( جورج بوش ) و ( جوردن براون ) القوقازيان

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بوش وبراون قوقازيان من عشيرة واحدة تقع في إحدى منحنيات قمم القوقاز , هاجر جدهما الثاني والخمسين [ نسبة إلى القاصفة الأميركية ب 52 ]إلى أحد الأودية الحدية الفاصلة بين - أيرلنده - و - أسكتلنده - ( هل توجد حدود بين أيرلنده وأسكتلنده ؟ لا أدري ) وإستقر وعشيرته التي هو يكون شيخها هناك .. ثم بعد ردح من الزمن وقع إنشقاق في العشيرة فنزح شق إلى أيرلنده والآخر إلى أسكتلنده .. ثم وبتواصل تولد الأجيال وُلد " جورج بوش " في الشق الأيرلندي و "جوردن براون " في الشق الأسكتلندي , وحين بلغا الخامسة من العمر تولى رعاية الأول "تكوين قرقوزي" بقبعة شاقولية وشارب محلوق وذقن محسور بين مؤخرة الشفتين إلى أسفل الحنك على هيئة ذنب شبيه بذنب لحية " بن لادن " ويُدعى هذا التكوين القرقوزي " العم سام " , أجل , نقول تولى هذا التكوين القرقوزي رعاية هذا الغلام أو الغلام الذنبي ثم صحبه معه نحو أصقاع " الغرب الأطلنطي الجديد " . إلى ذلك فقد شملت رعاية هذا المخلوق القرقوزي صَبية خفيفة الدم سوداء اللون تسمى " كودي " كانت الصديقة الحميمة لذلك الغلام , فقد كانت تلازمه طيلة الوقت يمرحان ويلعبان بعض الألعاب الرياضية ومنها جر الحبل , لكنهما كانا يفترقان في بعض الرغبات الرياضية , مثل عشق كودي وهيامها بلعب التنس بينما صديقها يعشق الغولف , ويقول القرقوزي عن تلك الصبية صديقة الغلام الخفيف والظريف كذلك , إنها أيضا من أصل هذه العشيرة القوقازية حيث أن ثمة فروع كثيرة في القوقاز من اللون الأسود ولا يعني إن تلك الفروع السوداء التي تنتمي لها الحبوبة " كودي" قد قدمت من أفريقيا في زمن ما , بل العكس , إذ يزعم إن الجنس الأفريقي الأسود هو نتاج لأقوام قد هاجرت من القوقاز في العصور السحيقة !!..إذن , ووفق هذا الإمتداد القوقازي , كيف لا تنتصب المُدللة " كودي " محمومة وبلسان سليط ( موَشر ) وقبلها " الغلام الذنبي " إزاء ما يحدث في القوقاز !

أما الغلام الآخر فقد إلتزم الإشراف عليه " جون بول البليد " صاحب الكرش الجاموسي واللُغد المُتهدل والخشم اليابس والبرطم البعيري المغروز بالبايب والمُوحي ببلادة وغطرسة الإنكليز أو " أصحاب الدكاكين والبقر والنساء والكلاب والخيل " كما ينعتهم " نيتشه وشوبنهور " .. إلتزمت تلك الدُمية البليدة الغلام " براون " وصحبته معها إلى " لندن " عاصمة أمبراطورية الظل , ليعلن من على منصة برلمان " أصحاب الخيل والكلاب " إنه من حق شراذم جغرافيا القوقاز - موطني الأصلي - أن تنفصل عن المستعمرين " الروس " غليضي القلوب , وأن تفعل ما شاء لها الفعل ضد بقية الأعراق , كذلك من الواجب الأخلاقي والإنساني والديموبراوني أن تتقطع اوصال تضاريس " البلقان " في مهب الآفاق , لكن الله سوف يرتعد غضبا في ملكوته لو إنفصلت " أسكتلنده " عن الإتحاد البريطاني !! لقد كُتب في اللوح المحفوظ إننا لن " نتبلقن " مهما يكون الثمن , إن الأمبراطورية الظليلة سوف تغدو أكثر ظلا , ظل يحجب السطوع , سطوع النجم والشمس والقمر لتنهش سموم الحُلكة أنفاس التكوينات !! لقد نشق أو أستنشق الغلام " براون " تلك التعاليم من كرش " جون بول " المحتوي والمتضمن كل الأشياء , إستنشقها حين كان يُداعب بمرح طفولي هذا الكرش , وعندما كان يحد النظر فيه ويتلمسه بتعجب جنوني , ويضع أذنه ليستمع أو يستشف أية ظلال أطلال خربة تكتنف هذا الكرش الممسوخ شوهاً !

لكننا لسنا على يقين إن كان هذا الذي نقله لنا واضعو المُدونات والسير حقيقة أم محض تصورات تفتقت كنتيجة لمواقف الغلامين الهرمين من دُخان" جورجيا " المتصاعد , فلقد نوه البعض من هؤلاء بأن جذورهما ليست قوقازية إنما بلقانية ولذلك مخرت طوافاتهم الأغوار البعيدة وإخترقت الثغور وهي تنوء تحت عبء الثيران المُجنحة وفوهات الجحيم والدم لتخط الخطوط الحمراء وتغير الخرائط وتُوغل الحقن في النعر العرقي , ليتشظى الجمر حُنقاً في عيون أعضاء منظمة العُلماء الأميركية وترفع رسالة إلى الكونغرس والحكومة الأميركية ومخابراتها وحلفاؤهم الغربيين سنة 1996 تتهمهم فيها بإثارة معظم الحروب الأهلية حول العالم .

وتتوغل المُخيلة الواقعية أكثر فأكثر لتنسبهما إلى عشائر العراق , على وزن ( إنكليزي من عشيرة المنتفج , أو ياباني من آل إزيرج ) !! .. ثم إلى أدغال أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا .. وإلى أين بعد ذلك ؟ إلى وكالة ناسا , فقد زرعت أو سوف تزرع أول بذرة في المريخ !! نقترح على المردة الرأسماليين الإسراع لإستغلال تلك البذرة , أسرعو أسرعو .. فـ والله إن لم تفعلوا فسوف يستبقكم " أحمدي نجاد " ويُقيم حلفا مع ملك المريخ ويقصفكم من هناك , ماذا ستفعلون , كيف تقتنصوه هناك ؟: ماذا ؟ تطلقون عليه صواريخكم النووية , لا ينفع , فستمتصها نفاخة ملك المريخ , ثم يمتصها هو ذاته ليفرغها في تجويفه ثم ينخب الكأس بصحبة " نجاد " ويضحكان عليكم (( من الفيلم الكوميدي - Mars Attacks - للمخرج - Tim Burton -. ))

ومع ذلك لم يُنوه المعنيان ولو بخيط ضئيل عن جذورهما , حاولت معهما المخلوقات بكل الوسائل فلم تستشف بصيصا " بوشيا أو براونيا " فما السبيل ؟ لعل جزء من هذا البصيص تأتى من أحد مُقلدي اصوات وحركات الآخرين , عندما قلد صوت بوش وحركاته قائلا بسخرية : I am George W Bush president of earth


هل أنت منزعج ؟ هل بحاجة إلى تعزية ؟ هل تود أن تشق زيجك أو جيبك , أو تلطم على كصتك أو وجهك ؟ .. لكن لماذا ؟ ألم يكن التاريخ إلا سلسلة من الكذب والخداع والمُراءاة والتكالب على المصالح الدنيئة القبيحة و.. سواء على مستوى الكيانات الكبرى أو المستوى الشخصي .. ومن الذي يدعي غير ذلك , أو إن الذي يزعم غير ذلك فهو دون مراء من أصل فحم الكوك !.. لكنا بحاجة إلى قليل من الحياء , ولو نطفة من الحياء , همسة من اللياقة , من الرشاقة , من النذالة , من حاجبي أو عيني " جورج بوش " الوديعتين حُنوا على عذابات الخلق , من التمدن , تمضغون القول عن المدنية بملء ثغوركم , وفِعلكم وخرير ألسنتكم في موضع آخر ينضح بكل بربرية الدنيا , مرة واحدة إعترف بقُبحك وقبح سِفرك , ولو مرة , أو على الأقل كلمة صدق , يا أخي كلمة حق , لا نريد منتكم , فقط كلمة حق بما يجري في الواقع أو على الأرض , ملايين البشر , عشرات الملايين من القطب إلى القطب وعلى مدى سِفر حروبكم رفعت رسومكم ككلاب وخنازير وقردة وأفاع وديناصورات قادمة من عصور ليست على خيط وصل بصنف البشر , حشود الملايين صَوَرتكم على هذا النحو كما لم تفعل مع جميع جلادي ودكتاتوريي التاريخ , ورغم كل ذلك تواصلون رفع عقائركم على المدار وتُشوهون الحقائق والبديهيات وكأن كفاح الإنسان المرير في الفكر والعمل الذي أوصل الحضارة إلى مستواها الراهن ليس سوى شراهاتكم وعسكرتكم وأحلافكم ودخان مواخيركم و..

مُقترح بصناعة إرهابيين جُدد بوجه الوحش الروسي الجديد , لكن هذه المرة تأكدو بإمعان من الولاء وليس مثل المرة السابقة , عندما إنقلبوا عليكم شر إنقلاب وزاعوا قيئهم الجهنمي في عُمق ممالككم , وأصابوكم بدوار مزمن سوف لن تجدوا له فكاكا على مدى زمنكم القادم , وإن كُنا على قناعة إن هذا الزمن أصلا سوف لن يدم طويلا , زمن هذي الأرض وليس زمنكم حسبْ , فأدخنة هوزاتكم التي سممت هذا الكوكب قد إختزلت عمره إلى مئتي سنة قادمة على أبعد تقدير !.. فإنا للـ " غرابين القوقازيين وأشباههما الرأسماليين " وإنا إليهم راجعون !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات