دويلة أبو قرون

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي
(William Nassar)

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    

( إلى البروفسور عبد الستار قاسم)
أما أنت يا بيت لحم الكنعانية .. ملعونة أنت في المدن .. ذلا يذل شعبك .. ذبحا يذبح أطفالك .. صلبا يصلب مسيحك .. نهبا تنهب خيراتك .. مدارسك ستتحول إلى سجون ... ومكتباتك إلى خمارات وأوكار تحشيش للبوليس الفلسطيني "قوات 17" سابقا.

ملعونة أنت في المدن يا بيت لحم الكنعانية .. قمعا يقمع مفكروك، وفنانوك وأدباؤك ولزمن الاحتلال بحنون.. ملعونة أنت يا بيت لحم الكنعانية..


أما بعد..
فقد جاء في الكتب المقدسة أنه لا بركة فيمن يباركون بأفواههم وفي باطنهم يلعنون.. وهذا يتشابه مع المثل القائل: شوك الصدق ولا ورد النفاق.

ولأن الصدق بحاجة إلى فسحة حرية، ولأن الحرية مكفولة في الغرب "أو هكذا يشيعون"، فان الغضب الذي أكتبه في هذه الأيام لو كتبته لأي جريدة عربية تصدر أو تدعم من أي بلد عربي فحل فلن أجد ورقة يطبع عليها.. هذا إذا لم يطبعوا ورقة نعينا أولا عندما تفشل تزلفاتهم ونميمتهم لاجهزة المخابرات، كما حصل..

ولأن فلسطين في القلب منذ الجدة الكنعانية الأولى، ولأني مجنون بحب فلسطين، كل فلسطين، فلدي الجرأة أن أكتب كل الحقيقة، ومن لا يعجبه كلامي من "اليسار واليمين" فليفتش عن أقرب كيبوتس يمارس فيه ديمقراطية وحرية إذا لم تكن معي فأنت ضدي..

فليفتش عن أقرب كيبوتس يستطيع فيه أن يهتف ويهلل حتى "ينفتق شرشه" لزعيمه الأغلى من فلسطين بالروح بالدم حنكمل المشوار، طالما مجرور الدولارات مفتوح على آخره.

يا أحبائي، واقول أحبائي رغم كرهكم لي، من قال لكم أننا أردنا هكذا مشوار..

مشواركم الذي بدأ منذ أربعينا ونيف من السنين لم يورثنا سوى مذابح وأحقاد حتى بين ابناء الشعب الواحد.
مشواركم هذا لم يورث المدنيين العزل إلا من رحمته تعالى سوى كره شعوب الدول التي استضافت ثورتكم المهزلة من الأردن حتى سورية.. ومن لبنان حتى تونس فاليمن.. والآن بين أبناء الوطن الواحد.

مشواركم الثوري الخمس نجوم هذا لم يورث سوى مخيمات ازدادت فقرا.. مخيمات قدمت لكم دماء أحلى شبابها طوعا، فتخليتم عن أسرهم، وذللتم زوجاتهم وأطفالهم.

من قال لكم أن فلسطينيي الشتات يريدون "دويلة" شعارها قرن فلفل من غزة وقرن موز من أريحا ليصبح اسمها سلطة "أبو قرون"، وغير آسف للتعبير.

من قال لكم أن من ماتوا قد ماتوا من أجل عودة عصاباتكم إلى بيت لحم الكنعانية مدينة الرب، أو نابلس أو غزة أو القدس ان استطعتم إليها سبيلا.

إن من ماتوا فقد ماتوا من أجل العودة إلى حيفا ويافا وعسقلان واللد وبير السبع وعكا التي على راسي.. الخ..

إن من ماتوا فقد ماتوا من أجل حلم بمستقبل أفضل لأطفالهم، من أجل حدائق ومدارس..

ماتوا وهم يحلمون بأن يكون لهم يوما منزل له حيطان..
ماتوا كي يبرؤوا من مرض نفسي اسمه "لاجيء".. بينما أنتم تريدون أن تبقى هذه الكلمة وتدوم، فهي خير تجارة لكم.

آن الأوان كي تقرؤوا وجوهكم في المرآة..
أنتم عصابات، فئات، عشائر، قواريط، سفاحون، حشاشون، حرامية ومخبرجية..

أيها الكنعانيون الجميلي الوجوه ...
إني أبشركم بكيان فلسطيني يحكمه البوليس السري، لا مكان فيه لحرية أو صحوة ضمير..
كيان أساسه مبني على الدم والقتل والنهب والقمع والمحسوبيات..
كيان يحكمه طغمة نكراء فاحشة، لن تبق حرمة ولا قدوسا..

كيان أعظم مشاريعه استجداء لقب رئيس لحاكمه، لكنه لن يحصل على غير هذا اللقب:
إرهابي سابق
وموظف برتبة متعاون حاليا..

#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل