أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار مع سامان كريم رئيس تحرير جريدة الى الأمام حول الحرب بين روسيا و جورجيا !















المزيد.....

حوار مع سامان كريم رئيس تحرير جريدة الى الأمام حول الحرب بين روسيا و جورجيا !


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سايت الحزب: دخلت روسيا في السابع من اغسطس/آب في حرب ضد جورحيا. كان لهذه الحرب موقع جلب انتباه انظار وأضواء العالم اليها. تباينت التبريرات والحجج حول اسباب اندلاع هذا الحرب, منها (حماية روسيا للاقلية الروسية في أقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، مطامع روسيا على منابع النفط في بحر القزوين ،حرب روسييةـ امريكية في الساحة الجورجية، وقوف روسيا امام السياسات الامريكية حول مسـألة نشر الدرع الصاروخي وتوسيع حلف الأطلسي شرقاً........ الخ).ما هو التبرير الواقعي لنشوب هذه الحرب واسباب اندلاعها من وجهة نظركم؟
سامان كريم: بغض النظر عن منْ بدا بالحرب ومنْ هاجم منْ ان الحرب الحالية بين جورجيا وروسيا، هي حرب وقعت في مرحلة عصيبة في تأريخنا المعاصر. المرحلة التي يقتسم فيها العالم مرة اخرى بين القوى الكبرى. هذه المرحلة بدأت فعلا و بصورة مكشوفة و واضحة بعد فشل الإستراتيجية الامريكية على صعيد العالمي. تلك الاستراتيجية التي حاولت امريكا تحقيقها منذ اكثر من 18 سنة منصرمة. حاولت تحقيقها بوسيلة أعنف الحروب ضد المجتمع البشري بدأً من يوغسلافيا الى صومال في افريقيا و من ثم افغانستان بعد 11 سبتمبر والعراق وتهديداتها المستمرة ضد البلدان الاخرى مثل إيران وكوريا ولحد الان. "النظام العالمي" الامريكى الذي فشل بدأ بالدم وسينتهي بالدم مع الاسف. أمريكا فشلت في تحقيق "نظامها العالمي" المبني على أحادية القطب المراد منه هو قيادة امريكا للعالم الراسمالي برمته بعدما كانت منشقة على القطبين الراسماليين ابان الحرب الباردة. أنهار الحلم الامريكي، وخصوصا قبل سنتين بدأت الاشارات لأنهياره، حين نشر تقرير بيكر-هاملتون حول والجود الامريكي في العراق وقضايا المنطقة.... منذ ذلك الحين نرى ان القوى الكبرى وبالتحديد الصين وروسيا و الاتحاد الاوروبي والقوى الصاعدة مثل الهند والى درجة ما البرازيل تتحرك، لتقتص حصتها من "العالم الجديد" اي عالم بعد فشل الاستراتيجية الامريكية. كل القوى وخصوصا بعد إستعادة روسيا لدورها الدولي، وتنامي قوة الصين الاقتصادية والعسكرية الى حدما، تحاولان لقطع حصتهم وإستحواذ ما يمكن إستحواذها من مناطق النفوذ.
أن الحرب الروسية على جورجيا وتلقين رئيس جورجيا سكاشفيلي درسا قوياً، هو في الواقع رد لامريكا وحلفائها سياسياً و إبراز روسيا كقوة عظمي التي لا تقبل إملاءات امريكية من جانب و من جانب اخر، محاولة روسية في هذه المرحلة التي يقتسم فيها العالم لاخذ تلك الحصص التي قطعت منها ابان سقوط امبراطوريتها قبل 18 عاماً. اي محاولة لكسر الحصار الامريكي حول روسيا التي بدات بحرب يوغسلافيا و ادخال عدة دول من حلف وارسو السابق الى حلف الناتو والاتحاد الاروروبي، وجعل بعضهم قاعدة امريكية مثل تشكيك و بولندا...أن سبب الواقعي للحرب هو روسيا تحاول الحصول على حصتها من منطقة النفوذ والسلطة وتبدأ من محيطها بقوة. روسيا تحاول بقوة أخذ حصتها من غنائم الحرب. من الصحيح القول ليس هناك حربا مباشرا بين القوى الكبرى مثل ما جرت في الحرب العاليمة الأولى و الثانية، ولكن هناك حروب كثيرة خلال 18 سنة منصرمة اخذت مجراها بالوكالة عن القوى الكبرى.
سايت الحزب: كيف بامكان دولة مثل روسيا أو أية دولة أخرى من احتلال وغزو دولة أخرى من دون الرجوع الى القوانين والمواثيق الدولية المتعارف عليها لحل نزاعتها بطرق السلمية ومن دون اللجوء الى القوة وسفك الدماء. اليست هذه المسائل اشارات على ان النظام العالمي يسوده قانون الغاب والعمل وفق مبدأ القوي ياكل الضعيف؟
سامان كريم: أن العالم يسوده قانون الغاب و البربرية والهمجية هذا صحيح، ليس فيها ادنى شك. وأن هذه المسلمات لم تبدا مع نشوب الحرب في قوقاز بل ان العالم الراسمالي منذ نعومة أظافره سائدة فيه هذا القانون ، وطالما هذا النظام هو السائد على صعيد العالمي، نحن نرى سيادة قانون الغاب اي السيادة للاقوى. وهذا القانون في ظل النظام الراسمالي، ليس قانونا غير مرئيا بل مكتوبا بحذافيره. إقرئوا قوانين المنطمة العالمية للتجارة ، قوانين واليات عمل البنك وصندوق النقد الدوليين، قوانين الامم المتحدة واليات عملها، ونرى كيف ان الامم المتحدة هي وسيلة لتمرير سياسات القوى الكبرى. إذن هذا القانون. وبخصوص القوانين والمواثيق الدولية تتبع هذا القاعدة ايضا، اي القانون والمواثيق تتبع الاقوى حسب النظام العالمي الموجود.
ولكن علينا ان ننظر بدقة الى القوانين والمواثيق: اولا: أن كل قانون او دستور او معاهدة دولية كتبت حسب مبدا توازن القوى في مرحلة معينة من التاريخ، انظروا الى سايكس بيكو قبل أكثر من 90 سنة نرى ان تلك المواثيق كتبت حسب أنتصار الحلفاء في الحرب العالمية... ثاينا: ان كل المواثيق والقوانين تكتب حسب وجه نظر سياسية وايديولوجية معينة. القوى السائدة هي التي تكتب هذه المواثيق اي القوى المنتصرة او القوى الكبرى على صعيد العالمي. ثالثا: أن هذه المواثيق كلها كتبت كإنها مواثيق وقوانين إنسانية او فيها نكهة إنسانية مثل "إعلان العالمي لحقوق الانسان" ولكن إذا تمعنا فيه نرى انه لصالح هذا النظام. ولكن المراد في كتابة تلك المواثيق التي صبغت باصباغ "إنسانية" حتى ولوكان شكليا هي لان النظام الراسمالي الموجود يرى نفسه دائما في مواجهة خطر الاشتراكية والثورة الاشتراكية و ماركس، كما يقول منصور حكمت بهذا الصدد" اي مستنقع يغدوا العالم! بدون نداء الاشتراكية، بدون امل الاشتراكية،بدون"خطر" الاشتراكية!".
سايت الحزب: يعلم الجميع بان مسئلة مقاطعتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الخاضعة للنفوذ الروسي على صراع مستمر مع الحكومة المركزية في جورجيا من أجل انفصالهم عنها. لماذا اختارت روسيا هذا الوقت بالذات. هل هذا يعني ان موضوع الاقليات ما هو الا القشرة الخارجية للموضوع وليس جوهر المسئلة. أي بمعنى ان هذه الحرب لها مدلولات عالمية ولا تقتصر على البعد المحلي للموضوع. وما هو تفسيركم لهذه المسائل؟
سامان كريم: أن لكل قضية او حدث سبب او حجة ما، وهذه هي قاعدة. ان الحرب على العراق من قبل امريكا كان بحجة وجود "اسلحة الدمار الشامل" ولكن من غير المتملقين من المعارضة للبرجوازية العراقية، كل العالم يعرف أن هذا السبب هو كذب لا يعلوه كذب. ليس السبب او الحجة مهم في هذه القضايا، بل المهم هو الهدف، لان فبركة الحجج و الاسباب مسالة ثانوية و سهلة.
من الطبيعي ان روسيا كقوة عظمى مقارنة بجورجيا يجب ان تفبرك حجة ما او سبب ما لادامة حربها على جورجيا ولكن القضية والسبب الرئيسي هو كسر شوكة امريكا على الصعيد العالمي و بدا بتقليل نفوذها في محيطها وبالتحديد و في البداية في منطقة القوقاز أقرب منها و التي لها ما يبررها حسب تلك" المواثيق الدولية" التي ذكرناها اعلاه بحجة الدفاع عن" مواطنيها"؟
سايت الحزب: يفسر الكثير من المحللين السياسيين بان هذه الحرب، بمثابة إعادة لمرحلة الحرب الباردة، وهناك كثير من الكتاب في الغرب يكتبون حول هذه القضية؟ وهناك من يقول أن هذا الحرب هو حرب ضد "الديمقراطية الناشئة في منطقة القوقاز"" ما رايكم حول هذين الامرين؟!
سامان كريم: بنظري هذه مغالطات من المتملقين المأجورين من الكتاب والصحفيين والاعلاميين الذي لايحصر عددهم، نظرا لموديل هؤلاء الكتاب والصحافة في عالمنا المعاصر. ان دور الاعلامي اليوم ومثقف اليوم بصورة عامة" وهناك قلة منهم لهم لياقتهم الإنسانية" هو دور مخدر و كافيون للمجتمع البشري، دورهم تزيين الحروب والحصار الاقتصادي و الهجمات والاكذوبات و الحجج التي تفبركها القوى الكبرى. راينا ذلك في حرب الخليج الاولى وراينا في الحرب خليج الاخيرة على العراق و ما يرافقها من الاكاذيب والتضليل والتحميق بحق الراي العام العالمي.
إذن نراها اليوم ايضا. إنهم مأجورين، يقبضون رواتبهم حسب السباق على فبركة الكذب والتضليل. المراد من أحياء هذه المفهوم السياسي اي " الحرب الباردة" هو اساساً لضرب الشيوعية لان الحرب الباردة اساسا مقترنة بالنظام العالمي السابق ابان الحرب الباردة بين 1945-1990. النظام الذي وصف بانه الصراع بين "الشيوعية" و "الديمقراطية" ووصفت ايضا بصراع بين "العالم الحر" و"عالم الديكتاتوري او الشمولي" على اية حال ليس هناك من يشتري هذه السلعة وحتى من قبل الهيئات التي تصنع القرار نظرا لعدم وجود بنية سياسية وفكرية لبقاء هذا المفهوم. ان الحرب الباردة على الرغم التضليل و التحميق الكبير التي رافقتها خلال 45 سنة ولكن له اساسه السياسي والاديولوجي معرفة تعريفا دقيقا، و كان فعلا العالم منقسم الى قسمين: القسم الغربي و الشرقي الامبراطورية الشرقية بقبادة روسيا التي لفقت لها أنها "شيوعية" و االامبراطورية الغربية بقيادة "امريكا: ولكل منهما حلفهم العسكري الخاص به و نظام سياسي والاقتصادي و اداري خاص به، هناك من هذا الجانب لديك الانتخابات وا لتعددية في الغرب و هناك أقتصاد السوق، ولكن في الكتلة المقابلة لديك اقتصاد الدولة اي راسمالية الدولة، وكان على الارجح ليس فيها انتخابات في كثير من الانظمة التاابعة لتلك الكتلة.
