أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - التدوين .. الأدب .. الكتابة














المزيد.....

التدوين .. الأدب .. الكتابة


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


( ظاهرة تحوّل المدونين لكتّاب ) .. ما الذي يجعل هذه الجملة تبدو عدائية بشكل ما ؟! .. عدائية لمن ؟! .. للمدونين طبعا .. ( الظاهرة ) ـ كما أفهمها أو أشعر بها في هذه الجملة ـ هي إشارة لحدوث شيء غير طبيعي ولكنه يكتسب تأييدا متزايدا يحفّز استمراره .. حدوث أمر استثنائي يطمح لأن يكون عاديا مما يجعله مثيرا للرفض وللجدل أو على الأقل للاستفهام في أحسن الظروف .. ( التحوّل ) ـ أيضا كما أفهمه أو أشعر به في هذه الجملة ـ هو إشارة لفوضى طبقية مفاجئة ومتواصلة أدت لانهيار النظام التقليدي المعروف عن التراتبية الأدبية في زمن ومكان ما .. سعي غير مفهوم وغير مقنع للارتقاء يمارسه شكل ( أدنى ) من الكتابة طمعا في اكتساب قيمة غير مستحقة ... إذن جملة ( ظاهرة تحوّل المدونين لكتّاب ) هو حكم أو قرار تصنيف جودة منحاز ببراعة لبديهيات ومفاهيم صنمية سائدة ـ أو كانت ـ عن معنى ( الإبداع ) و( المبدع ) ، وفي نفس الوقت يتسق ويخدم الفوقية المجانية التي ينظر بها الكتّاب ( الغير مدونين ) إلى المدونين باعتبارهم إما نشطاء سياسيين وحقوقيين أو مراهقين يكتبون خواطرا ساذجة في أغلب الأحوال يعبرون من خلالها عن عُقد الكبت وآلام البلوغ والتي لا ترتقي بالطبع لأن تكون ( أدبا ) .

المدوّن كاتب .. إذن ليس في الأمر أي نوع من التحوّل .. المدوّن كاتب وهو لايزال جالسا أمام الكومبيوتر وينشر بوستا جديدا في مدونته ويتابع تعليقات القراء ويرد عليها .. المدوّن كاتب قبل ان تستغل دور النشر نجاحاته وشهرته ورغبته في أن يكون أديبا معروفا بالمقاييس التقليدية التي كان متجاوزا لها أساسا وهو لا يزال في بيته !! .. هذا بُعد آخر للمسألة .. هناك من المدونين من يشعر بهذه الدونية ولا يعرف طريقة للتخلص منها إلا بإصدار كتاب ورقي يعقبه حفل توقيع وندوة ومقالات نقدية ... إلخ .. إلا بأن يصبح ( أديبا ) !!! .. رغم ـ وياللعجب ـ الشعور الذي يحمله في أعماقه والذي قد يصل أحيانا لدرجة اليقين بأن الاستعلاء الذي ينظر به ( الأدباء ) للمدونين ما هو في حقيقة الأمر سوى طريقة قديمة ومعروفة من طرق إخفاء الغيرة .. ليست الغيرة من الرغبة في الحصول على هذا الجمهور اللانهائي من البشر الإنترنتيين فحسب بل أيضا ـ وربما بشكل أكبر ـ في الحصول على التدوين ذاته .. التدوين كقرار .. كمعنى .. كحالة إنسانية وثورية شرسة ليس لديها وقت تضيعه مع مخبري الكتابة المؤرقين بالتصنيف .. فليتحمّل كل ( تصنيفي ) توابع ( تصنيفاته ) دون أن يلزم بها كتابة الآخرين وأن يتحمل بالضرورة توابع فشله لو حاول .. الكتابة لم تخبر أحدا من قبل أن لديها إله ينبغي طاعته وإلا سيدخل النار !!! .. ( راجع مدونات " الأدباء " الذين حافظوا على " مكانتهم " بأن يظلوا " أدباء لديهم مدونات " دون أن يكونوا مدونين فعلا كنوع من مسك العصا من المنتصف أو الرقص على السلم أيا يكن ) .

كل شيء له أسبابه ومبرراته الخاصة ، ومن الطبيعي ـ وهذا عكس المعنى أو الغرض الكامن وراء جملة ( ظاهرة تحوّل المدونين إلى كتّاب ) من الطبيعي أن يكون هناك خوف على التدوين من كل شيء .. من الأعداء المتزايدين بتزايد نجاح التدوين نفسه .. من السلطة بكافة أشكالها : تجّار الكتب وأصحاب المجمعات والاتحادات التدوينية ومجموعات التدوين وروابط وصالونات ونوادي المدونين والأدباء والنقاد والصحفيين ... إلخ وكذلك المدونين أنفسهم !! .. ورغم أنه بهذا أصبح المدونون برضاءهم أو رغما عنهم أصبحوا أعضاء في قوائم أمنية الغرض منها تحسين وتهذيب سلوكياتهم اللاأخلاقية إلا أنني لا أشعر بالخطر .. استيعابي للتدوين يجعلني مطمئنا بأنه لا شيء يمكن اللحاق به .. أنه انفجار متواصل لا يمكن ترويضه أو تدجينه أو تهدئته لأنه رغم عموميته كفعل أو كنشاط إنساني إلا أنه بالأساس انتقام شخصي من العالم ينتمي لصاحبه أولا وأخيرا .. رؤية ذاتية وتجربة خاصة للحياة والموت ومعركة مع الوجود تظل فردية رغم كل صور التشارك والتشابه والتوحد بين الآخرين .. هذه الخصوصية هي المانع الحقيقي والوحيد الذي ستعجز معه محاولات حصار وتغييب التدوين داخل أي حماقة اختزالية يسهل السيطرة عليها كما أن الاختلاف بين المدونين بمثابة الخاذوق الأبدي الذي سيظل يعاني منه دائما كافة خادمي الوطن والشعب والقانون والثقافة .

* * *
http://mamdouhrizk.blogspot.com/



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامع الطلقات الفارغة
- بأمل أن تغفر لنا الرمال المتحركة هذه الضوضاء الخفيفة
- أصلح الأماكن لإخفاء الكاميرا
- رحم واسع يسمح بهزة رأس صغيرة
- براحة ضمير كاملة
- الخيارات المتاحة في حركة الرأس باتجاه الحائط
- ضرورة أن أكون في أمان كهذا
- ما لم يذكره ( سلاح التلميذ )
- أنا أسوأ من ذلك بكثير
- السينما كتجميل للأنقاض الخالدة
- الشعر قصيدة النثر الكتابة … ( لاشيء غريب .. لا شيء عادي )
- مبررات ضعيفة لإساءة الظن بوظيفة الأشلاء
- … وصلاة على روحك لن تعترف بشيء
- نصوص
- Setup
- خلل بسيط في برمجة السعادة
- آدم وحواء
- المُدافع
- كأحلام غير مزعجة داخل رأس ترتدي الخوذة الواقية الوحيدة
- دروع بشرية لحراسة الغيب


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - التدوين .. الأدب .. الكتابة