أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين














المزيد.....

نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لعل من نافلة القول أن ما كتبته عن دور منظمة الحزب الشيوعي في عملية الهروب من سجن الحلة كانت له أكثر من نقطة ايجابية في مقدمتها أنها كانت الحافز المباشر لأن يكتب الأستاذ العزيز جاسم المطير ما تختزن ذاكرته عن هذه العملية الجبارة التي نفذها الشباب الشيوعيين،وكانت ضربة موجعة للنظام ألعارفي البغيض،جعلت النظام ومن يدعمه من الخارج يحسبون ألف حساب لقوة الشيوعيين وقدرتهم على العمل في أحلك الظروف،وأن هذا الدرس الشيوعي قد فتح الأذهان لأن تحاول دوائر الاستعمار العمل لتغيير الوجوه في المنطقة والإتيان بأصحابهم الذين هم أكثر خسة ودناءة من العارفيين لإكمال المشاريع التي تخطط لها الدوائر الاستعمارية،فكان انقلاب تموز1968 تحصيل حاصل لهذا العمل الجريء،ورد مباشر على الصفعة الموجعة التي أذهلت القوى الرجعية.
وما من شك أن هذا العمل شيوعي الخالص خرج من رحم شيوعي بغض النظر عن التسميات،والاختلافات التي كان لها ما يبررها بسبب السياسة المهادنة آنذاك والبرود الذي رافق العمل الشيوعي تلك الفترة،وبروز أفكار جديدة أعماها البريق الثوري للحركات التي ظهرت على الساحة العالمية،وهي تمثل طريق جديد في العمل الشيوعي ينزع للقوة والكفاح المسلح لتحقيق الطموحات والأحلام،فكان أن وجد هذا البريق أرضية خصبة في ذهنية الشباب الذي لم يجد في الواقع المعاش ما يحقق له شيئا مما يصبوا إليه فكان الكثيرون يحاولون الخروج من الرتابة المملة وتجربة طرق جديدة في النضال،وهذه الطرق دفعهم إليها الدماء الحارة للشباب التي لا تنسجم وحكمة الشيوخ لذلك كان للجيل الجديد تصوراته الثورية التي ترفض العمل ألسلحفاتي الذي لا يمكن له الوصول إلى نهاية الطريق،ورغم أن الاختيارات كانت غير صائبة رافقها الكثير من الأخطاء إلا أنها تجربة علينا استثمارها والاستفادة منها ودراسة جوانبها السلبية والايجابية للوصول إلى قناعات مشتركة تأخذ بالجانب الايجابي لهذه التجربة أو تلك.
لقد أثبت العمل السلمي للشيوعيين العراقيين خواءه وعدم قدرته على تحقيق الطموحات والآمال وبناء ما يريد الشيوعيين بناءه،وتجربة الأعوام الطويلة أثبتت أن الشيوعيين بحاجة إلى أعادة النظر بالكثير من التصورات التي كانوا عليها فالعمل السلمي لوحده لا يمكن له تحقيق الأماني والتطلعات إذا لم يرافقه العمل المسلح ويواكبه التنسيق مع القوى العسكرية القادرة على التغيير في مجتمع مثل العراق،وعلينا الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال وعدم ألاعتماد على جانب نضالي واحد وإغفال الجوانب الأخرى في النضال ،وهذا التفكير الأحادي كان وراء ضياع الكثير من الفرص للوصول إلى السلطة،أضاعتها القيادات المتعاقبة نتيجة أخطاء تكتيكية،وخلافات هامشية بين هذا الطرف أو ذاك ،ونحن لا نحاول الخوض في هذا الأمر ونبش الماضي ولكن علينا الإقرار بأن الأخطاء الكبيرة كانت ورائها عوامل أكبر منها لم نستطيع التخلص منها رغم تشخيصنا لها ومعرفتنا بها،ولا زالت الأخطاء ذاتها تقف في طريق التقدم والوصول إلى الهدف المنشود.
والحصيلة الثانية التي خرجت بها بعد قراءتي لمعضلة الذاكرة أن جميع من كتب عن عملية الهروب كان ينظر للأمور من زاويته وضمن الحدود التي حددتها مساراته في هذه العملية ،فما كتبه الأخ عقيل حبش يمثل الجانب العملي لعملية الهروب وما رافقها من إشكالات وإخفاقات والمعالجة لبعض العقبات التي أحاطت بالعمل ،فيما كان لذاكرة أبو يمامة أن تكون ضمن الجانب التخطيطي الذي له أسهامه المباشر فيه،فلم يكن من العاملين في الحفر أو المكتوين بمرارته،ولكنه في الجانب الآخر له دوره الواضح في التهيئة والتخطيط وما يحتاجه العمل من متممات أخرى،وهناك دور لحسين سلطان في العملية علينا أن لا نغبن الرجل حقه ولعل المفاوضات الجارية معه تثبت بما لا يدع مجال للشك أنه