أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-















المزيد.....

اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انقلاب الكولونيل منغستو هيللا ميريام في يوم11شباط1977بإثيوبيا،واعلانه "تبني" الماركسية-اللينينية والتحالف مع السوفييت وهو ماترافق مع قمع واعتقالات غير مسبوقة للشيوعيين المحليين،نقلت الأحزاب الشيوعية العربية الموالية لموسكو تأييداتها للثورة الأريترية ولنظام الجنرال زياد بري في الصومال،الذي كان أيضاً"يتبنى الإشتراكية العلمية"ومرتمياً في أحضان موسكو منذ انقلاب تشرين أول1969،إلى تأييد لإثيوبيا في حربها مع الصومال حول اقليم أوغادينأيار77وإلى وقوف ضد الإريتريين،الذين كان الشيوعيون من مؤيدي ثورتهم منذ نشوبها ضد أديس أبابا في عام1961،إلى درجة أن أول خلاف نشأ في تحالف نظام البعث العراقي والشيوعيين المحليينمنذ انشاء جبهة تموز1973قد كان حول الصومال وإريتريا في ربيع ذلك العام بعد قليل من تعاونهما الوثيق في قمع"انتفاضة صفر"شباط77التي نظمتها الأحزاب الشيعية العراقية في النجف وكربلاء بمناسبة(أربعين الحسين).
لم يقلل من هذا التأييد الشيوعي العربي للكولونيل ميريام علاقاته العلنية مع اسرائيل ومع الكنيسة القبطية المحلية التي تعاونت أيضاً معه،كما في عهد الإمبراطور هيللا سيلاسي،في قمع مسلمي إثيوبيا40%،إلى درجة وجدنا الشيوعيين العرب(وأيضاً منظمات يسارية فلسطينية)لاينبسون ببنت شفة عن الدور الأساسي الذي لعبه الكولونيل ميريام في نقل واحد وعشرين ألفاً من يهود الفلاشا عبر مطار أديس أبابا إلى اسرائيل في أواخر1984وأوائل1985فيماأقاموا الدنيا ضجيجاً آنذاك حول دور الرئيس السوداني النميري في نقل مئات من هؤلاء كانوا في مخيمات اللجوء من المجاعة بشرق السودان،وذلك بعد أشهر من جلوس معظم هؤلاء الماركسيين واليساريين العرب على المنصة الرئيسية أثناء احتفال الإثيوبيين بالذكرى العاشرة لسقوط النظام الإمبراطوري بشهر أيلول من عام1984.
كان هذا التأييد لنظام الكولونيل ميريام ،الذي قال لماوقف أمام قبر لينين بأيار1977بأنه "يطبق سياسة لينين الداخلية في إثيوبيا"،مصحوباً عند الشيوعيين العرب التابعون لموسكو بنزعة ترى "الحليف"عند من يكون على علاقة جيدة مع موسكو،كما ترى"الخصم"و"العدو"أيضاً من خلال هذا المقياس،بغض النظر عن ارتباطاته وعلاقاته الأخرى وعن بنية نظامه وسياساته الداخلية،وهو شيء حكم أيضاً رؤية الشيوعيين العرب للعقيد جون غارانغ بعد انفجار تمرد أيار1983بجنوب السودان،الذي كانت علاقاته مع اسرائيل مترامية الأطراف وأيضاً له تأييدات واسعة ضمن الكنائس الغربية،حيث كانت صدامات حكم النميري مع الشيوعيين المحليين وموسكو(منذ فشل انقلاب19تموز1971)محدِدة لذلك إضافة لإصطفافاته اللاحقة لهذا الإنقلاب مع واشنطن والقاهرة والرياض،وليست البنية الأيديولوجية-السياسية ل(الحركة الشعبية لتحرير السودان) التي قادتها بسهولة إثر مرحلة سقوط السوفييت إلى تحالف وثيق مع واشنطن ضد نظام الفريق عمر البشير الإسلامي،في مرحلة انفض فيها تحالف الغرب والإسلاميين إثر انتهاء الحرب الباردة عام1989.
كان يجتمع في هذا العماء السياسي،الذي مارسه الشيوعيون التابعون لموسكو،نزعة التبعية تجاه"الفاتيكان الشيوعي"الممثل في الكرملين ومايَرسم من سياسات وعلاقات وتحالفات، المتضافرة-أي هذه النزعة-مع فقدان أي مشروع فكري-سياسي خاص عندهم أواستقلالية في رسم السياسات،ليصلوا من خلال ذلك إلى حالة من تحويل"الحليف"إلى أشبه بالصنم والوثن،الذين كانوا يتعاملون معه من دون رؤية تستند لمعلومة دقيقة عن بناه الداخلية وسياسته الخارجية،وإنما فقط من خلال بوصلة علاقاته بموسكو،وكذلك أيضاً من خلال عداواته لأعداء الشيوعيين أوالمتصادمين معهم.
في هذه الفترة نجد الكثير من ذلك عند اليساريين العرب المحتفظين بماركسيتهم،وأيضاً عند اليسار القومي العربي الذي يرى الآخرين أساساً من خلال مقولة"أين يقفون من واشنطن"في فترة مابعد احتلال العراق،الشيء الذي تحول الماركسيون العرب المعاصرون أيضاً إلى اعتبار هذه المقولة هي الحاكمة لرؤيتهم بعد فقدان تلك البوصلة التي كانت تتمثل بعلاقات موسكو وأين يقف الآخرون منها في السلب والإيجاب.
الآن يمكن تلمس هذا بسهولة عند الماركسيين والقوميين العرب المعاصرين من خلال الطريقة التي ينظرون من خلالها إلى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد:من يتابع ألكترونيات ومراكز بحثية( أوتتعلق ب) لليسار الأميركي اللاتيني، بفرعيه الإشتراكي الديموقراطي والشيوعي،يرى نظرة لشافيز عند أولئك اليساريين تعتبره يسارياً شعبوياً،يستند إلى ثقافة ونظرة أيديولوجية مختلفة عن اليسارين المذكورين،يختلط فيها العداء ل"اليانكي"الأميركي الشمالي مع عداء للبيض المحليين الذين كان معظمهم متنضد اجتماعياً في طبقات اقتصادية غنية بخلاف الملونين أومن أصول هندية حمراء الذين يسكنون الضواحي الفقيرة من كاراكاس ويشكلون غالبية فقراء فنزويلا،وهي ثقافة أيضاً لاترى نفسها في ثقافة لندن وباريس وبرلين التي تستند إليها ثقافة اليسار التقليدي بفرعيه المشار إليهما:رغم هذه النظرة،التي تشبه نظرة أمين عام الحزب الشيوعي العراقي سلام عادل(1955-1963)إلى عبد الناصر وحزب البعث،فإن اليسار الأميركي اللاتيني(ماعدا بعض الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية التي أصبحت أقرب للإتجاه الليبرالي)اتجه إلى تحالف،وهو مفتح العينين،مع شافيز ضد واشنطن وضد الرأسمالية المحلية في فنزويلا،وضد الرأسماليات في دول القارة اللاتينية المتحالفة مع البيت الأبيض.
لانجد شيء من هذا عند اليساريين العرب المعاصرين،الماركسيين والقوميين،الذين يكادون أن يحولوا شافيز إلى نسخة جديدة من كاسترو-غيفارا ومن عبد الناصر:بالمقابل فإن نظرة هؤلاء إلى الرئيس الإيراني نجاد تتحدد من خلال تباعدات طهران عن واشنطن بالسنوات الثلاث السابقة ومن خلال بلاغياته حول"محي اسرائيل من الخارطة"وخطاباته ضد"الشيطان الأكبر"،من دون تلمس العوامل المرَكبة،كالطبقات الجيولوجية،التي تسيِر وتحكم عملية رسم السياسة الإيرانية،التي جعلتها تشتري السلاح من اسرائيل في سنوات الحرب العراقية الإيرانية،وجعلتها تقف ضد الشيعة الأذربيجانيين ومع الأرمن المسيحيين في النزاع على اقليم ناغورني كاراباخ،ودفعتها للتحالف مع أميركافي غزو أفغانستان2001وفي غزو العراق2003،إلى درجة وصلت فيها مرجعية قم،الآن ومنذ سقوط بغداد،إلى رعاية سياستين"متناقضتين"تمسكهما من يديها الإثنتين ،واحدة في النجف عند آل الحكيم(الذين يشكلون مع حزب الدعوة،وهو حليف تقليدي لطهران،الركيزة المحلية الأساسية لواشنطن في العراق المحتل)والثانية في الضاحية الجنوبية لبيروت تقف ضد الأجندات الأميركية للمنطقة وتقاوم اسرائيل.
كان كارل ماركس وفلاديمير إيلتش لينين،وكذلك عبد الناصر،واعون بأن الصراعات السياسية،والخصومات،وأيضاً التحالفات،هي كلها مبنية على نقاط محددة،يمكن تعدادها،وأن السياسة لاتمر عبر معبر(ثنائية الأبيض-الأسود)،بل هي بنية،وأن التحالف أوالتلاقي لايمنع النقد أوالتباين وحتى التضاد في نقاط معينة،الشي الذي يقف منه اليسار العربي،بفرعيه الماركسي والقومي،في بعد قصيٍ.
في هذا ،كله، هناك سؤال يفرض نفسه:هل السياسة العربية،المنقسمة الآن بين محوري واشنطن وطهران،ناتجة عن فقدان أي مشروع عند العرب الذين يعيشون حالياً ومنذ عقود حالة فراغ القوة،إلى درجة أن تتعين السياسة من خلال مشاريع الآخرين وبدلالاتهم؟..........أم أن الأمر يتعلق فقط بتيارات سياسية،مثل الماركسية والليبرالية، كان معظم أحزابها ورموزها تتحدد سياساتها من خلال ماوراء الحدود؟............





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-