أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدن - يوسف شاهين














المزيد.....

يوسف شاهين


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:54
المحور: سيرة ذاتية
    


في‮ ‬مطالع السبعينات الماضية كانت سنوات قليلة فقط قد انقضت على هزيمة الخامس من حزيران‮ / ‬يونيو ‮٧٦٩١ ‬التي‮ ‬هزت النفوس والعقول،‮ ‬وكادت أن تصيب في‮ ‬مقتل أحلام الكثيرين‮.‬ يومها بدأت سلسلة من المراجعات النقدية،‮ ‬السياسية والفكرية،‮ ‬لتمحيص الأسباب التي‮ ‬قادت إلى الهزيمة‮.‬ كتب صادق جلال العظم‮ » ‬النقد الذاتي‮ ‬بعد الهزيمة‮«‬،‮ ‬ومن ثم»نقد الفكر الديني‮«‬،‮ ‬وسعت الحركات القومية لتخطي‮ ‬شرنقتها الشوفينية،‮ ‬والانفتاح على الفكر الديمقراطي‮ ‬التقدمي،‮ ‬لكنها سرعان ما وقفت في‮ ‬منتصف الطريق،‮ ‬وعادت اليوم تجاهد لطي‮ ‬صفحة المراجعة هذه من تاريخها،‮ ‬لا بل وتعتبرها نقيصة‮ ‬يتعين التبرؤ منها‮.‬ كنا وقتها تلاميذ في‮ ‬المدارس،‮ ‬ولكن أذهاننا ابتدأت تتفتح على ذلك الوعي‮ ‬النقدي‮ ‬الذي‮ ‬طبع المرحلة،‮ ‬وفي‮ ‬تلك الأثناء شاهدت الفيلم الشهير ليوسف شاهين‮:»‬العصفور‮«‬،‮ ‬وما زلت أذكر الأداء المدهش للفنانة محسنة توفيق فيه،‮ ‬وهي‮ ‬تنطلق‮ ‬غاضبة إلى الشارع،‮ ‬حين أعلن الزعيم جمال عبد الناصر تنحيه من منصبه،‮ ‬وما زلت أذكر أيضاً‮ ‬الصوت الرخيم للراحل الشيخ إمام وهو‮ ‬يؤدي‮ ‬أغنية‮:»‬مصر‮ ‬يمه‮ ‬يا بهية‮« ‬على خلفية بعض مشاهد الفيلم‮.‬ كان ذلك الفيلم شهادة على الهزيمة وإعلان رفض قاطعٍ‮ ‬لها،‮ ‬في‮ ‬سياق المراجعة النقدية التي‮ ‬أرادت أن تتخطى الهزيمة وتؤسس للمستقبل،‮ ‬ثقة في‮ ‬مقدرة الناس على أن‮ ‬يصنعوا ما‮ ‬يبدو مستحيلاً،‮ ‬وأن‮ ‬يبقوا من التاريخ منفتحاً‮ ‬على أفقٍ‮ ‬جديد‮.‬ في‮ ‬العام ‮٥٧٩١‬أصبحت طالباً‮ ‬في‮ ‬جامعة القاهرة،‮ ‬وكان أن حضرت أسبوعاً‮ ‬لأفلام‮ ‬يوسف شاهين،‮ ‬رافقته ندوات تطبيقية،‮ ‬فاكتشف عالم هذا المخرج،‮ ‬الذي‮ ‬توالت تجاربه في‮ ‬العقود التالية وازدادت نضجاً‮ ‬فنياً،‮ ‬وهو‮ ‬يتتبع متغيرات العالم وتحولاته بعينٍ‮ ‬فاحصة‮.‬ ‮ ‬من الإسكندرية التي‮ ‬عاد إليها جثمانه أخيراً‮ ‬ليرتاح في‮ ‬تربتها الطيبة انطلق‮ ‬يوسف شاهين إلى مصر كلها،‮ ‬ومنها إلى العالم‮. ‬وظلت الإسكندرية،‮ ‬هذه المدينة الرائعة،‮ ‬التي‮ ‬كانت ملتقى للثقافات والحضارات والجنسيات المختلفة حاضرة في‮ ‬روجه وقلبه،‮ ‬حياها بأكثر من فيلم،‮ ‬وهو‮ ‬يروي‮ ‬تاريخ مصر المعاصر من خلال سيرته الذاتية،‮ ‬كأنه‮ ‬يريد القول انه،‮ ‬بمقدار من المقادير،‮ ‬نتاج روح التسامح والتعايش التي‮ ‬طبعت هذه المدينة التي‮ ‬نشأ فيها‮.‬ تجربة‮ ‬يوسف شاهين تؤكد القاعدة التي‮ ‬لا‮ ‬يريد الكثير من المهووسين بالعالمية أن‮ ‬يصغوا إليها،‮ ‬وهي‮ ‬أن عالمية الفنان تتحقق بمدى انغراسه في‮ ‬تربة وطنه وقضايا شعبه‮.‬ كان‮ ‬يوسف شاهين مخرجاً‮ ‬عالمياً،‮ ‬للدرجة التي‮ ‬جعلت قصر الاليزيه الفرنسي‮ ‬ينعاه بعد رحيله،‮ ‬وقبل ذلك كان العالم كله قد اعترف به مخرجاً‮ ‬كبيراً‮ ‬داعياً‮ ‬لحوار الثقافات وتفاعلها،‮ ‬ونبذ الانغلاق والتزمت،‮ ‬ولكن من موقع الانتماء لمصر وللثقافة والتاريخ العربيين‮.‬ إن أفلامه التي‮ ‬تكاد تبلغ‮ ‬الأربعين فيلما أنجزها خلال ستة عقود من عمره الذي‮ ‬تجاوز الثمانين هي‮ ‬سيرة مصر المعاصرة،‮ ‬في‮ ‬تحولاتها وانعطافاتها،‮ ‬في‮ ‬هزيمتها وفي‮ ‬نصرها،‮ ‬في‮ ‬انكساراتها وفي‮ ‬وعودها‮.‬





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيبة القضاء وتعميم ديوان الخدمة
- الروسيات بعد‮ ‬ البنغاليين والحبل على الجرار
- دراجة تشي‮ ‬غيفارا
- ترشيد الخطاب السياسي
- هكذا تكلمت المرأة
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي د. حسن مدن في افتتاح المؤتم ...
- مصير الاستراتيجية‮ ‬ الوطنية للشباب
- مَنْ‮ ‬كُلّما شعرنا‮ ‬ بالتعب إليهم ...
- عن إصلاح النظام الانتخابي
- عن الاستخدام السياسي‮ ‬لدور العبادة
- صناعة -‬التعصب-
- معراج الفكرة نحو النضج
- حياة أخرى في‮ ‬طهران
- مُدونات الشباب‮: ‬ عالم‮ ‬يضج بالحيا ...
- شيء ما عن انتخابات الكويت
- عن الصفح والغفران
- المنبر ليس مجبراً‮ ‬على الموافقة على أجندة التيا ...
- توضيح من نقابي‮ ‬قديم
- على البرابرة أن‮ ‬يأتوا
- تشريعات مستنيرة لصحافةٍ‮ ‬حرة


المزيد.....




- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...
- ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
- لا آثار إشعاعية بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية بإيران ...
- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن مدن - يوسف شاهين