أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ترشيد الخطاب السياسي














المزيد.....

ترشيد الخطاب السياسي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدعوة إلى صون الوحدة الوطنية للمجتمع التي‮ ‬أكد عليها جلالة الملك في‮ ‬لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية،‮ ‬أتت في‮ ‬سياق شعور عام في‮ ‬البلد بأن المجتمع‮ ‬ينزلق نحو متاهة طائفية مدمرة‮.‬ وتحدثنا مراراً‮ ‬بأن في‮ ‬يد الدولة الكثير من الإمكانيات التي‮ ‬تجعلها في‮ ‬وضع القادر على ضبط الأمور كي‮ ‬لا تخرج عن السيطرة،‮ ‬فتغدو الطائفية عنواناً‮ ‬ومحتوى للتناقض في‮ ‬البلد،‮ ‬فيما منهجنا‮ ‬يقول بأن مصدر التناقض في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع،‮ ‬هو مصدر اجتماعي‮ ‬ذو صلة بتوزيع الثروة على المواطنين بروح العدل والمساواة،‮ ‬حيث أن هذه الثروة حق عام للمجتمع كله،‮ ‬ومن حق أفراد هذا المجتمع الانتفاع بها بشكلٍ‮ ‬يؤمن لهم الحياة الكريمة‮.‬ التأكيد على فكرة المواطنة مدخل صائب لمواجهة الطائفية فكراً‮ ‬وسلوكاً،‮ ‬وهذا ما نرى أن الجزء الأكبر من المسؤولية في‮ ‬تثبيته وتطبيقه‮ ‬يقع على عاتق الدولة‮.‬ لكن للأسف الشديد فان الطائفية،‮ ‬وعياً‮ ‬وسلوكاً،‮ ‬باتت في‮ ‬ظروف اليوم ممارسة مجتمعية أيضاً‮ ‬تتورط فيها جمعيات سياسية وصناديق خيرية ومنابر دينية وصحافية ومواقع اليكترونية‮.‬ عندما كانت تياراتنا الوطنية والديمقراطية في‮ ‬صدارة المشهد السياسي‮ ‬نجحت في‮ ‬خلق وعي‮ ‬وطني‮ ‬عميق لدى منتسبيها وأنصارها وجمهورها،‮ ‬عمت تأثيراته على المجتمع،‮ ‬وفي‮ ‬أصعب الظروف استطاعت هذه التيارات أن تُبقي‮ ‬جذوة الأمل حيةً‮ ‬في‮ ‬القلوب والعقول بالمستقبل الموحد للشعب‮.‬ لكن ما أن أصبحت المبادرة في‮ ‬أيادي‮ ‬ممثلي‮ ‬تيارات الإسلام السياسي‮ ‬على تلاوينها ومذاهبها المختلفة،‮ ‬حتى شاع الخطاب الطائفي‮ ‬البغيض،‮ ‬وصار‮ ‬يمارس تأثيره على عامة الناس،‮ ‬فلم تعد المسألة مواجهة الاستحقاقات الوطنية الجامعة،‮ ‬وإنما التعبير عن مصالح الطائفة،‮ ‬مما ولدّ‮ ‬مفاهيم ومفردات جديدة من نوع المظلومية أو المحاباة،وهي‮ ‬تعبيرات حين تُطلق فان التفكير‮ ‬ينصرف نحو الطوائف لا نحو المجتمع كاملاً‮.‬ هذا الخطاب الطائفي‮ ‬غالباً‮ ‬ما اقترن بدرجة من السوقية السياسية والابتذال التي‮ ‬نطالع نماذج لها على بعض المواقع الاليكترونية وفي‮ ‬بعض خطب المنابر الدينية،‮ ‬وفي‮ ‬بعض الفعاليات الاحتجاجية التي‮ ‬لا تأخذ طابع الدفاع عن حقوق الناس،‮ ‬وإنما الانتصار للطائفة ورموزها‮.‬ جلالة الملك دعا في‮ ‬كلمته أمام رؤساء تحرير الصحف إلى الابتعاد عن السباب والشتائم والإساءة،‮ ‬وهي‮ ‬دعوة تصب في‮ ‬اتجاه ترشيد الخطاب السياسي‮ ‬في‮ ‬البلد وعقلنته ليكون خطاباً‮ ‬مسؤولاً،‮ ‬يتوجه نحو الجوهري‮ ‬من الأمور،‮ ‬حيت تغدو الجمعيات السياسية معنية ليس فقط بأن تقوم بدور الرقيب لأداء السلطة التنفيذية ونقد ومعارضة أوجه الخلل والتقصير والفساد في‮ ‬أدائها،‮ ‬وإنما أيضاً‮ ‬تقديم البديل المقنع على شكل برامج اجتماعية واقتصادية وسواها،‮ ‬وهي‮ ‬أمور لن تنجزها الخطابة الثورية وما‮ ‬يندرج تحتها من أشكال تحريض لفظية.




#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تكلمت المرأة
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي د. حسن مدن في افتتاح المؤتم ...
- مصير الاستراتيجية‮ ‬ الوطنية للشباب
- مَنْ‮ ‬كُلّما شعرنا‮ ‬ بالتعب إليهم ...
- عن إصلاح النظام الانتخابي
- عن الاستخدام السياسي‮ ‬لدور العبادة
- صناعة -‬التعصب-
- معراج الفكرة نحو النضج
- حياة أخرى في‮ ‬طهران
- مُدونات الشباب‮: ‬ عالم‮ ‬يضج بالحيا ...
- شيء ما عن انتخابات الكويت
- عن الصفح والغفران
- المنبر ليس مجبراً‮ ‬على الموافقة على أجندة التيا ...
- توضيح من نقابي‮ ‬قديم
- على البرابرة أن‮ ‬يأتوا
- تشريعات مستنيرة لصحافةٍ‮ ‬حرة
- البحرين‮ ‬ ليست للأغنياء فقط
- عوالم مفتوحة
- حول مؤتمر اتحاد النقابات
- تعميم الفقر


المزيد.....




- كاميرا CNN على متن طائرة شحن أردنية توثق مشهد إسقاط المساعدا ...
- عائلات رهائن إسرائيليين تبحر قرب غزة للمطالبة بصفقة لإنهاء ا ...
- الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على عشرات الدول تدخ ...
- مراقبون من -آسيان-.. كمبوديا وتايلاند تتفقان على آلية لضمان ...
- ردًا على قرار ماكرون بتعليق اتفاق التأشيرات.. الجزائر تعلن ع ...
- أزمة الميثاقية إلى الواجهة.. الحكومة اللبنانية توافق على الو ...
- خلافات حول احتلال غزة.. نتانياهو: إسرائيل تريد السيطرة على ا ...
- الإمارات تنفي تقارير عن تدمير طائرة تابعة لها تقل مرتزقة بال ...
- مجوّعو غزة يبثون شكواهم.. همام الحطاب
- نزع سلاح حزب الله.. قضية ساخنة تربك سياسة لبنان


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ترشيد الخطاب السياسي