أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تمظهرات الصراع السياسي














المزيد.....

تمظهرات الصراع السياسي


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة هي تكثيف ملخِص في مجتمع محدد لتنوعات البنية الإقتصادية-الإجتماعية-الثقافية،ماينعكس في الرؤى،أولاً كأفكار سياسية وبعدها كبرامج،ثم ثانياً في الممارسة العملية.
من هنا،نرى في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة،وعبر مثالها الكلاسيكي في الغرب الأوروبي بين عامي1848-1939،كيف أن السياسة قد أخذت تمظهرالصراع الطبقي،ولكن عبر محتويات اقتصادية - اجتماعية- ثقافية.في مجتمعات أخرى،بالبلقان حتى عام1918 ثم في الإمبراطورية العثمانية حتى التاريخ نفسه،أخذت السياسة أشكال صراعات قومية،أودينية،أودينية - قومية،ولكن أيضاً مع محتويات اقتصادية-اجتماعية- ثقافية.لاحقاً لتاريخ1918،تمظهرت السياسة،وعبر تلك المحتويات الثلاثة كذلك،في أشكال صراعات لغوية-جهوية(كندا،بلجيكا)،وقبلية(رواندا،وبوروندي)،ودينية- جهوية(ساحل العاج بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي)،ودينية(لبنان1975)وطائفية(عراق مابعد2003،لبنان2008)،لتعود كذلك وتأخذ في بلقان مابعد الحرب الباردة أشكالاً متعددة:قومية- طائفية(بين الصرب الأرثودكس والكروات الكاثوليك)،ودينية- قومية(الإثنان المذكوران مع البوسنيين المسلمين،ثم الصرب مع الألبان المسلمين)،وهو أمر ليس القفقاس،من خلال مثال الصراع الأرمني-الأذربيجاني على اقليم ناغورني كاراباخ،ببعيد عنه،فيمانرى في سيريلانكا كيف يحمل الصراع بين التاميل والسينهال ثلاثة أشكال مجتمعة بداخله بوقت واحد،قومية- دينية- مناطقية(= جهوية).
لايعبر هذا عن عدم وجود طبقات في المجتمعات المذكورة آنفاً،وإنما عن نزوع هذه الطبقات ،أومعظمها،في لحظة محددة،إلى تغليب الأشكال الأخرى غير الطبقية،من قومية،أودينية،أودينية-قومية،أوطائفية،أوجهوية،لخوض الصراع من خلالها،ولوأن المصالح الإقتصادية-الإجتماعية-الثقافية تكون هي الوقود المحرِك لهذه الصراعات،تماماً مثل حال الصراع الطبقي.
بالتأكيد،كان شكل الصراع الطبقي المحض،كما في المجتمعات الأوروبية الغربية،هو الشكل الأكثر تقدماً،إذا أخذناه كمقياس لتطور المجتمعات من الناحية الحضارية،وهو مايعطي المؤشر على كون الأشكال المغايرة لذلك من الصراعات السياسية،التي جرت في مجتمعات أخرى أوالتي جرت في مجتمعات أوروبية محددة(مشكلة الباسك في اسبانية مابعد فرانكو)،بوصفها تعبيراً عن عدم وصول المجتمعات المعنية إلى تجاوز عتبات محددة من التطور الحضاري،إلاأن ذلك يبقى أساساً بوصفه مؤشراً على مشكلات لم تحل بعد،وليس عن تخلف أوعن رجوع إلى الوراء بعد حصول تقدم"ما".
في عام1685نقض الملك الفرنسي لويس الرابع عشر مرسوم نانت(1598)،الذي كان ميثاقاً ل"العيش المشترك"بين الكاثوليك و البروتستانت الفرنسيين،طارداً ملايين من مواطنيه البروتستانت إلى خارج الحدود،نحو جنوب انكلترا ومدينة جنيف:في عام1974لم يذكر أحد من الفرنسيين بروتستانتية المرشح للإنتخابات الرئاسية جاك شابان دلماس(وقبلها كان رئيساً للوزراء في زمن الجنرال ديغول) رغم كون البروتستانت لايمثلون أكثر من 1%من الفرنسيين بالقرن العشرين،وهوشيء تكرر مع ليونيل جوسبان في عام2002لماترشح للرئاسة ضد جاك شيراك:كان هذا تعبيراً عن مشكلة قد حُلَت،رغم كونها خلال قرنين قد قادت إلى مجازر وتهجيرات،وإلى حروب أدمت غرب ووسط أوروبة ، بعد هزَة الإنشقاق البروتستانتي في عام1517،ليأخذ الصراع الداخلي في أكثر من بلد أوروبي،وبين دول أوروبية،أشكالاً طائفية بين الكاثوليك والبروتستانت.
في العراق،قاد الصراع البعثي-الشيوعي يوم انقلاب 8شباط1963،الذي قام به حزب البعث على حكم اللواء عبد الكريم قاسم،إلى مواجهة مسلحة بين منطقتي الأعظمية والكاظمية ببغداد،استمرت عدة أيام بعد الإنقلاب حتى حسم البعثيون الصراع لصالحهم :بعد يوم9نيسان2003أخذ الصراع بين المنطقتين شكلاً سياسياً متحدداً بين اتجاه اسلامي سُنِي وآخر مماثل شيعي،بحيث كان هنا كلاً من الشيخ حارث الضاري والسيد عبد العزيز الحكيم في موقعي علي صالح السعدي وسلام عادل،برغم أن والد السيد الحكيم،أي السيد محسن لماكان مرجعاً،قد وجد نفسه في تحالف موضوعي مع البعثيين ضد الشيوعيين،المتمركزين أساساً في الوسطين الشيعي والكردي،لماأفتى بتكفير الشيوعيين في عام1960وحرَم حتى التعامل اليومي معهم،وهوأمر ينطبق على حزب الدعوة(1959)والحزب الإسلامي(1960)،اللذان تأسسا كرد فعل ،اسلامي شيعي(حيث كانت سجالية السيد محمدباقر الصدر الفكرية الأساسية هي ضد الماركسية في كتاب"فلسفتنا")،واسلامي سُنِي على هيمنة الحزب الشيوعي العراقي الفكرية-السياسية في زمن حكم اللواء قاسم.
بفرنسة،تمَ تجاوز ذلك من خلال ثورة صناعية،وانتصار سياسي للطبقة البورجوازية على الأرستقراطية والكنيسة الكاثوليكية المتحالفة مع نظام الحكم المطلق في ثورة1789،ثم عبرتحديثات نابليون في الدولة والقوانين والمجتمع والأنظمة العامة:في عراق نظام البكر-صدام،بين عامي1968-2003،وُضع الشيعي،والكردي،في زاوية ضيقة،من قبل نظام كانت قاعدته الاجتماعية الأساسية عند السُنَة العرب،الذين استأثروا بالمناصب والتعيينات والقرار،ليرتمي الكردي منذ عام1970في أحضان البرزانيين(ثم الطالباني معهم بعد عام1975)،والشيعي في كنف الأحزاب الاسلامية الشيعية منذ النصف الثاني للسبعينيات،بعد أن كان الشيوعيون هم الأقوى حتى التاريخين المذكورين في الوسطين الكردي والشيعي من الأحزاب الكردية القومية وتلك الاسلامية الشيعية.
هذا يعبر عن فشل الأيديولوجيات الحديثة في مجتمع ،كالعراق مثلاً،على حل المشكلات الإجتماعية القائمة،وعلى نقله إلى شكل أرقى،تصبح - وتثبت- فيه التعبيرات الحديثة هي التمظهرات السياسية لتنوعات البنية الإقتصادية-الإجتماعية-الثقافية العراقية،وصراعاتها وتموجهاتها وتلاقياتها.
هل يمكن تفسير استدعاء الماضي الإسلامي،ورموزه المتفارقة،إلى الصراعات السياسية الحديثة،في شرق أوسط القرن الحادي والعشرين،من دون ذلك؟........... ثم:كم سيطول ذلك،ومتى ستصل المنطقة إلى محطة الخروج من هذا؟............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تمظهرات الصراع السياسي