أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - السينما كتجميل للأنقاض الخالدة














المزيد.....

السينما كتجميل للأنقاض الخالدة


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


تدور أحداث فيلم (the other sister) حول الطفلة (كارلا) التي تقرر أسرتها إرسالها إلى مدرسة خاصة بالمعاقين عقليا نتيجة انخفاض معدل ذكائها ومواجهتها لصعوبات في النمو الذهني الأمر الذي أدى إلى اصطدامات كثيرة داخل محيط الأسرة لعدم قدرتها على التكيف مع أفرادها ..
بعد سنوات ، وبعد أن تصبح الطفلة في بداية مرحلة الشباب ، تعود (كارلا) إلى أسرتها بسمات نفسية أكثر هدوءا وأقل عنفا عن تلك التي كانت تتسم بها شخصيتها في مرحلة الطفولة (كان عنفها في غالبيته رد فعل لعدم قدرتها على الخضوع لآليات الواقع المعيش وأيضا لسخرية أبطال هذا الواقع من سلوكها المخالف لقوانين التعاملات والعلاقات المعتادة).

تحاول الأم إخضاع الإبنة إلى ممارسات وأهداف حياتية خاصة (تعليم التنس ودراسة الفن التشكيلي ولعب الشطرنج كما يليق بفتيات العائلات الراقية) الأمر الذي سيجعل (كارلا) تضيق بحياتها في منزل أسرتها واتخاذ قرار بالاستقلال المعيشي في منزل آخر بمفردها والالتحاق بمدرسة خاصة للتعليم المهني .. ورغم معارضة والدتها الشديدة لهذا السلوك المتمرد على إرادتها إلا أنها ترضخ في النهاية وتستجيب لمطالب (كارلا) .
في المدرسة تتعرف الفتاة على الطالب (دانييل) الذي تقارب حالته الذهنية حالة (كارلا) لتشرع في إقامة علاقة معه تبدأ بالخروج للتجول بالدراجة وتناول الطعام وسماع الموسيقى ثم ممارسة الجنس (تم الأمر بقدر كبير من الارتباك الذي يصاحب بهجة وخوف الإكتشاف والخضوع المعلن لتلك المشاعر بين رجل وامرأة).
بعد ذلك تقرر (كارلا) الزواج من (دانييل) ورغم المعارضة والرفض الهائل لوالدتها إلا أن الزواج يحدث في النهاية بعد رضوخ الأم لرغبة ابنتها .

لم يتجاوز الفيلم المعالجة التقليدية التي اعتادت غالبية الأفلام التي تتناول المعاقين ذهنيا على تقديمها من حيث نفس الطرح المستهلك عن ضرورة أن يمارس المعاق ذهنيا حياة عادية مثل أي فرد طبيعي وكأن الأنساق المعتادة لحياة هذا الفرد الطبيعي (أو ما نطلق عليه كذلك) أشبه بيوتوبيا أو فردوس مفقود تصلح أن تكون نموذجا يسعى لتحقيقه كل فرد في هذا العالم .

الفيلم تحكمه رؤية منتصرة جوفاء للحياة والواقع من خلال مؤسساته وأنماطه وعلاقاته التقليدية (الأسرة ـ الزواج ـ الصداقة … إلخ) .. وبالطبع كان لهذه الرؤية القاصرة أن تحجم الفيلم عن التفاعل الحميم والتوحد مع العالم الحقيقي لمن نطلق عليه (معاقا ذهنيا) حيث انعدام الأقنعة والبراءة في مواجهة العالم والصدق في التعبير عن المشاعر وعدم الاكتراث بالآخرين وآراءهم وأفكارهم حول ما تفعله أو ما يحدث لك .. (كارلا) غضبت بشدة من (دانييل) لأنه أخبر الجميع بممارسة الجنس معها) .. غضب (كارلا) لم يكن منطقيا على الإطلاق على الرغم من سخرية الآخرين التي من المفترض أنها لا تعنيها في شيء ، فالمفترض أن الحالة التي تتسم بها شخصيتا (كارلا) و (دانييل) تتسم بقدر هائل من الفطرة والوضوح والصراحة الشديدة التي تتحدى الأقنعة التي يضعها الآخرون لحجب مشاعرهم .. تصريح (دانييل) بممارسة الجنس مع (كارلا) أجده مقبولا ومتفقا تماما مع سمات البساطة والتلقائية والعفوية التي يجب أن تتسم بها هذه الشخصية على عكس (كارلا) التي كان رد فعلها المبالغ فيه جدا غير مقبول ويتنافى مع شخصيتها (تصرفت كأي فتاة عادية تخجل من إظهار مشاعرها).

كان هناك إصرار فج من مخرج الفيلم على تكبيل حياة (كارلا) و (دانييل) بحبال الواقع من خلال إصراره على النهاية التقليدية التي يرى المخرج ـ وهذا رأيه الخاص ـ أنها سعيدة ألا وهي الزواج وكأنه لا يوجد أي نوع من أنواع التحقق لولد وفتاة معاقين ذهنيا إلا بخضوعهما أيضا لآليات الواقع المؤسس على الإخفاق أساسا والذي من المفترض بشكل بديهي أن يكون بطلا الفيلم ضده أصلا .
* * *
http://mamdouhrizk.blogspot.com/



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر قصيدة النثر الكتابة … ( لاشيء غريب .. لا شيء عادي )
- مبررات ضعيفة لإساءة الظن بوظيفة الأشلاء
- … وصلاة على روحك لن تعترف بشيء
- نصوص
- Setup
- خلل بسيط في برمجة السعادة
- آدم وحواء
- المُدافع
- كأحلام غير مزعجة داخل رأس ترتدي الخوذة الواقية الوحيدة
- دروع بشرية لحراسة الغيب
- وقت قصير يمنعني من إخباركم بكل الخسائر
- السماء المرسومة في كتاب الحكايات
- قصص قصيرة جدا
- أيادي مرفوعة إلى سقف الحظيرة
- رسول العاطفة الإلهية
- نار هادئة
- أحسن تكوين
- تساؤلات الكمال الإنساني في مواجهة البلطجة الدينية
- الألم
- كوميديا لم يكن هناك وقت لمشاهدتها


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - السينما كتجميل للأنقاض الخالدة