أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - من الجيل الجديد وعنه














المزيد.....

من الجيل الجديد وعنه


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة أن الجيل الأكبر‮ ‬ينظر إلى الجيل،‮ ‬أو الأجيال التي‮ ‬تليه على إنها أقل شأنا منه‮. ‬وغالبا ما‮ ‬يقول الكبار موجهين الحديث لمن هم اصغر سنا‮: »‬كنا أكثر جدية منكم وأكثر مثابرة،‮ ‬ولو توفرت لنا الفرص المتاحة لكم اليوم لكنا‮... ‬وكنا‮...« ‬الخ‮.‬ والحق أن هذه الروح الأبوية تبدو لازمة لدى الأجيال الأسبق عادة،‮ ‬لأننا في‮ ‬صغرنا سمعنا كلاماً‮ ‬مشابهاً‮ ‬من آبائنا‮. ‬لكن الحياة تقدم برهانها إن الأجيال الجديدة،‮ ‬كقاعدة،‮ ‬هي‮ ‬أجيال أكثر ذكاء وأكثر معرفة،‮ ‬وان ما توفر لها من ظروف تنشئة أفضل‮ ‬يجعلها،‮ ‬في‮ ‬الإجمال،‮ ‬أكثر قابلية للتعاطي‮ ‬مع مسائل الحياة فيما لو قُورن الأمر بقدرة الجيل،‮ ‬أو الأجيال الأسبق‮.‬ إننا لا نتذكر كل تفاصيل طفولتنا،‮ ‬ولكننا بالتأكيد قادرون على ملاحظة أن أبناءنا اليوم هم افضل منا‮ ‬يوم كنا صغارا في‮ ‬أمور كثيرة‮. ‬وما زلت اذكر رسالة من قارئةٍ‮ ‬شابة،‮ ‬طالبة في‮ ‬الجامعة،‮ ‬تحدثت فيها عن ذات المقارنة،‮ ‬ولكن في‮ ‬اتجاهٍ‮ ‬معاكس تماما‮.‬ ‮ ‬فهي‮ ‬رأت أن الجيل الجديد من الشباب والشابات‮ ‬ينشأ في‮ ‬فترة انعدام المثال أو الفكرة التي‮ ‬يتبناها،‮ ‬وهي‮ ‬أكثر من ذلك تغبط جيلنا لأنه كان برأيها أكثر تألقا وانسجاما مع ذاته،‮ ‬وان الفترة التي‮ ‬عاشها مأخوذاً‮ ‬بهدفٍ‮ ‬تثير لدى الجيل الجديد نزوعاً‮ ‬من حنين،‮ ‬لأن هذا الجيل،‮ ‬جيلها،‮ ‬أفاق على الهزائم والخيبات والانكسارات،‮ ‬لذا فانه‮ ‬يعاني‮ ‬من التمزقات والاحباطات‮.‬ ‮ ‬وربما وجب التدقيق بالقول أن الجيل الأسبق بدوره لم‮ ‬يعش فترة انتصارات باهرة،‮ ‬ولكن الفارق الجوهري‮ ‬أن الجيل الجديد أبصر الدنيا وقد أصبحت الهزائم مشروعاً‮ ‬مُنجزاً،‮ ‬انه بتعبير آخر تجرع نتائجها المرة،‮ ‬فيما كان الجيل الأسبق شاهداً‮ ‬على الحدث نفسه قبل أن‮ ‬يتحول إلى نتائج وتداعيات‮.‬ رسالة هذه الطالبة نموذج أو عينة بين نماذج وعينات أخرى كثيرة تدل على أن الجيل الجديد،‮ ‬على خلاف الفكرة الشائعة عنه،‮ ‬هو الآخر جيل مسكون بالقلق وبالبحث عن مثال ومنظومة قيم،‮ ‬ومعنيٌ‮ ‬أن‮ ‬يجعل لحياته هدفاً‮ ‬ورؤية،‮ ‬وفي‮ ‬كل الأحوال فان الرهان أو التعويل هنا إنما‮ ‬يدور عن شريحة أكثر حساسية تجاه الجديد وتجاه القضايا العامة،‮ ‬وان كل الخراب الذي‮ ‬عشناه ونعيشه لم‮ ‬يفلح في‮ ‬إطفاء جذوة الوعي،‮ ‬لأن هذا الخراب ذاته فيه من العناصر ما هو كاف لإيقاد هذه الجذوة حتى إن أوشكت على الانطفاء‮.‬ هذا الجيل بحاجة لمن‮ ‬يأخذ بيده،‮ ‬لمن‮ ‬يرهف السمع لقلقه وهواجسه وطموحاته،‮ ‬أن‮ ‬يرى فيه المستقبل الذي،‮ ‬مهما‮ ‬غالبنا السواد،‮ ‬نطمح في‮ ‬أن‮ ‬يكون نيراً‮ ‬ومضيئاً‮.‬ ‮ ‬يحضرني‮ ‬هنا ما كتبه مبدع من زماننا هو الراحل الكبير سعد الله ونوس في‮ ‬إهداء أعماله الكاملة إلى ابنته‮ »‬ديمه‮«‬،‮ ‬ومن خلالها إلى جيلها والأجيال التي‮ ‬تليها،‮ ‬حين تمنى أن تكون الطاقات المخزونة في‮ ‬أعماقهم أقوى من الهزيمة،‮ ‬ومن‮ ‬يدري،‮ ‬فقد‮ ‬يجدون الجملة السحرية التي‮ ‬يغدو بها الزمن جميلا والوطن مزدهرا‮.‬





#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطراف الحوار
- الأغلبية الصامتة
- ٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١R ...
- يوسف شاهين
- هيبة القضاء وتعميم ديوان الخدمة
- الروسيات بعد‮ ‬ البنغاليين والحبل على الجرار
- دراجة تشي‮ ‬غيفارا
- ترشيد الخطاب السياسي
- هكذا تكلمت المرأة
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي د. حسن مدن في افتتاح المؤتم ...
- مصير الاستراتيجية‮ ‬ الوطنية للشباب
- مَنْ‮ ‬كُلّما شعرنا‮ ‬ بالتعب إليهم ...
- عن إصلاح النظام الانتخابي
- عن الاستخدام السياسي‮ ‬لدور العبادة
- صناعة -‬التعصب-
- معراج الفكرة نحو النضج
- حياة أخرى في‮ ‬طهران
- مُدونات الشباب‮: ‬ عالم‮ ‬يضج بالحيا ...
- شيء ما عن انتخابات الكويت
- عن الصفح والغفران


المزيد.....




- إليكم آخر مستجدات اجتماع ترامب المرتقب مع بوتين في ألاسكا دو ...
- بقيمة آلاف الدولارات.. عملية سطو في لوس أنجلس تستهدف دمى -لا ...
- بين المخاطر والفرص.. ما هي مصالح الهند في سوريا؟
- لماذا نبقى في علاقات بلا عنوان؟ دراسة تكشف خفايا -اللا-علاقا ...
- عاجل | وزارة الدفاع الروسية: أسقطنا 121 مسيرة أطلقتها أوكران ...
- عشرات الشهداء بمجازر في غزة والمقاومة تقصف مواقع إسرائيلية
- اقتحامات بأريحا ونابلس ومستوطنون يهاجمون قرى في الخليل ورام ...
- مصر.. علاء مبارك وفيديو لوالده عن -المقاومة فوق أشلاء الشهدا ...
- ما خطة نتنياهو العسكرية لاحتلال غزة؟ وكيف ستواجهه المقاومة؟ ...
- وكالة تسنيم: إرهابيون حاولوا اقتحام مركز شرطة سراوان جنوب شر ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - من الجيل الجديد وعنه