جحيم عابر لا يتدخل فيما لا يخصه

ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:31
المحور: الادب والفن
    

على أي حال
هذا لن يستمر طويلا
وسيحدث شيء بالتأكيد
يجعله يتوقف عن الذهاب للمقهى كل ليلة
والبدء في تصفح أوعية الذنوب المرتبة أبجديا على الموبايل
فور إحساسه بالدوار
كي يختار صديقا لا تتعارض علاقته بجمع الحسنات في هذه اللحظة مع المجيء إليه ...
رعشة تضغط call
هذا يعني استدعاء خبرة فصل الخوف عن الصوت
وألا تخبره صراحة بأن للمنضدة ابتسامة واسعة تحتاج شخصا لطرفها الآخر
ستخبره فقط بأنك تجلس وحيدا
وتنتظره
كي تحفز تلقائيا رغبته في عدم التأخير عليك
كأن شيئا مهما سيحدث في العالم لو جاء أحد إلى أحد آخر بأقصى سرعة ممكنة
وكأنه ليس في الحياة أوقات ضائعة كثيرة
لكن للأسف
الحياة ليس بها أوقات ضائعة بالفعل
رغم أن الصاحب الذي لم يتأخر عليك
وغادر ذاكرة الهاتف سريعا
كي يتجسد على المقعد الذي أمامك
ويشاركك الشاي والنسكافيه
لن تكون هناك فائدة حقيقية منه
أكثر من التعرف على أصوات استنكارية جديدة بداخلك
أو التأكيد على الأصوات القديمة
لأن الأشياء التي تريد حقا أن تقولها لن تأتي سيرتها أبدا
أو لن تتحدث فيها كما يجب
أو أنك لن تتحدث إلا في الأشياء التي لا تخصك مطلقا
لكن المهم أن وقتا ما قد مر
كالعادة
وكالعادة أيضا ستنهض أنت كي تدفع الحساب
حينما يكون صديقك :
ـ ليس معه نقود
ـ معه نقود قليلة
ـ معه نقود كثيرة لكنه لايريد إنفاقها
ـ يعرف أن معك نقود
ـ يؤمن أن من يطلب من الآخر المجيء إلى المقهى هو الذي يدفع
المهم أن وقتا ما قد مر
كالعادة
وكالعادة أيضا ستنهض أنت كي تدفع الحساب
آخر ما تبق من نصيبك من نقود أبيك الميت
التي جمعها خلال سنوات الإعارة إلى البلد التي يعمل حاكمها خادما للحرمين الشريفين : ( البترول والوهابية )
والذي نسى قبل موته أن يعلمك كيف تحافظ عليها
وفقا لـ ( دعه يعمل .. دعه يمر ) ...
على أي حال
هذا لن يستمر طويلا
وسيحدث شيء بالتأكيد
يجعل الهواء خارج المقهى
ليس أقرب إلى كفن ضيق جدا
يضغط الجلد في العظام
والرأس في القلب في الأمعاء
بينما يكون محشوا عن آخره
بالمشارط الصغيرة
المناسبة لوداع صديق ما
ولليقين اللازم للرجوع إلى المنزل :
للأسف
الحياة ليس بها أوقات ضائعة .

#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل