أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - ضرورة أن أكون في أمان كهذا














المزيد.....

ضرورة أن أكون في أمان كهذا


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


المرأة التي تعرّفني بالتجهم
والمشاعر البخيلة
والعيش لنفسي فقط
وتتحاشى النقاش معي في الدين
كي لا تزعجها أفكاري الفاسدة ...
أشقائي الذين يريدونني أن أبقى على قيد الحياة
لأنهم تعبوا من كثرة الموت
ومن الزمن وهو يقلّص أحبابهم
فعرفوا أن الوحدة تدريب جيد على الوداع ...
الأصدقاء الذين يعودون إلى بيوتهم من عندي
بثقوب في أرواحهم
تصلح كأسباب لأن يحبوا أنفسهم أكثر
وللتلصص على برج الإله المعتم
ولتوثيق علاقتهم بالموت ...
الحجرة التي أحاول حمايتها بصور من الماضي
وأغنيات الطفولة
والبكاء على فيلم الكارتون القديم
الذي طُردت منه ...
الكوابيس التي لا أفهم منها شيئا
سوى أن الموتى رسل فاشلون
أو أنه الخوف فحسب
يواصل مهامه
كموظف نشيط
بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ...
الشتاء
العجوز الطيب الذي أوصى أبنائه قبل موته
بأن يكذبوا عليّ كل سنة
ويخبرونني بأنه لا يزال حيا
حتى أعيش للسنة القادمة ...
السماء التي أتأكد كلما نظرت إليها
أن كل الاحتمالات واردة
بصرف النظر عن المبررات
التي حولت الفراغ الذي تركته في رأسي
إلى مزرعة للجروح
فأصبحت مستعدا للتنازل عن فهمها
مقابل نهاية سعيدة على الأقل ...
الشوارع التي لم تخصص ممرات آمنة
للدوّار
ولضيق التنفس
ولضربات القلب السريعة
وللروح اليتيمة العارية
التي تغني في صمت
حتى لا يسمعها أحد
وكلما تاهت أكثر عن بيتها
الذي تبحث عنه منذ زمن
كلما باعد الغناء بين ذراعيه أكثر
حتى يسمح للأحزان المتزايدة بالدخول في حضنه ...
الجيران المحترمون
الذين يبتسمون لي بمودة
ولا أسمعهم يتشاجرون أبدا
لأنهم نسوا الكلام
وتفرغوا لتجهيز مخابيء متباعدة
حتى لا يسمع أي منهم صرخات الآخر
حفاظا على قيمة التعايش ...
المارة الذين يتلفتون حولهم كثيرا
بذهول
كعميان فاقدي الذاكرة
نسوا من أين جاءوا
وإلى أين يريدون الذهاب
داخل الصندوق الزجاجي الكبير ...
الوجه الذي لم يعد يفيد غسله كل صباح
لأن الطائر المدفون تحته
انقطعت تأوهاته الخافتة منذ فترة
كذلك صوت جناحيه المنهكين وهو يحاول تحريكهما
حينما كان عاجزا عن تصديق
أن الأنقاض نهاية طبيعية
للتحليق في السماء
والتنقل بين الأشجار ...
................................
................................
................................
أنا
الذي تعتبرونني موجودا حقا
صراحة كنت أتمنى هذا
لكنني لسبب لا أعرفه
لم أستطع المجيء
ولسبب آخر
لا أعرفه أيضا
استُبدلت
بشبح آلي
مهمته أن يبحث عني داخل العالم
أو على الأقل يكتشف سر فقداني
في أسرع وقت ممكن
قبل أن تقتنصه إحدى مصابيح النفق المظلم
التي تضيء وتطفيء فجأة
ولا تأخذ بالها من شيء .

* * *
http://mamdouhrizk.blogspot.com/



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يذكره ( سلاح التلميذ )
- أنا أسوأ من ذلك بكثير
- السينما كتجميل للأنقاض الخالدة
- الشعر قصيدة النثر الكتابة … ( لاشيء غريب .. لا شيء عادي )
- مبررات ضعيفة لإساءة الظن بوظيفة الأشلاء
- … وصلاة على روحك لن تعترف بشيء
- نصوص
- Setup
- خلل بسيط في برمجة السعادة
- آدم وحواء
- المُدافع
- كأحلام غير مزعجة داخل رأس ترتدي الخوذة الواقية الوحيدة
- دروع بشرية لحراسة الغيب
- وقت قصير يمنعني من إخباركم بكل الخسائر
- السماء المرسومة في كتاب الحكايات
- قصص قصيرة جدا
- أيادي مرفوعة إلى سقف الحظيرة
- رسول العاطفة الإلهية
- نار هادئة
- أحسن تكوين


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - ضرورة أن أكون في أمان كهذا