أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم سوزه - كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟














المزيد.....

كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد ان انتقل اخي من بغداد مؤخراً، ليسكن محافظة كركوك العزيزة، وبعد ان ضاقت به سبل العيش هنا، كان لي معه عدة محطات نقاشية، محاولا ً ثني رغبته تلك، واقناعه بأن كركوك ليست سوى قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة بوجه نسيجها الاجتماعي المعقد، وانها ليست اكثر امناً من بغداد، بل انها المرشح الاقوى في التدهور الامني بعد العاصمة، بسبب التلويحات الكلامية والتصريحات المتفاوتة، التي تنطلق بين الفينة والاخرى، من السن سياسييّ الاعراق المتنوّعة فيها .. فما قد يكون سبباً للهروب من بغداد، ربما يكون مخبّئاً تحت الرماد هناك في كركوك، وقد يظهر في المستقبل القريب.

وفعلا ً، لم تمض سوى بضعة شهور على منازلاتي النقاشية مع الشقيق المُعاند، حتى بدأت بوادر خطاب متشنّج بين اطراف النزاع في كركوك، خصوصاً بعد ان صوّت البرلمان العراقي خلافاً لرغبة الكتل الكبيرة، على قانون مجالس المحافظات العراقية، والذي يعطي نسباً متساوية للكورد والعرب والتركمان، بلغت 32% مع 4% للاقلية المسيحية المتواجدة في المحافظة .. وهو ما رآه الكورد غبناً لحقهم التاريخي في كركوك، وانقلاباً على الدستور الذي ضمن التوافق في اللعبة الديمقراطية بين المكوّنات الرئيسية الثلاث في العراق، والتي سارت عليه النخب السياسية في الفترة الفتية الحالية .. فترة تأسيس النظام السياسي للبلد.

الكورد تظاهروا قبل ايام في كركوك ضد قانون المحافظات الجديد، وتعرّض جموعهم الى تفجير ارهابي قتل منهم مَن قتل، لتصدر من المتظاهرين بعد ذلك، ردّة فعل مخيّبة للآمال، اتسمت وللاسف الشديد، بقيام بعضهم بمهاجمة مقرّات وممتلكات التركمان، كمحاولة انتقامية من العدو الخطأ .. ثم ليكون هناك مظاهرات وخطابات حارّة من عرب المدينة، تهدّد بفعل كذا وكذا في حال حصول كذا .. وانتهى العرض بتهديد غريب من الكتلة الكردية في مجلس محافظة كركوك بضم كركوك الى اقليم كردستان، دون الرجوع الى الحكومة المركزية، او اجراء الاستفتاء العام الذي شرطه الدستور، في حال الانتقال الى الفيدرالية او الانضمام الى اقليم مجاور.
هذه التطوّرات وان كان يراها بعضهم بانها مجرّد فقاعات سياسية او بالونات اختبار، لكنها تنذر بمصير مجهول وخطير يتربّص بالمدينة، ويهدّد نسيجها، اذا لم تحل المسألة في اطار التوافق والعقلانية بين المكوّنات الرئيسية الثلاث، وبخلاف ذلك سوف تدفع جميع الاطراف الثمن باهظاً وتكون كركوكنا كشميراً جديداً تضاف الى سلسلة مدن الفتن في العالم، والذي لا يعاني منها العراق فحسب، بل دول اخرى عديدة.

بالتأكيد، مَن يقرأ مقالي هذا، سوف يعرف جيداً، بأني لم اظهر موقفي صراحة ً وحاولت ان اكون متوازناً وحيادياً بين المكوّنات الكركوكية الثلاث، حيث لا الى هذا المكوّن، ولا الى ذاك، مع علمي بصعوبة ان يكون المرء محايداً في مثل هكذا مواقف حسّاسة ومفصلية .. غير اني احب ان ابيّن للقارئ الكريم، بأنني منحازٌ فقط وبشدة الى السلام ونبذ العنف في اي حل يُطرح .. ومع رغبة الكركوكييّن انفسهم في اختيار ان يكونوا ضمن اقليم كوردستان، ام ضمن المركز، ام اقليماً مستقلا ًبحد ذاته، بشرط ان يكون كل شيء تحت الشمس، وتحت اشراف اممي دولي، يضمن نزاهة الاستفتاءات والتصويتات، كي لا يُثلم التاريخ في كركوكه، وبالتالي في عراقه بصورة عامة.

ندائي الذي لا ابخل به على الجميع، هو ان تلتزم كل الاطراف بالتوافق والحوار لا غيره، وان تعي جيداً بأن دم العراقي هو اشرف وانبل من كل شيء آخر، بل ان دم المسلم اشرف من الكعبة حسب اثرنا المقدّس .. فوالله والله لان ينقسم العراق الى 18 دولة مستقلة، اهون عندي من قطرة دم عراقية تراق ظلماً وعدوانا.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا النساء
- قريباً البشير على طريقة صدام
- (اتصالنا) نموذج آخر للنصب والاحتيال
- نكتة (الحسم) مرة ً ثانية
- الحريري في بغداد
- اين هم معارضو الاحتلال الامريكي؟
- يهودي في مؤتمر سعودي
- هل باع المالكي العراق لتركيا؟
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الثالثة والاخيرة
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الثانية
- المثقف العراقي وازمة الموقف / الحلقة الاولى
- لا يا طالباني
- العصا لمَن عصى
- النقال وما يُقال
- ولله في خلقه شؤون .. امريكي يدعو لمقاومة الامريكان
- اشاعات
- علي بابان وضريبة الوطنية
- انتخابات مجالس المحافظات بين العمامة والكفاءة
- فوبيا التصريحات الاعلامية
- دغدغها فتندي .. طاب الكرى بكندي


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم سوزه - كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