امام اليوم روسيا و امريكا، يدعون الاقتصاد الحر و يدعون الديمقراطية وحقوق الانسان وما شابة ذلك وهناك التعددية الحزبية و الانتخابات في الدولتين. اي ان اسس السياسية و الاديولوجية غائبة تماما بإعادة "الحرب الباردة". اي ليس بإمكان امريكا والغرب وحلف ناتو ان يفبركوا "عدواً " لهم جميعا لرص صفوفهم بقيادة امريكا. كما تعرفون إن النظام العالمي السابق كان يعرف على اساس وجود عدوين لدودين اي كتلة الامبريالية الشرقية بقيادة إتحاد السوفيتي و كتلة الغرب بقيادة امريكا. كما قلت كان هناك ما يبررها من ناحية السياسية والفكرية والايدولوجية، ولكن اليوم لم تبقى تلك الاسس إطلاقا. أن امريكا تحاول بقوة رص صفوف الغرب حول قيادتها، وحاولت في حرب الخليج الاول وتمكن بتحقيقها لفترة وجيزة، ومن ثم بعد 11 سيبتمبر تمكن ايضا لفترة وجيزة و لكن بعد ذلك نحن نرى مؤشرات اخرى حيث رفضت فرنسا و المانيا بقوة حربها على العراق واليوم 19/8/2008 نرى في اجتماع الناتو في بروكسل، الانشقاق حول رد الناتو على روسيا وخصوصا هناك معارضة من قبل دول اوروبية كثيرة للتصعيد ضد روسيان حيث ان فرنسا والمانيا و هولندا وبلجيكا.... يعارضون ذلك.
اما بخصوص تعريف روسيا كانها هاجمة على ديمقراطية ناشئة في القوقاز، انا استغرب ذلك حتى حسب معيار تلك الاوباش الديمقراطيين. لأن من الواضح إن جوهر ومحور ديمقراطيتهم كشف على الصعيد العالمي، كشف في يوغسلافيا و في الصومال و الان و بشكل ساطع في العراق، حيث سمي حكم الميليشيات الاسلامية والقومية بالديمقراطية الناشئة في العراق ايضا. أن امريكا ساعدت كل الديكتاتوريات الفردية في العالم التي تتحرك حسب المصالح الامريكية، بينوشيتة في شيلي ماركوس في الفليبينن صدام حسين ابان حربه مع الايران، برويز مشرف لحين إستقالته يوم أمس، سوهارتو في اندونسيا...وهي اليوم تساند و تدعم بقوة الحكومة الاسرائلية العنصرية ... إذن بنظري هذه المسالة فاقدة لاية ارضية و لا اعتقد هناك من يصدق هذه الخزعبلات. هذه ناهيك عن ان الديمقراطية الجورجية ادت الى الفقر والبطالة و الجوع لا مثيل له في تاريخ هذه البلد وخصوصا إذا قارنناها في تلك الفترة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي.
سايت الحزب: في ظل هذا الاوضاع الحساسة، ومع استمرار السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على هذا المنوال هل يمكن القول بأن هناك نظاماً عالمياً جديداً يتشكل على الساحة الدولية مغايرا لنظام القطبية الاحادية القائم ، وأن هذا النظام سيكون له انعكاسات سلبية على مكانة امريكا ووضعها العالمي ومصالحها الدولية.؟
سامان كريم: أنا قلت قبل شهور وبصدد توضيحنا لقرار المؤتمر الرابع للحزب حول الوضع السياسي في العراق" في مقابلة مع مجلة المد-العدد2" أن العالم بدا يتقسم مرة اخرى اي انه منقسم اصلا بين القوى الكبرى و لكن لصالح امريكا. هذه المرة يتقسم ليس حسب المصالح الامريكية بل بعكس مصالحها الموجودة حاليا على صعيد العالمي. حيث راينا خلال 18 سنة منصرمة أن كلمة امريكا تمشي حسب كلام جورج بوش الاب "كل ما نقول يمشي" ولكن اليوم وخصوصا منذ سنتين نرى أن هذه القول الان في ارشيف التاريخ العالمي والامريكي. نحن نرى اليوم ان امريكا ليس بامكانها ان تمرر كل سياساتها على الاخرين وعلى اقرب حلفائها في اوروبا. نرى سياسة اوباما حيث يطلب "الشراكة" أوروبا في كلمته امام الجماهير في برلين في نهايات الشهر الماضي، نرى ذلك في اخر بحث لكونداليزا رايس وزيرة الخاريجة الامريكية في اخر بحثها بمجلة السياسة الخارجية Foreign Affairs التي تطلب فيها الشراكة ولكن بمعنى أخف، المقالة التي كتبت تحت عنوان: تقييم المصلحة القومية " الواقعية الامريكية للعالم الجديد "Rethinking the National Interest "American Realism for New World" صدر العدد الاخير من هذه المجلة ,عدد تموز- آب 2008 و نرى ذلك في اسطع صورها في تقرير بيكر-هاملتون قبل سنتين.
أن مكانة امريكا تتدهور نتيجة لبربريتها ونتيجة لعفونة النظام الراسمالي الجشع. أن هذه الدورات التي تنتصر فيها احد أو عدد من القوى الكبرى على الاخر، هي اصبحت ألية لتدويل النظام الراسمالي العالمي و تجديد قوته وركائزه بحجج واهية و لتضليل الراي العام العالمي و وبالتحديد لابعاد الحركة العمالية عن دورها ورسالتها الثورية.

سايت الحزب: أعلنت روسيا بعد خمسة أيام من الحرب بوقفها لاطلاق النار بعد إحكام سيطرتها على أقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المنشقين عن جورجيا وبموجبة تقوم روسيا بالانسحاب التدريجي اعتبارا من هذا اليوم المصادف 18-08-2008 ولكن في نفس الوقت صرحت ميركل المستشارة الالمانية في العاصمة الجورجية موافقة اوربا لانضمام جورجيا الى حلف الناتو. الا تدل هذه النقطة انه ليس هناك نوايا حسنة للوقف التام والكلي للحرب وهناك من يحاول تأجيجها؟
سامان كريم: لا روسيا تخرج مباشرة وبسهولة وحسب الاتفاق المكتوب الفرنسي و لا امريكا وحلفائها يسكتون. بعد وقف اطلاق النار تبدا الحرب الاعلاميه ولكن الاصل في هذه الاوقات اي بعد الحرب او بعد وقف ا طلاق النار هو ان شروط المنتصر هي التي تسود اخيراً. أنا عرف ان لدى امريكا قوة ونفوذ كافيتين لجر روسيا الى تنازلات معينة وبسيطة بعد الحرب. ولكن روسيا هذه المرة مصممة وخصوصا تعرف ان امريكا في هذه المرحلة اي مرحلة فشلها الاستراتيجي على الصعيد العالمي من جانب و ومرحلة نهاية دورة بوش والانتخابات المقبلة في امريكا من جانب اخر وقوة الاقتصاد الروسي في هذه المرحلة مقارنة بالعقود الماضية كلها لصالح روسيا. وخصوصا تنظر بعين الاعتبار المصالح الاوروبية وبالتحديد المانية مع روسيا.
أنا ارى ان ميركل تريد ان تعطي اشارة كلامية و كلامية فقط لامريكا كانها حليفتها الحميمة ليس إلا. أن وقف اطلاق النار تم ولكن الحرب لم ينتهي. لان الحرب فه جبهات مختلفة. تم وقف اطلاق النار ولكن بدأت مناورات السياسية يمكن ان تنفجر في اي وقت وممكن لا، ويعتمد ذلك على ترتيب التوازن الجديد في جورجيا، التي هي بوابة لترتيبات جديدة على صعيد منطقة القوقاز على الاقل. وحال كهذا نرى دائما مناوشات وتأجيجات إعلامية وكلامية بين ذاك الطرف او تلك.
