أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ييلماز جاويد - نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري














المزيد.....

نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل حقّاً لنا الحق في تعليق جميع ذنوبنا على شماعة الإحتلال ؟ هل نحنُ فِعلاً أبرياء من كلّ ما يحصل لنا ؟ هل في يوم من الأيام وجدنا أنفسنا أمام المرآة الكاشفة لذنوبنا وإعترفنا بصدق ما نراه ؟

حاشا أن أكون من الذين يبرّئون الإستعمار والإحتلال من الذنوب والمؤامرات وأيّ عمل دنيئ يخدم مصالحهم . فليس من طبع المستعمرين أن يبالوا بمصلحة الشعوب بل الأولوية دائماً لمصلحتهم هم . وقد يتساوق جريهم تجاه مصالحهم مع مصلحة شعب ما فليس ذلك إلاّ لتيسير السُبُل للوصول إلى مآربهم .

عمّت اللغة التي تُحمّل كل الأوزار على الإحتلال وما ينطوي عليه التنويه على براءتنا من الذنوب وكوننا الضحايا . وعمّ معها التباكي على كل ما كان عزيزاً لدينا وراحَ . فُرضت علينا السلبية والسطحية في التفكير ، نُصدّق كل دجّال يدعي المعارضة والمقاومة دون أن نُمحّص ونستقرئ ماضيه وحاضره وما يكشفُ دجله وكذبه في مُدّعاه .

يا ناسُ ، إننا لسنا أبرياء من ما يحصل لنا ، ولسنا ولم نكن معصومين من الإنزلاق إلى مصيدة الدجالين .

نعم ، لقد بذَرَ المحتلون بذرة الفُرقة الطائفية قبل الغزو ولكن الذي أجّج أوار نارها كان واحداً منّا عندما صرّح أن طائفته تمثل السبعين في المائة من الشعب العراقي ، فشقّ المجتمع إلى طائفة تعمل للإستحواذ على كلّ شيء ، وبأيّة وسيلة ، وطوائف أخرى في موقع الدفاع عن وجودها . كان الإسفين الأوّل في الصف الوطني تبعته ردود الفعل من جانب الطوائف القلقة على مصيرها . فالقوميات الصغيرة والأقليات الدينية أخذت تنادي بالحقوق ، وهي مُحقة ، ولكن بردود فعل لم تكن في صالح رص الصفوف في جبهة الشعب الواحد . كانت جميع ردود الأفعال إنعكاسية غير مدروسة وإنعزالية ، يصبّ في توجهها الخاطئ هذا دجالون من نوع المدعين بالحرص على مصلحة الطائفة ولكنهم في الحقيقة عزلوا الطائفة من حلفائها الطبيعيين المناضلين في إطار العمل الوطني العراقي الذي يعمل على مساواة العراقيين على أساس المواطنة .

إنّ إنجرار بعض فصائل الشعب للصراع الدمويّ المسلّح والمساومة مع القوى الدولية والإقليمية لتسهيل تنفيذ أجندتها بدل الحوار الوطني ، والإصرار على عدم التوصل إلى الحدّ الأدنى من الأهداف الوطنية التي تلائم هذه المرحلة ، يُحمّل هذه الفصائل المسؤولية الكبرى في تردّي الوضع الأمني ودوامه طوال هذه السنين الخمسة . ولست بهذا مُبَرّئاً الفصائل التي إستلمت زمام الأمور وتبوّأت مواقع إتخاذ القرار حيث أنها إلتزمت طوال هذه الفترة بسياسة الطائفية المقيتة ، ومن جراء ذلك حصل الكثير من التجاوزات على حقوق المواطن بسبب الهوية ، وارتُكبت الجرائم الكبرى بحق الطوائف الأخرى من تقتيل وإختطاف وتهجير وأتاوات ومصادرة أموال . مضافاً إلى ذلك الكثير من الفساد الإداري وإختلاس أموال الدولة وتهريب نفط العراق وبيع خزينه من المواد الثمينة في السوق الدولية بصورة سريّة .

لقد فاضَ الكيلُ ، ولا بدّ لنا أن نقف وقفة تعقّل ونبدأ بتشخيص مسؤوليتنا نحنُ ودورنا في إستمرار الهدم والخراب الذي يحصل لنا بينما نحنُ نكتفي بتعليق المسؤولية على عاتق المحتل .

على القوى الديمقراطية أن تصحو وتبدأ بالخطوة الضرورية الأولى للتهيئة للإنتخابات القادمة تحت شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) ، فليس الدين غير علاقة الفرد بربّه ، والأديانُ جميعها تدعو لتوحيد الناس على المحبة والسلام .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنةُ الفُرقة
- ما العمل ؟
- ما نوافق .... ها ها ها ...
- الرّجولة الحقّة
- عودةٌ لِبدء
- لَعِبٌ جَديد
- وَما أدراكَ ما الكذب
- الأمَميّةُ هي الحلّ
- مَن يَخدمُ مَن ؟؟؟
- سمكُ الجرّيّ ومؤتمرُ القمّة
- بيانُ محكمة رسل
- الهَوَسُ
- الإنصاف ؟؟ مِن مَن ؟؟
- إشكالية العلم العراقي
- حزبُ الطبقة العاملة
- مواعيدُ عُرقوب
- عرب ويين و ... ؟
- حجّة الخُداع
- لُغةُ الرّوزخزنيّة
- القاعدة


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ييلماز جاويد - نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري