أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خضر سعيد - ليتني عشت السبعينات














المزيد.....

ليتني عشت السبعينات


خضر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 03:21
المحور: المجتمع المدني
    


اتمنى لو كنت موجودا في تلك الفترة
اتمنى لو عشت ايام السبعينات من هذا القرن
انا ابلغ من العمر 25 عاما اي انني من مواليد الثمانينات
ولكنني احيانا وعندما اجلس وحيدا , يحملني الخيال على صهوته ويجري بي الى هناك .. الى حقبة من الزمن كنت فيها عدماً ...
هل من مؤمن بتناسخ الارواح ؟ لست ممن يؤمنون بذلك .. ولكن مايحدث لي شبيه بتناسخ الارواح ..
اشعر وكأنني عشت في السبعين .. ثم عزلت عن الحياة حتى اول الثمانين ..
أتخيل نفسي هناك .. ايام السبعينات
الفترة التي عشقتها ولم اعشها
لم اعشها ولم اقرأ عنها ولم يصلني منها شئ
ولكنها تؤثر في نفسي بشكل غريب دوناً عن اي فترة اخرى .. لاادري لماذا ؟

لماذا اشعر بالنشوة كلما نظرت في صور ابي ايام شبابه ..
وكلما شاهدت فيلما سبعينيا
وكلما جلست مع احد ممن عاشوها ليحدثني عنها .

فكل هذا وبشكل غريب يثير في نفسى احاسيساُ تقنعني بأنني كنت هناك في يوم ما .

هناك .. عندما كان كل شئ بسيط نسبيا .. كل شئ جميل .. كل شئ واضح و يتسم بهدوء رائع .
اتخيل نفسي هناك .. عندما لم يكن العالم بهذا التعقيد الذي نشهده في عصرنا .

اتخيل الموضة وقتها ..تؤثر في نفسي صرعات الشارليستون والميني جيب و الالوان الهادئة المتناغمة للملابس و قصات الشعر والميكياج البسيط ..
لااجد لها مثيلا في ايام الثمانينات او التسعينات حتى انها قد عادت للحياة نسبيا في عصرنا دليل على ذوق رفيع و جاذبية قوية .
وارى اليوم .. الملابس الممزقة والاحذية الملونة والقبعات المزركشة بشكل معقد جدا تحت اسم الموضة والعصر وليس فيها من الجاذبية مايذكر .

اتخيل السياسة وقتها .. كان العالم افضل في السبعينات .. فمهما احتدمت النزاعات ايام السبعينات لم تصل الى الرعب الذي عشناه اليوم ..

اتخيل الحروب وقتها .. عندما كانت الجيوش تتواجه .. وتلتحم .. يقف فيها الجندي وجها لوجه مع غريمه والفيصل في المعركة هو شجاعة الرجال .
وارى اليوم .. دولا تتسلح بترسانات عسكرية وتكنولوجيات متطورة ..لاحاجة لشجاعة احد فيما يمكنك تدمير كتيبة كاملة بضغطة زر وانت داخل حصنك المنيع .

اتخيل المناضلين وقتها .. يتحركون بدافع المبدأ وروح الدفاع عن الوطن والتوحد ضد العدو .
وارى اليوم وللاسف وجوها غريبة .. تتكلم باسم الشعوب و قد طفحت الجيوب بالدولارات .

اتخيل وقتها .. كيف ظهرت مشاريع الوحدة العربية والقومية
وارى اليوم .. ان اغلب ما يدور حولنا هو كذب وخداع منمق .. وحرب مصالح ليس اكثر . فقد ماتت القومية في عصرنا بسبب عقلية المصالح وتكتلات البزنس والمعايير الدولية لتصنيف الحليف والعدو حسب المصلحة المرجوة .

اتخيل عقلية الشباب وقتها ..اتخيل شابا من بلدتي – وهذه قصة واقعية - يدرس في اوروبا ..
وقد اندلعت انتفاضة السبعين فترك دراسته هناك و عاد ليحمل السلاح متجها نحو الوطن .
وارى اليوم ... شابا عصريا يدرس في اوروبا .. وقد قضى وقتا ساهرا في ملاهي الغرب و حفلاتها الراقصة ..
ووقت الانتفاضة .. حمل الموبايل وعاد الى الشقة ليتابع الاخبار ..


اتخيل الفن وقتها ... والغناء والفكر ... نقيا و خالصا .. نابعا من احساس جميل بالحياه ..
وارى اليوم اجسادا رخيصة تتمايل على الشاشات و غناء هابطا و تهريجا مّملا تحت اسم الفن ..
كما نشهده اليوم على الفضائيات

اقول ... ياليتني كنت معكم يامن عشتم تلك الحقبة .. لقد عشتم لقطة من شريط الحياة لن تعرض مجددا ابدا.



#خضر_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من الطبيعة الام
- اعلان هام و لفترة محدودة - السادة اتحاد القلة
- الخراف العربية
- السيد المسؤول المنقذ
- قبل وداع بوش .. هل انهى معاملة براءة الذمة ؟؟
- العاهة ....
- نظرية 90% من البشر
- هيلاري كلنتون الهدف الوهمي
- اعذروني .. فدموعه خدعتني
- غباء الغرب وقصة البحارة الخمسة
- كلمة لمن خدعوا بمن يسمون انفسهم بأهل الدين
- الالعاب والطفولة
- لقاء مع الشيطان
- وراودني حلم
- انا وروحي
- بنت الجن
- الضمير العربي .. كلمات اغنية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خضر سعيد - ليتني عشت السبعينات