أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-














المزيد.....

هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت الساحة العربية صعوداً للتيار الاسلامي بعد هزيمة حزيران1967،وانحساراً لكافة التيارات السياسية اللادينية،طوال العقود الأربعة المنصرمة على تلك الهزيمة،فيماأدت هزيمة1948 إلى انحسار الليبراليين لصالح القوميين وإلى تراجع اليسار الماركسي بسبب موقف السوفييت المؤيد لقيام دولة اسرائيل،ليعود الأخير وينتعش على إثر الدور الذي لعبته موسكو في تأييد العرب بحرب1956.
كانت ظاهرة صعود الاسلاميين عامة بين الرباط والبحرين،ولوأن المجتمعات العربية التي توجد فيها أحزاب تقليدية(السودان،مثلاً)،أوحياة حزبية مستديمة(= المغرب)،قد كان تقدم الاسلاميين فيها بوتيرة لاترتفع إلى مستوى المجتمعات العربية الأخرى،فيماكان وصول الاسلاميين للحكم في الخرطوم،عبر انقلاب عسكري عام1989،مؤدياً في النهاية إلى اضعاف نفوذهم الاجتماعي،بالقياس إلى الثمانينيات،وخاصة بعد الحركة التي أبعد فيها الرئيس البشير حليفه الترابي عن الحكم في عام1999.
لم تتوقف هذه الظاهرة رغم هزائم الحركات الاسلامية المعارضة أمام أنظمة الحكم القائمة،في سوريا ومصر وتونس والجزائر،ورغم فشل تجربة الاسلاميين السودانيين في الحكم،حتى عندما بان في النصف الثاني من التسعينيات بأن هناك بداية انحسار للمد الاسلامي،على إثر تلك الهزائم وبعد انفكاك التحالف الذي كان قائماً بين الغرب والحركات الاسلامية ضد موسكو حتى عام1989،ليعود المد الاسلامي إلى قوته القديمة على إثر (11أيلول) و(سقوط بغداد).
خلال الفترة المذكورة،لم ينتعش تيار سياسي آخر،بموازاة الاسلاميين ،باستثناء التيار الليبرالي الجديد،الذي كان انبثاقه مرتبطاً بمراهنات على الحالة الأميركية بالمنطقة بعد سقوط بغداد بيد الأميركان عام2003،ولم يكن ظهوره مبنياً على عوامل اجتماعية أفرزتها البنى المحلية،ليظل ضمن نطاق مثقفين وسياسيين كانوا بمعظمهم ضمن الشيوعية السوفياتية والحركة الماركسية في زمن الحرب الباردة،فيما ظل القوميون والماركسيون في حالة تراجع دائم من حيث القوة كانت مستمرة طوال فترة مابعد حزيران1967 لم يستطيعوا خلالها ايقاف التراجع أوالتخفيف من وتيرته داخل البنية المجتمعية وفي عقول وقلوب الناس.
هنا،يلاحظ بأن قوة الاسلاميين لاتأتي فقط من فشل القوميين في تجارب السلطة،ولامن فشل اليسار الماركسي في أن يكون بديلاً للأحزاب القومية العربية،وإنما أيضاً من قدرتهم على التعبير عن طبقات وفئات اجتماعية كانت متضررة من التجارب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي طبقها القوميون بالسلطة(والحزبان الحاكمان بعد الاستقلال في تونس والجزائر)،حيث استطاع الاسلاميون ايجاد تعبير ايديولوجي- سياسي- ثقافي رأت تلك الطبقات والفئات(وخاصة ضمن الفئات الوسطى المدينية ومن النازحين الريفيين للمدن الكبرى)مصالحها في حمل ذلك التعبير ضد الأوضاع القائمة،فيما أتى عامل إضافي،بعد(11أيلول)و(غزو العراق)،زاد الاسلاميين قوةً،لينضاف هذا إلى مايحصل بفلسطين،التي أصبحت فيها الحركة الاسلامية،أي(حماس)،في صدارة المواجهة بعد توقيع حركة فتح لاتفاقية أوسلو عام1993.
يقود ذلك السياق ،من حراك التيارات السياسية العربية بعد تاريخ 5حزيران1967،إلى طرح أسئلة كبرى:هل مستقبل المشهد السياسي العربي ستعتمد مفاتيحه على فشل أونجاح الاسلاميين في تحقيق أهداف مجابهتهم المزدوجة الراهنة،مع بعض الأنظمة العربية ومع واشنطن،مضافاً إلى البوادر التي تدل على غوص(حماس) في مآزق كبرى من خلال تجربتها الراهنة في غزة؟..... أم:أن المستقبل السياسي العربي سترسم خريطته المقبلة أيضاً عوامل جديدة،من أهمها الإتجاه الراهن - في أنظمة التجارب القومية وفي تونس والجزائر- إلى نموذج الليبرالية الاقتصادية المفتوحة،ومايعنيه هذا من تحولات طبقية واجتماعية جديدة،ستؤدي إلى نشوء أحزاب ليبرالية تعبر عن الصناعيين والتجار ورجال الأعمال وفئات التكنوقراط ،وفي مقابلها أحزاب يسارية ستكون تعبيراً وانبثاقاً عن آلام ومترتبات ولادة الطور الاقتصادي –الاجتماعي الليبرالي،ليصبح (الاقتصاد)و(الاجتماع)لهما مكانة كبرى في عوامل التحريك السياسي بالمجتمعات العربية،وليس فقط عوامل(فلسطين)و(الغرب)،وإن كان من الصعب تحديد نسب التحريك لكل واحد من هذه العوامل بالمستقبل العربي،وخاصة إذا ظلت قضيتي(فلسطين)و(العراق)من غير تسوية وحل؟......أو:أن آليات الوضع القائم ستظل فاعلة،إذا لم تحصل تلك التسوية في فلسطين والحل في العراق،ليظل(القومي )و(الوطني)متصدران السياسة العربية على حساب (الاقتصادي)و(الاجتماعي)و(الديموقراطي)ومن دون روابط مفهومية وبرنامجية تربط هذا بذاك،بمايعنيه كل هذا من استمرار تصدر الاسلاميين للحراك السياسي والثقافي التحتي بالمجتمعات العربية،وخاصة مع استمرار التيار الليبرالي الجديد في مراهناته على واشنطن كعامل"تغييري"،ومع فشل القوميين واليساريين في مشاركة أونزع تصدر الاسلاميين لعملية مجابهة الغرب واسرائيل؟.............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل
- اقتراب المعارضة السورية من الإنشقاق
- عوامل القوة السورية
- تداخل البؤر الثلاث
- باكستان:الجنرال والعزلة
- مفارقات تركية
- المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي
- هل كان لدى واشنطن نموذج-ياباني-ألماني-للعراق؟
- هل تريد اسرائيل تسوية الصراع العربي الاسرائيلي؟
- روسيا في عالم مابعد الحرب الباردة
- الصراع الإيراني - الأميركي
- التناولات العربية الراهنة للعلمانية
- انزياحات أميركية جديدة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-