رباعية الوطن .. المنفى .. الروح

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي
(William Nassar)

الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 06:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

** إلى الصديق والرفيق أنور ياسين **
- 1 -
حين يحضر الوطن، يغيب المنفى.. وحين يحضر المنفى يكون الوطن المجسد بعيدا. تلك معادلة تسير وفق تسلسل منطقي، لا تصدم الإثنين معا، فحضور أحدهما يعني غياب للآخر، ولو بشكل مؤقت وعابر.

ولكن إذا ما أعدنا ترتيب المعادلة لتأخذ منحى آخر يجمع الإثنين معا تكون النتيجة كالتالي: الوطن يا صاحبي هو في أين تستقر الروح وليس أي شيء أخر. ليس الذكريات أو الأشجار أو الجبال، ولو أنني أعتقد أن تلك الأشياء هي من مكونات ذلك الإستقرار، طالما أن تلك المشاهد والذكريات موجودة في ضمائرنا، فأقول ردا وجوابا: >.

يقول الصديق: أما لوبة الروح وقلقها، فهي القدر الذي لا بد من مصالحته.. هل كنت تتصور، ولو في الحلم، أن العرب يستجدون الرضى من قاتل أطفالهم وأحلامهم وماضيهم ومستقبلهم كما يحدث الآن؟ إذن لماذا لا تجعل مصالحة الروح هي الأقرب؟.

أجيب: يا صديقي، قد أصالح الروح فهذا أمر مقدور عليه.. ولكن كيف لنا أن نقطع مع الذاكرة؟. نحن الذين كنا على شفا عالم نريده أكثر اختلافا .. ولكن اعتراه ما اعتراه..!!

- 2 -

كان أستاذي في مادة الرسم، في المرحلة الإبتدائية واسمه برهان اليماني، يقول لي: لا أريدك أن ترسم صيادا يلقي بصنارته في البحر عندما أطلب منك منظر صيد. أريدك أن ترسم لهفة الصياد وحركة أمعائه الجائعة .. واضطراب السمكة وغفلتها وهي تأكل الطعم القاتل..

- 3 -
طوبى لمن يملكون من الكلام أبلغه ومن الوصف أوجزه.
طوبى لمن لا يعجز لسانه عن رثاء حالتنا..
طوبى لمن يمد إصبعه وينكأ الجرح.. ولمن يقول القول ويشهد الناس عليه..
طوبى للقائل: نحن أمة دخلت في طور الكآبة الجماعية..

- 4 -

إلى رفاقي في الحزب الشيوعي اللبناني - وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية -

على قمة صخرة شاهقة، كحزبنا، طائران يلفهما الضباب.. ثمة قتامة في المشهد إلا أن هناك الكقير من بقع الضوء المنثورة هنا وهناك.. ووراء هذا الأفق الغامض مدى مفتوح.. وخلف ذلك الإصرار على بقاء الحزب أنقى وأرقى من يعبر عن حال الوطن الرث.. وخلف ذلك الإصرار على استمرارية الإستشهاد في سبيل الوطن دون ضجة إعلامية وبوسترات وحفلات ندب .. يحط أجمل الكلام .. إلى اللقاء في المستقبل.

#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل