أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١‬ التاريخ ماكر‮! ‬ ‮ ‬














المزيد.....

٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١‬ التاريخ ماكر‮! ‬ ‮ ‬


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لذلك فإنه سيذكر هذا اليوم طويلا،‮ ‬سيذكره بمقدماته وبنتائجه المدمرة وبالملابسات الكثيرة التي‮ ‬أحاطت به ودفعت إلى واحدة من الكوارث الكبرى في‮ ‬التاريخ العربي‮ ‬المعاصر التي‮ ‬لا تزال امتداداتها وذيولها مستمرة على صورة تمزقٍ‮ ‬عربي‮ ‬لم نشهد له مثيلاً،‮ ‬وعلى صورة مرارات نفسية استقرت في‮ ‬الأعماق،‮ ‬وعلى صورة وعي‮ ‬مهتز اختلطت فيه المفاهيم والقناعات،‮ ‬وانزاحت الخطوط عن مواقعها وتداخلت القيم‮.‬ ‮ ‬وبدا أن ما بذلته أجيال سابقة من تضحيات في‮ ‬سبيل ترسيخه قد انهار في‮ ‬غمضة عين‮. ‬ولم‮ ‬يسبق وأن كان العالم العربي‮ ‬مكشوفاً‮ ‬على الخارج أو مطوقاً‮ ‬بالقيود المرئية وغير المرئية ومحاصراً‮ ‬في‮ ‬حركته وفي‮ ‬خياراته من قبل الآخرين كما هو الآن،‮ ‬ولم‮ ‬يسبق أن تضاءل هامش المناورة أمام العرب حتى كاد‮ ‬ينعدم كما هو حادث اليوم‮.‬ في‮ ‬جو صيفي‮ ‬حار ومحموم وسط تعبئة نفسية محمومة وتنطح لأدوار الزعامة التي‮ ‬هي‮ ‬فوق طاقة مدعيها،‮ ‬كانت القوات العراقية تتقدم إلى الكويت،‮ ‬فيما كانت تباشير النظام الدولي‮ ‬الجديد قد لاحت في‮ ‬الأفق بعد أن اتضح أن أفول القطب الدولي‮ ‬الآخر بات قاب قوسين أو أدنى‮. ‬ كانت المغامرة تذهب إلى أقصاها وسط قراءة ساذجة لمتغيرات الوضع الدولي‮ ‬محفوفة بجنون العظمة وغطرسة القوة ووسط صمت مر،‮ ‬ونكاد نقول تواطوء خارجي‮ ‬مستتر لدفع الجميع إلى المصيدة الكبرى‮.. ‬ولا داعي‮ ‬لإعادة سرد فصول المشهد التي‮ ‬أصبحت مُملة لكثرة ما سردت‮.‬ لقد وقعت الواقعة،‮ ‬ودفع الجميع ثمنها ولا‮ ‬يزالون‮ ‬يدفعون‮. ‬حري‮ ‬بنا اليوم أن نتذكر ضحايا الكارثة،‮ ‬نتذكر عذابات الشعب الكويتي‮ ‬فترة الاحتلال ونتذكر أسراه،‮ ‬ونتذكر الأسير الأكبر‮: ‬الشعب العراقي‮ ‬الشقيق الذي‮ ‬يدفع الأثمان مضاعفة على جرم اقترفه من جاءت بهم سوء الأقدار ليحكموه،‮ ‬ويسام سوء العذاب لأن اللعبة الدولية الكبرى التي‮ ‬دفعت لحرب الكويت ونتائجها أفرزت الوضع الحالي‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬الذي‮ ‬استباحته الديكتاتورية لعقود،‮ ‬ثم جاء أوان الاحتلال وهيمنة زعماء الطوائف والمذاهب وميليشيات التكفير وعصابات الإرهاب المصدر من خارج الحدود‮.‬ لقد وقعت الواقعة‮! ‬ودفعت أثمانها مضاعفة وطال أمد النفق الذي‮ ‬أدخلت العراق والمنطقة فيه،‮ ‬بحيث بات الخروج منه ضرورة ليس فقط لاستعادة العراق ومكانته ودوره ومهابته الإقليمية والعربية،‮ ‬وإنما أيضا استخلاص الدروس الضرورية من هذه الكارثة،‮ ‬وهو أمر لا‮ ‬يبدو أن بعض الأنظمة العربية في‮ ‬وارد الانتباه إليه،‮ ‬حيث أنها تكرر الحماقات ذاتها،على نحو ما نشهده الآن في‮ ‬ملف دارفور بالسودان‮ ‬غير آبهة بمكر التاريخ‮ ‬الذي‮ ‬إذ‮ ‬يأتي،‮ ‬فانه‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬صورتين،‮ ‬واحدة على شكل سخرية والثانية على شكل مأساة‮.‬






#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف شاهين
- هيبة القضاء وتعميم ديوان الخدمة
- الروسيات بعد‮ ‬ البنغاليين والحبل على الجرار
- دراجة تشي‮ ‬غيفارا
- ترشيد الخطاب السياسي
- هكذا تكلمت المرأة
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي د. حسن مدن في افتتاح المؤتم ...
- مصير الاستراتيجية‮ ‬ الوطنية للشباب
- مَنْ‮ ‬كُلّما شعرنا‮ ‬ بالتعب إليهم ...
- عن إصلاح النظام الانتخابي
- عن الاستخدام السياسي‮ ‬لدور العبادة
- صناعة -‬التعصب-
- معراج الفكرة نحو النضج
- حياة أخرى في‮ ‬طهران
- مُدونات الشباب‮: ‬ عالم‮ ‬يضج بالحيا ...
- شيء ما عن انتخابات الكويت
- عن الصفح والغفران
- المنبر ليس مجبراً‮ ‬على الموافقة على أجندة التيا ...
- توضيح من نقابي‮ ‬قديم
- على البرابرة أن‮ ‬يأتوا


المزيد.....




- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...
- غوتيريش: الضربة الأميركية على إيران تصعيد خطير
- نتنياهو: قرار ترامب -الجريء- بضرب إيران -سيُغير التاريخ-
- أول تعليق رسمي من إيران بشأن الضربة الأمريكية على المنشآت ال ...
- ما هي القاذفات الشبحية -بي-2- التي نقلتها الولايات المتحدة إ ...
- ترامب يعلن تنفيذ -هجمات ناجحة جدا- على 3 مواقع نووية إيرانية ...
- القناة 14 الإسرائيلية: ترامب أبلغ نتنياهو بتوقيت الهجوم على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١‬ التاريخ ماكر‮! ‬ ‮ ‬