سايت الحزب: ما هو رسالتك الى الشيوعيين والاحرار في العالم التي يقع على عاتقهم مسؤولية تأريخية كبيرة حول كيفية التصدي والمواجهة لهذه الحروب والهجمات ضد المجتمعات التي تديرها اقطاب الرأسمالية العالمية. وماهي الخطوات العملية التي على الشيوعيين انجازها والسير نحوها؟
سامان كريم:عالم اليوم، تنخره القوى الراسمالية والرجعية،بدأ من امريكا وحلفائها الى القوى الراسمالية الاخرى والقوى الارهابية لاسلام السياسي. العالم المتمدن اليوم في موجهة شرسة مع تلك القوى جميعاً. ولكن العالم المتمدن يحتاج الى قيادة ذات رؤية سياسية واضحة وثاقبة لقضايا عالمنا المعاصر. برايي ليس هناك بديل اوضح في عالم اليوم مثل الشيوعية العمالية. القوة المتمدنة برزت قبل الاحتلال الامريكي للعراق في شباط 2003 ولكن لم نراها اليوم بهذا القوة والشكل. المشكلة تكمن في عدم وضوح الرؤية السياسية لهذه القوة وتنظيمها. إذن على الشيوعيين العماليين وكل من يشترك في هذه الرؤية واقصد بالتحديد رؤية منصور حكمت، عليهم ان يناضلوا في سيبل تنظيم هذه القوة وبالتحديد الجزء الطليعي من الطبقة العاملة في البلدان الفعالة على الصعيد العالمي، وهذا جانب مهم من الوظيفة الاممية. ولكن هناك جانب اهم وفوري اكثر إلحاحا لإعادة رؤية ماركس الى الساحة الدولية والى صفوف الراي العام العالمي، وهو إبراز الاحزاب الشيوعية العمالية الموجودة في منطقتنا اي في العراق وإيران وكردستان، كاحزاب سياسية مقتدرة لهم القوة السياسية والجماهيرية والعمالية للنهوض بالحركة العمالية وقيادة الجماهير نحو تحقيق اهدافها. إن ظهور قوة الشيوعية العمالية في اي منطقة ما سوا كان على منطقة صغيرة او مدينة او بلد ما تشكل وميض امل قوي لدفع حركتنا على الصعيد العالمي نحو القوة والاقتدار، وإعادة الرؤية الماركسية الى الراي العام وتقويتها داخل صفوف الطبقة العاملة. بنظري هذه الخطوة عملية اكثر اهمية من اي شئ أخر.

* الى الأمام صحيفة سياسية عامة تصدر عن الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
موقعها على الشبكة (http://www.wpiraq.net/arabic/alamam/index.htm).



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتلة 22 تموز، قومية عربية تقسم العراق على أساس الاقوام!
- حرب روسيا على جورجيا، رداً لإعتبارها، في المرحلة التي يقتسم ...
- إنهيار التحالفات السياسية أدى إلى انهيار مفاوضات قانون الانت ...
- إنزلوا إلى الشوارع لتحرير مدينة كركوك!
- فوبيا بغداد، أداء تمثيلي ممتاز، نص ناقص!
- موقفنا من العمل المشترك لليسار الذي تمحور حول البيان - نداء ...
- الوضع السياسي في العراق، الحركات السياسية، احزابها، و افق ال ...
- ليس امامنا سوى المضي قدما الى الامام ، نحو تثبيت اقدام المؤت ...
- دفاعا عن القادة العماليين حسن جمعة ورفاقه!
- إلى الامام، يا عمال النفط، نحو تحقيق مطالبكم!
- المؤتمر الدولي في شرم الشيخ، سياسة فاشلة، ولا يمت بصلة بمطال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي لحزب الشيوعي العمال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي للحزب الشيوعي العما ...
- منْ أغرق العراق في دوامة العنف ليس بإمكانه أن يوفر الأَمنْ ل ...
- سقط بوش في عقر داره ومعه -النطام العالمي الأمريكي-!
- طالباني في بغداد يدعي الحريات السياسية، وقواته تقمع الحريات ...
- الارهاب وانعدام الامان احد افرازات الاحتلال والحكومة الطائفي ...
- حبذا لو لم يذهب المالكي الى البصرة
- أخيراَ تشكل الحكومة الميليشيات
- -وحدة وطنية- عنواناً لمحصاصة طائفية وأثنية خالصة!


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار مع سامان كريم رئيس تحرير جريدة الى الأمام حول الحرب بين روسيا و جورجيا !