عالم بما يجري عارف بالخطوات التي وصلت إليها العملية أن لم يكن من المخططين لها،ولا يمكن لأحد أن يستغني عن رأيه بما يمثله من مكانة حزبية بوصفه أكبر الشيوعيين درجة،أو معرفته بما وصلت إليه الأمور من خلال الجندي المجهول أبن الكاظمية الذي لم يعرف عنه رفاقه الذين معه إلا لقبه(جدو)مع إن الواجب يدعوهم لمعرفة قضه وقضيضه إذا علمنا أنه عمل سنوات الجبهة لفترة طويلة في الجريدة أو اللجنة المركزية كمستخدم هناك،فقد غمطه الجميع حقه وتناسوا دوره لأنه على ما يبدو بسيط بساطة الحقيقة نفسها يعمل بوحي الآخرين لذلك لم يشكل شيئا في ذاكرتهم رغم أنه العامل المجد الذي لم يتبرم أو يشكوا أو يتبجح بما عمل أو أدى من دور.
والحقيقة الثالثة أن هذا العمل الجبار كان سيكون له الفائدة الكبيرة،والنتيجة الأكبر لولا الخلافات التي عصفت بوحدة الحزب تلك الأيام وجعلت الأخوة ألأعداء يحاول كل منهم العمل بمعزل عن الآخر ومحاولة تهميشه وعزله للاستحواذ وحده على مجمل العملية،ورغم أن الأخ المطير قال في البداية أن العملية كانت شيوعية خالصة بغض النظر عن هذه الجهة أو تلك وأنها انطلقت من رحم شيوعي لا علاقة له بهذا أو ذاك الا أن البعض حاول أن يوجهها بالوجهة التي تخدم مجموعته مع التقليل من دور الآخرين،وهو ما لمسته في مذكرات عقيل حبش التي تفضل أخي المفضال الأستاذ أحمد علي الناجي فأعارها لي وأطلعت على ما فيها من وقائع وأحداث كنت أجهل الكثير منها، وكان ما كتبه الأخ المطير أكثر تفصيلا ووضوحا وأكثر حيادية ومنهجية.
ختاما لابد لي من تقديم الشكر والعرفان لكل الأخوة الذين ساهموا في مداخلاتها بما يغني الموضوع وخصوص ألأحبة نعيم الزهيري وعلي عرمش شوكت وصباح كنجي، وتحية لأخي الكريم جاسم المطير الذي كان يحاول ما وسعه الجهد أن يكون موضوعيا وعليه الاعتراف بأن ما كتبته عن عملية الهروب كان وراء هذا السيل من المعلومات التي أغنت الموضوع وأنارت الكثير من جوانبه،وتحية الإكبار والإجلال لمن خطط وفكر ونفذ وأسهم وساعد بيده وبقلبه وبلسانه في أنجاز هذا العمل الشيوعي الخالص وتمنياتنا للجميع بالصحة والتوفيق والنجاح.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذب ..أكذب حتى يصدقك الناس
- وعند جهينة الخبر اليقين (حول مجزرة قصر الرحاب)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(3)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ (2)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(1)
- عيش يا...لمن يجيك الربيع
- الحاج سعود المشهد...المضيف والراية الشيوعية 1
- عائلة علي قنبر الشيوعية
- تصورات يائسة
- 14 تموز الخالد انقلاب تحول إلى ثورة
- الشهيد محمد النعمان (أبو نجاح)
- باق وأعمار الطغاة قصلمناسبة الذكرى(45) لانتفاضة الرشيد الباس ...
- (( طاهر الحسني ..من شعرائنا المنسيين))
- نهاية العائلة المالكة في العراق
- هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!
- هل المصلحة الكردية فوق مصالح العراقيين
- الأهزوجة المقاتلة..المرأة العراقية
- أنتبه كهرباء ترفك لايت
- (بعدك بالطوله)
- شيگلچ الصاحب ....گولي يس


المزيد.....




- الإمارات.. فيديو حركة لبوتين مع شخص بوفد محمد بن زايد بمراسم ...
- من يدعم خطة نتنياهو في غزة وماذا تعني للفلسطينيين؟
- ناغازاكي تُحيي الذكرى الثمانين للقصف النووي وتنادي بعالم خال ...
- -الغزال الأسود- ضحية التجويع في غزة
- آبل تدخل عالم الروبوتات.. فهل ستقود ثورة التفاعل بين البشر و ...
- دورية إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا
- عاجل | أ.ب: إصابة 3 أشخاص في إطلاق نار بساحة تايمز سكوير في ...
- الصومال يعلن استعادة السيطرة على مدينة إستراتيجية من حركة ال ...
- -تحول كبير-.. ترامب يدرس قرارا بشأن الماريغوانا
- انقسام وسط القيادات الأمنية الإسرائيلية بشأن احتلال غزة


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين