أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليم نصار - الكتابة في مواجهة الموت














المزيد.....

الكتابة في مواجهة الموت


وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)


الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الكتابة حقا شكل من أشكال الموت؟

يطرح الكاتب إيلي نجم هذه القضية التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها لعبة مثاقفة، لكن إذا ما تابعنا عرضة التحليلي لجذور القضية نكتشف مدى عمق التحليل وجذوره. إذ تبدو الكتابة مرحلة متقدمة في تاريخ البشر، وقد اعتمدت، في حينه، بعد المشافهة لأسباب عديدة، منها التعويض عن قصور الذاكرة والحؤول دون تنوع القراءات.

وفي هذا السياق، تناظر ثنائيات الدال / المدلول، الطبيعة / الحضارة، المحسوس / المعقول، ثنائية المشافهة / الكتابة، التي لامس طرفها الأول الأشياء في بدئيتها وهي في طور الخواء، وهذا بالضبط ما يحيل الخواء إلى مصطلح الخاوس اليوناني، والذي يقابله الكوسموس اليوناني أيضا، ويعني النظام الذي أقامه العقل لاحتواء الخواء واستيعابه.

في هذا الصدد يقول الفيلسوف اليوناني آناكساغاروس (428 - 500 ق.م): "في البدء كان الخواء ثم حل العقل منظم كل شيء". بمعنى آخر فإن اللوغوس حول الخاوس إلى كوسموس، واللوغوس هو القول والخطاب والعقل والحكمة، أي الناموس الأساسي الذي يحكم الكون ويحجب أصوله الأولى، أي الخواء، وما الكتابة سوى شق الحجب التي تغلف الواقع المغيب.

السؤال:
هل نفهم الكتابة بهذا العمق الذي يجعلها تعمل على تقويض الفضاءات المعرفية التي درجنا على الدوران فيها؟
وهل حقا الكتابة هي مواجهة الخواء، أم محاولة من الكاتب للتلطي خلف جدرانه، أي الخواء، والإحتماء منه؟

يصل إيلي نجم إلى استنتاج مفاده أن الكتابة هي مجاورة الخواء ومساكنته، بهدف تدجينه، لينتظم في مجازات تقابل الواقع لتعود وتعيدنا إليه. إلا أن الأمور لا تجري دائما على نحو ما نريد، فنقع في دائرة الموت الجاذبة.

الإستنتاج مخيف، بل ومرعب. فبدل أن تحيي الكتابة الكاتب، إذ بها تحيله إلى الموت .. المجازي.

لكن الدورة لا تنتهي عند هذا الحد، لأن ثمة استعانة هنا بالقاريء الذي يستحيل بطريقة أو بأخرى كاتبا استجد، ليعيد الحياة إلى حروف رقدت وكلمات ماتت، فيغدو القاريء كاتبا، بعد أن كان الكاتب قارئا أول لما خط قلمه.

هذه العلاقة بين الكاتب ونصه، وبين نص الكاتب والقاريء، تعيد للكتابة رونقها الجديد.



#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعية الوطن .. المنفى .. الروح
- هذا المسيح الكادح
- ما هو الإرهاب؟
- رسالة إلى الرفيق يسوع في انتظار عيد الميلاد المجيد
- سلاما أيها الأحبة في غزة
- بين مونتريال والناصرة.... بين الناصرة وبيروت


المزيد.....




- قوات روسية تخترق دفاعات أوكرانية في دونيتسك قبل أيام من قمة ...
- الانتقال إلى إيطاليا قد يكون خطة جيمي كيميل البديلة
- إسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و-التعيينا ...
- - فلسطين حرّة-.. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة -إل ...
- شركة -البحري- السعودية تنفي نقلها أسلحة لإسرائيل على متن سفي ...
- رونالدو وجورجينا.. خطوبة وقصة حب وقيراطات ألماس ثمنها ملايين ...
- -قبة حرارية فوق أوروبا!-.. جفاف وحر وحرائق وجو يحبس الأنفاس ...
- لماذا اغتالت إسرائيل أنس الشريف؟
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مستوطنتين إسرائيليتين بغلاف غزة
- نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليم نصار - الكتابة في مواجهة الموت