رسالة من الطبيعة الام

خضر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 04:45
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

الى ابنى الذى لم يعد عزيزا بعد الان :
لا ادرى ما الذى جنيته عليك لتتجنّى عليّ.
سأبقى غاضبة عليك الى نهاية الزمان ..
ما الذى غيّرك؟
لقد وجدت’ من اجلك , وقمت’ بواجبى تجاهك ولم تكن ابناً باراً كما يتوجب عليك.
ما الذى لم افعله لك وجعلك تتمرّد على قوانينى وتوسعنى فساداً وخراباً؟
لقد شهدت’ مولدك واحتفلت’ بقدومك و اغدقت’ عليك من الخيرات
فأكلتَ وشربتَ وترعرعتَ و كبرتَ و اشتدّ ساعدك و عشتَ الحياه.
كنت’ موجودةً دوماً الى جوارك في حياتك .
وحتى وقت موتك ... كنت’ أودّعك بالاحزان وأضمّك الى ترابي حتى تبقى قربي الى اخر الزمان .
و ماذا فعلت انت؟
عبثتَ بموازيني لاهثاً وراء انانيتك ونهمك المستعر.
خرقت قوانيناً وضعتْ من اجلك ... لانها ببساطة تضمن لك ما يناسب حياتك ...
خرقتها عندما قررتَ ان تتحدّاني .. لا لسبب وجيه اعذرك من اجله .. ولكنه غرورك القاتل !!!
لم تعد كما عهدتك يا انسان ... فكأن كل هدفك في حياتك هو القضاء على وجودي , مع انني وجدت معك ومن اجلك .
هل تذكر ؟؟
وعدتك بالثمار و الجنان الحدائق اذا زرعتَ أرضي وقد وفيت’ بوعدي .
فخرقتَ القانون و جززتَ الاشجار و احرقتَ الجنان ومسحتَ الحدائق تحت المصانع والعمران. واهملتَ زراعة أرضي حتى قبَرَها التصحّر .
اعطيتك الجوّ المناسب لتنفّسك وصحتك فخرقت القانون و ملأتَ الجو ّبأدخنة العوادم والحرائق وغازات المصانع السامة.
اعطيتك الدفء المناسب لحياتك فخرقت القانون وصنّعت مواداً وكيماويات لم تجد استعمالها حتى تسببتَ لي بأمراض جديدة كالانحباس الحراري .
حجزت’ عنك لهيب الشمس الحارق .. فخرقتَ القانون و أبيتَ الاّ أن تخرقَ الحاجز.
نظرت’ اليك بعين الفخر عندما بدأتَ تبحث فى باطن ارضي عن معادن وثروات ,
ولم اعلم بأنك كنت تبحث عما تقتل به غيرك وتقتلني معه.
استكشفتَ باطن الارض واستخرجتَ كنوزاً كالنفط و الذهب و اليورانيوم لتكون وسيلةً لتسهيل سير حياتك
ولكنك استخدمتها لقهر نفسك و اخضاع غيرك واذلاله وتهديد عرقك بالفناء.
خُلقتَ على صورتين مختلفتين , ذكر وانثى .. وباتحادهما تبقى سلالتك قوية ومتجددة ...
ولكنك لم تقبل بالقانون و ابتدعتَ الانحلال الجنسى و الشذوذ ولم تأبه عندما حذرتك مراراً بلغة المرض !
انظر يا انسان .... ماذا صنعت ..
انظر كم من الغابات احترقت فهذا صنع يديك
انظر كم من البحار انحسرت فهذا صنع يديك
انظر كم من الامراض انتشرت فهذا صنع يديك
انظر كم من الحيوانات انقرضت فهذا صنع يديك
الم تفكر بأنك قد تنقرض؟
الم احذرك مما سيحصل لك اذا خرقت قوانيني ؟
الم تصلك رسائلي ؟ امراض و كوارث و حروب و مجاعات ؟
الم تفهم منها شيئا ؟
لا لم تفهم ولم تفكّر ...
بل ذهبتَ تحارب غيرك طمعاَ بالاستيلاء على ثرواتي مع انها موجوده لتكفي الجميع ..
لاادري كيف سأنظر اليك بعين العطف بعد اليوم ... فأنت لم تعد تستحق العطف ..
لم تعد انسانا يا انسان ... لقد تحولت الى مسخ ...
اخشى انني لن اسامحك يوما ... وستذكر كلماتي هذه ولو بعد حين
وستندم على قرارك وقت ان قررتَ التحدّي ..
والى ذلك الحين ...

امك الغاضبة المحتضرة ....

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل