هل ستبقى أمنيات ؟

حذام يوسف طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:52
المحور: عالم الرياضة
    

لاأدري حقيقة إن كان الوقت مناسب لطرح هكذا موضوع ،وربما هناك من سيقول دعي هذا الموضوع للرياضيين ، لكني سأطرحه لأني أراه لايقل أهمية عن ماكتبناه وقرأناه فهو يعكس جانب لاينكر ولايستهان به من جوانب حياتنا بل وحلمنا ولهفتنا في أن يكون وطننا في المقدمة .
كلنا تابع قبل أيام فعاليات أولمبياد بكين وما تضمنته من لوحات رائعة وأنغام أروع لكل مختلف الفاعليات وهذه الإبداعات المتفردة في الألعاب الفنية للجمناستك واللوحات الراقصة الجميلة التي تخللت الإفتتاحية وإحتفالية الختام .. كانت هناك متعة رافقتنا على مدار فترة الأولمبياد بل كان هناك إنبهار بكل مانرى من تقنية وإبداع في كل شيء .. كل شيء خاصة الإحتفالية التي سبقت الألعاب حيث كنا كل دقيقتين نتفاجأ بفعالية أكثر جمالا وإبداعا من السابقة وهكذا لدرجة كنا نصرخ وبصوت واحد (أوووووووو ... مستحيل ... واااااو ... وهكذا ..).
ماأريد أن أقوله هنا هو رغم المتعة والإنبهار كان هناك مايعكر صفو هذه اللحظات ، حيث كنت أتسائل وبمرارة لماذا لم تكن هناك ولادولة عربية تتألق في تلك الفعاليات الفنية على سبيل المثال لعبة الجمناستك او السباحة وإن وجدت فهي أقل من متواضعة حيث أقتصرت مشاركاتهم على ألعاب الساحة والميدان وبدون أثر واضح بل تراجع حصاد العرب من الميداليات من عشرة ميداليات قبل أربع سنوات في دورة أثينا عام 2004 الى ثمانية ميداليات فقط في أولمبياد بكين ودخلت كل من البحرين والسودان لاول مرة في سجلات الأولمبياد .
وحقيقة ما أحزنني وأقولها بمرارة هو فقر مشاركة العراق والسؤال الأزلي الذي لازال يدور بنا ويقلقنا .. لماذا ؟؟؟
لعدد من السنين كنت أتصور إن الرياضة في العراق تعني كرة القدم فقط لأنها اللعبة الوحيدة التي أرى لها متابعة ، ونشاط ، وتغطية إعلامية ، ولكن حتى هذه اللعبة أصابتها عدوى بقية الألعاب وصارت مباريات كرة القدم تفتقر لمادار ويدور في الملاعب العالمية ورغم هذا نستطيع أن نقول إن لها شعبية واسعة بحجم شعبية هذه اللعبة وأهميتها في كل دول العالم .. و أفكر دائما بما نمتلكه من نوادي وفرق رياضية فلدينا عشرات النوادي الرياضية يتصدرها ناديي الزوراء والجوية ويأتي بعدها نادي الجيش والشرطة والنجف والطلبة ووو .. والكثير من الأسماء اللامعة في سماء الرياضة العراقية ، لكن لماذا يقتصر نشاط هذه النوادي على لعبة كرة القدم فقط !! ... نعم هناك بعض الأنشطة المتفرقة لكرة اليد والطاولة والشطرنج والكاراتيه والكونفو لكن هل تفي بالغرض؟ الى الآن لم يظهر لنا بطل أو بطلة يشار لهم بالبنان من هذه النوادي في السباحة مثلا أو الجمناستك أو التنس مع العلم إننا نملك لجنة أولمبية معترف بها دوليا ويفترض أن يكون لها نشاط واضح ومعروف على الأقل داخل العراق .. فهل تاسست فقط لتثقل ميزانية العراق برواتب موظفين لايعملون شيء سوى الجلوس على الكراسي ومشاغلة البعض بالأحاديث والنكات ؟! هذا إضافة الى مصاريف إيجار البنايات وبقية المصاريف التي ليس لها مبرر ! ..
لماذا لاتكون هناك مدن رياضية وفي كل محافظة لتكون هناك ملاعب وصالات ألعاب لكل الفعاليات؟ ، فنحن الى الآن لانملك سوى ملعب واحد دولي هو ملعب الشعب الذي بقي على حاله منذ تأسيسه على يد الأنكليزي كوني يونيكيان ( إن لم اخطئ بأسمه ) وبطلب ومساعدة الزعيم عبد الكريم قاسم ( على ماسمعت من الأهل ) وإلى الآن لم نرى أي تغيير أو إضافة أو توسيع لصالاته وقاعاته الرياضية وبقي على حاله منذ نشأته .
من خلال مانقرأه في الصحافة الورقية والالكترونية عن وضع العراق الإقتصادي يمكن أن نقدّرإن ميزانية العراق تكفي لإنشاء مدن رياضية كاملة ويستطيع منافسة أكبر الدول في إجراء مسابقات ودورات رياضية عربية أو دولية فماذا ينقصنا غير الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن ؟! أخيرا أبقى أتسائل .. هل ستبقى مجرد أمنيات؟ أم أننا سنرى في الطريق مايؤسس لرياضة عراقية رصينة ومتنوعة؟

#حذام_يوسف_طاهر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل