أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - حياة أخرى في‮ ‬طهران














المزيد.....

حياة أخرى في‮ ‬طهران


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبر البريد الإلكتروني‮ ‬تلقيت رسالة من الصديق العزيز الدكتور عبدالله المدني،‮ ‬الباحث في‮ ‬الشؤون الآسيوية،‮ ‬تتضمن مجموعة من الصور عن الحياة في‮ ‬إيران اليوم‮.‬ تظهر هذه الصور حياة أخرى تناقض تلك الصرامة التي‮ ‬تفرضها أو ترمي‮ ‬إليها الجمهورية الإسلامية،‮ ‬في‮ ‬نمط الحياة وأشكال السلوك الاجتماعي‮ ‬اليومي‮ ‬ولباس النساء‮.. ‬الخ‮.‬
تلك الصور عن الحياة في‮ ‬إيران لا تظهر تبرجاً‮ ‬أو خروجا عن المرعي‮ ‬من العادات والتقاليد،‮ ‬ولكنها،‮ ‬بالمقابل،‮ ‬تكشف عن شكل من التمرد على صرامة القواعد التي‮ ‬تفرضها المؤسسة الدينية المسيطرة على مفاصل السلطة في‮ ‬البلد‮.‬ لا‮ ‬يبدو حجاب الصبايا مُحكماً‮ ‬كما‮ ‬يشتهي‮ ‬الملالي،‮ ‬وثمة صور لفتيات‮ ‬يلعبن كرة الطائرة في‮ ‬حدائق عامة،‮ ‬وصور أخرى لأخريات‮ ‬يصوبن العصا بدقة تجاه كرة البلياردو،‮ ‬وقد انزاح‮ ‬غطاء الرأس عن خصلات الشعر،‮ ‬وصور أخرى تذهب في‮ ‬الوجهة ذاتها‮.‬ بيني‮ ‬وبين نفسي‮ ‬تساءلت‮: ‬هل‮ ‬يحدث ذلك بغض طرفٍ‮ ‬مقصود من السلطات،‮ ‬أم انه‮ ‬يتم بعيداً‮ ‬عن أعين رجالها؟ وبيني‮ ‬وبين نفسي،‮ ‬أيضاً،‮ ‬رجحت الاحتمال الأول،‮ ‬لا لأن المؤسسة الدينية راضية بالضرورة عن أشكال التمرد هذه،‮‬وإنما لأنها رغم كل العقود التي‮ ‬انقضت على الثورة الخمينية،‮ ‬عجزت عن ترويض مجتمع عُرف بانفتاحه،‮ ‬خاصة وانه سليل حضارةٍ ‬موغلةٍ ‬في ‬القدم معروفة برقيها في‮ ‬الآداب والفنون،‮ ‬يبدو مستحيلاً‮ ‬تطويع مكوناتها لحكم ثيوقراطي‮ ‬يظل محدوداً‮ ‬قياساً‮ ‬لثراء الإرث الحضاري‮ ‬الفارسي،‮ ‬الذي‮ ‬تكرس في‮ ‬عقود الحكم الإمبراطوري‮.‬
يمكن القول إن في‮ ‬إيران المعاصرة مجتمعين لا مجتمع واحد،‮ ‬الأول هو ذاك الذي‮ ‬يتطور بقوة الدفع الموضوعية التي‮ ‬تجعل صعباً،‮ ‬لا بل مستحيلاً،‮ ‬على إيران أن تكون منغلقة على نفسها في‮ ‬عالم مفتوح،‮ ‬والثاني‮ ‬هو ذاك الذي‮ ‬تريد المؤسسة الدينية الحاكمة فرضه وتعميم شكل السلوك الذي‮ ‬تراه مناسباً‮ ‬من خلاله‮.‬ وعلى خلاف مجتمعات عربية وإسلامية أخرى لا‮ ‬يزال نظام الحكم الذي‮ ‬تعد به الحركات الإسلامية مجرد مشروع تسعى لتحقيقه،‮ ‬ويصعب على الناس تخيل كيف سيكون،‮ ‬فان أجيالا من الإيرانيين خبرت هذا النظام،‮ ‬أو فلنقل شكلاً‮ ‬من أشكاله،‮ ‬ووجدت أن المسافة بين الحلم الذي‮ ‬تعد به الحركات والثورات دائماً‮ ‬وبين الواقع شاسعة‮.‬
من هذه الزاوية علينا أن نقرأ الصور موضوع هذا الحديث،‮ ‬لنجد أن الحراك الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬إيران المعاصرة‮ ‬يدفع بالأمور في‮ ‬اتجاه مخالف تماماً‮ ‬لذلك الذي‮ ‬يريده الملالي‮ ‬الذين‮ ‬يُحكمون القبضة على الأمور في‮ ‬البلاد‮.‬ إن كل قسرٍ‮ ‬خارجٍ‮ ‬على الفطرة السوية،‮ ‬الوسطية والمعتدلة،‮ ‬مآله الإخفاق الذريع،‮ ‬ومهما كانت صرامة التدابير فان الحياة،‮ ‬ومُحبيها،‮ ‬يشقون لأنفسهم لا سبل العيش كما اتفق وحدها،‮ ‬وإنما سبل العيش التي‮ ‬يرغبون في ‬أن ‬يحيوا بها‮.‬





#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُدونات الشباب‮: ‬ عالم‮ ‬يضج بالحيا ...
- شيء ما عن انتخابات الكويت
- عن الصفح والغفران
- المنبر ليس مجبراً‮ ‬على الموافقة على أجندة التيا ...
- توضيح من نقابي‮ ‬قديم
- على البرابرة أن‮ ‬يأتوا
- تشريعات مستنيرة لصحافةٍ‮ ‬حرة
- البحرين‮ ‬ ليست للأغنياء فقط
- عوالم مفتوحة
- حول مؤتمر اتحاد النقابات
- تعميم الفقر
- باب المجهول وقد انفتح
- عن خراب البصرة
- كلمة في حفل تدشين -القاموس الموسيقي- للفنان مجيد مرهون
- كلمة في يوم الوفاء
- انتفاضة مارس‮٥٦٩١‬
- إلى المبتهجين باستقلال كوسوفو
- ما قبل الدولة
- فضاء لن‮ ‬يعُد حراً
- فيدل كاسترو‮: ‬القائل لا


المزيد.....




- رئيسة وزراء إيطاليا تدعو -أسطول الصمود- إلى -التوقف فورا-.. ...
- تقرير يكشف عن تجاوز -حدود السلامة- على كوكب الأرض!
- القضاء الإسباني يكشف تورط نائبين سابقين في البرلمان في قضايا ...
- فرنسا: توقيف حليمة بن علي ابنة الرئيس التونسي الأسبق زين الع ...
- الأب عبد الله يوليو للجزيرة نت: نتنياهو يكذب ومجتمعات المنطق ...
- نتنياهو يطلع حكومته على خطة ترامب وفرنسا تدعو حماس لقبولها
- -ما وراء الخبر- يناقش خيارات حماس والمقاومة الفلسطينية في ال ...
- زلزال في إندونيسيا وآخر في الفلبين يقتل 5 أشخاص
- فرنسا تعتقل ابنة زين العابدين بن علي بطلب من تونس
- قاضٍ أميركي يحكم بانتهاك إدارة ترامب الدستور في استهداف المؤ ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - حياة أخرى في‮ ‬طهران