرة غريبة - مثالاً
- التشكيلي الكردي صدر الدين أمين . . . من البكتوغرافي الى الشا ...
- - فهرس الأخطاء - والأنموذج المُحزِن للتيه العراقي:عبود الجاب ...
- هيمنة الشتاء النووي في - الطريق - الى العدم
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أنا أقلية في المجتمع الهولندي، وأق ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أنا متمرد بالسليقة على أسرتي، وطبق ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - في شريطه الروائي الوثائقي - فك ارتباط - عاموس غيتاي يدحض أسطورة الأرض الموعودة