أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سعيد - السيد المسؤول المنقذ














المزيد.....

السيد المسؤول المنقذ


خضر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:35
المحور: كتابات ساخرة
    


اشعر بالغثيان والمرض عندما اقرأ تصريحا لاحد المسؤولين محاولا التظاهر بالسيطرة على الامور .
واخبارنا ان كل شئ على ما يرام . مستنكرا و مبررا ومتفلسفا بالهراء الذي ينتقيه من حافظته الفكرية والتي لا تحمل الا الهراء.
اذكر في ما سبق انني شاهدت تقريرا لفت انتباهي عن مواطن في احد البلاد العربية
ذكر التقرير ان المواطن يسكن في دورة مياه عامة ؟؟
وبعد التحدث مع المواطن الذي يسكن هو وزوجته وطفليه في ذلك المكان ...
قال ان بيته قد تهدم بسبب عامل الزمن .. ولم يجد مكانا يؤيه هو وعائلته الا دورة مياه عامة بالقرب من احدى الجامعات .
وبعد مقابلة ابنه الصغير الذي يبلغ من العمر 4 سنوات ... قال ان رفاقه في المدرسة ينعتونه بابن الحمّام ..
وبنظرة فاحصة من قبل عدسة الكاميرا راينا انه قد وضع حصيرة في طرف دورة المياه للجلوس مع بعض اواني الطبخ ..
وجلس هو وزوجته ... بينما يلعب الاطفال بين المراحيض المتسخه في جو ملئ بالبكتيريا والذباب ...
حتى ان الحكومة قد اتخذت "دوره المياه" عنوانا لهذا المواطن حتى ينظر في مشكلته ؟؟؟
وناشد الرجل الجهات المختصة بالبحث عن حل للازمه ...
وعند اجراء مقابلة سريعة مع احد المسؤولين عن الشؤون العامة ....
قال :" سيتم البت قريبا بمشكله المواطن فلان"
هل سيتم البت بالمشكلة قريبا ؟ متى ؟ عندما يموت احد الاطفال بوباء ما ؟
تخيلوا ماذا قال السيد المسؤول بعد ذلك ؟
"سيتم البت في المشكله قريبا لان هناك شكاوي من طلبة الجامعة المجاورة ...
لان وجود هذا الشخص وعائلته في دورة المياه يعيق استخدامها كمرفق عام " ؟؟؟؟ ...
شكرا للسيد المسؤول ...
لأن دورة المياه مرفق عام لايحق لهذا المواطن العربي استخدامه كمأوى .. حتى وان كان بلا ماوى ..

نتيجة التصريحات :
كرامة هذا المواطن العربي و دورة المياه العامة تقعان في نفس الدرجة في سلم اولويات السيد المسؤول ..
حتى ان اولوية دورة المياه قد - طفحت - على اولوية كرامة هذا المواطن .

و كنت قد قرأت في جريدة محلية تقريرا حول مشكلة في الشارع المصري ,
وهي مشكلة معروفة لدى الجميع مع تفاوت درجة الاهتمام بها
فتيات في سن المراهقة .. امهات .
يحملن اطفالهن الرضع و يتنقلن من شارع الى شارع طلبا للطعام و بعض "الفكة" .
فتيات هربن من الفقر و تسلط الاهل و ظلم المجتمع و مرارة الحياة ليخترن الحياة على الارصفة ,
ليلتحقن بعصابات التسول او لممارسة البغاء في سبيل لقمة العيش .
وبعد العرض المؤلم للوقائع .
اجريت عدد من المقابلات مع بعض الفتيات اللاتي اعترفن بانهن قد اغتصبن و حملن وولدن في الشارع .
مؤلم جدا ... جدا ...
وهنا يتدخل البطل لانقاذ الموقف .. انه السيد المسؤول بتصريحاته .. او بالاحرى "هراءاته" .
ماذا صرح السيد المسؤول والذي لا ادري ان كان يسمح في قانون المنتدى المجاهرة بالاسماء ؟
السيد .. وهو مدير وحدة تختص بالخدمات الاجتماعية
قال : "انها ظاهرة محزنة ... انهن يحملن و يلدن في الشارع , و هذا غير صحي لانه يؤدي الى تلوث الام والجنين ,
كما انه منظر غير حضاري ..........!!!!!!!!! " ...

نتيجة التصريحات :
شعار السيد المسؤول : الحضارة فقط وفقط لاغير ,
ولكنه يعلم بأنه لا حضارة لبلد تهرب الفتيات فيها من بيوتهن الى الارصفة .
لذلك يمكن الاكتفاء بــ ( منظر حضاري ) كبديل للحضارة .

شكرا للسيد المسؤول والذي اصاب الهدف في تحليلاته لاسباب المشكلة ..
وشكرا له على فكره الواسع والذي استوعب المشكلة من الجذور الى الاطراف ..
وشكرا له على حل المشكلة واقتلاعها من اصولها .
وشكرا لكل من زكى السيد المسؤول ليعتلي هذا المنصب .. فهو له كفؤ ..
والمنصب لابق عليه يؤبوشني .






#خضر_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل وداع بوش .. هل انهى معاملة براءة الذمة ؟؟
- العاهة ....
- نظرية 90% من البشر
- هيلاري كلنتون الهدف الوهمي
- اعذروني .. فدموعه خدعتني
- غباء الغرب وقصة البحارة الخمسة
- كلمة لمن خدعوا بمن يسمون انفسهم بأهل الدين
- الالعاب والطفولة
- لقاء مع الشيطان
- وراودني حلم
- انا وروحي
- بنت الجن
- الضمير العربي .. كلمات اغنية


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سعيد - السيد المسؤول المنقذ