أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ














المزيد.....

تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في النصف الثاني من عقد الثمانينيات جرت ثلاثة محاولات اصلاحية في نظام عقائدي(غورباتشوف)،وفي حكم عسكري واجهته كانت متمثلة في الحزب الواحد(الشاذلي بن جديد)،وفي نظام فصل عنصري ضد الأكثرية السوداء(دي كليرك):كانت تلك المحاولات آتية بسبب وصول الأنظمة الثلاث إلى الحائط المسدود،بفعل إما اختلال التوازن الدولي لغير صالح أحد قطبي الحرب الباردة المجتمع مع فقدان الحزب الحاكم للتمثيل والرضا الاجتماعيين(= موسكو)،أوعن وصول النظام القائم إلى مرحلة انفجرت فيها ضده أغلبية البنية المجتمعية الناقمة على الأوضاع القائمة(الجزائر في لحظة مظاهرات أوكتوبر1988)،أوبسبب فقدان النظام لوظيفته الدولية في لحظة انتهاء الحرب الباردة ليجتمع ذلك مع مقاومة الأكثرية السوداء لنظام الأبارتهيد(جنوب افريقيا ).
كان اجتماع العامل الدولي مع الداخلي،في موسكو وجوهانسبورغ،مساعداً على جعل المحاولة الاصلاحية فاقدة للقدرة على السيطرة على أجنداتها وتحديد مسار محدد للإصلاح،لتتحول إلى انهيار للبنية القائمة الحاكمة،فيماكان الوضع بالجزائر،بين عامي 1988و1992،منقسماً بين أنصار الاسلاميين والقوى المضادة لهم ولو مع أرجحية لأصحاب العمائم،ليأتي الوضع الدولي،الذي كان مائلاً ضد الاسلاميين في فترة مابعد انتهاء الحرب الباردة إثر انتهاء تحالفهم مع الغرب ضد موسكو،ليتيح لعسكر الجزائر القيام بانقلابهم بالشهر الأول من عام1992،مدعومين من قوى محلية مرموقة القوة(العلمانيون،البربر،اليساريون،المرأة)،ماأتاح لجنرالات الجيش ،الحاكمين منذ عام1965،الإحتفاظ بالسلطة ولوعبر واجهات جديدة غير الحزب الحاكم،والحفاظ على الوضع القائم.
مقابل هذه التجارب الثلاث نجد،عبر التجربة التاريخية،قيام ثلاث محاولات اصلاحية جرت تحت الخيمة القائمة،استطاعت الحفاظ على المؤسسة القائمة،هي تجارب اليسوعية،وخروتشوف في الحزب الشيوعي السوفياتي،ودينغ سياو بينغ في التجربة الشيوعية الصينية.
في مواجهة البروتستانتية التي قدمها مارتن لوثرت1546نرى أغناطيوس ليولا،الذي أسس الأخوية اليسوعية في عام1534،يقدم رؤية كاثوليكية جديدة تركز على أن الاصلاح والأطر الجديدة لايجوز أن يمسا مكانة وقداسة المؤسسة البابوية،حيث رأى أن التجديد يجب أن ينحصر في العقلية والروحية،معتبراً أن المبدأ والرموز والمؤسسات إذا طالهم التغيير فهذا يعني ليس الإصلاح وإنما الإنتقال إلى إطار عقيدي آخر:لذلك رأينا كيف كان اليسوعيون يجمعون بين التشدد الايماني ونزعة المحافظة المؤسساتية وبين الانفتاح على كافة ميادين المعرفة من أجل استخدامها إما للدفاع عن المؤسسة أولتكريس سلطتها،فيمانراهم على الصعيد العملي يجمعون التعصب مع الدهاء والمرونة في التطبيق ،مزاوجين بشكل بارع بين الدوغمائية والبراغماتية.
في تجربة خروتشوف،اقتصرت الإصلاحات على الجوانب الاقتصادية وعلى ميدان السياسة الخارجية،وبعض الإجراءات الحذرة لتخفيف القيود الجدانوفية على المجال الثقافي،فيماكانت انتقاداته لستالين مقتصرة على الجوانب التطبيقية ولم تمتد إلى الفكر الستاليني،فيمالم يحاول خروتشوف المس بالمؤسسة الحزبية الشيوعية أوبالمبدأ الماركسي.لذلك فإنه عندما رأت المؤسسة أن خروتشوف لم يحقق النجاحات في الميادين التي أراد الاصلاح بها،استبدلته ووضعته جانباً في عام1964،حيث اختارت بعده مزيجاً معقداً يجمع بين الدوغمائية الستالينية وبين البراغماتية في ميدان السياسة الخارجية،ولو أنها اقتربت(ثم تراجعت بسرعة في عام1968مع سيطرة بريجنيف)من حافة الراديكالية الاقتصادية التي اقترنت باسم رئيس الوزراء كوسيجين.
إن مافشل فيه خروتشوف قد نجح به دينغ سياو بينغ عبر اصلاحاته التي بدأها في عام1978:فمن خلال عملية التقارب بين الصين والغرب،التي استطاع من خلالها الصينيين انشاء مظلة دولية لردع اقتحامية الفيتناميين المدعومين من موسكو أثناء غزوهم لكمبوديا بالشهر الأول من عام1979،استطاعت بكين أيضاً- إضافة لذلك- أن تضمن تدفقاً كبيراً للتكنولوجيا الغربية واليابانية،ماكان في صلب برنامج الاصلاحات الاقتصادية الذي بدأه(دينغ)،الذي كانت اتجاهاته بمنحى التخفيف من اجراءات المركزة في مجال إدارة العملية الإقتصادية،وفي منحى ادخال قوانين السوق للزراعة،مافتح الباب منذ الثمانينيات لانتعاش اقتصادي صيني أتاح لاحقاً،منذ التسعينيات،المجال لأن يقود الحزب الشيوعي الصيني ثورة رأسمالية اقتصادية بالمدينة والريف،لاتختلف كثيراً عن الثورة التي قامت بها البرجوازية الانكليزية بالقرنين الثامن والتاسع عشر.هذا أتاح للشيوعيين الصينيين القدرة على عدم دفع أية ضرائب أيديولوجية أوسياسية،رغم وجود طبعة صينية من غورباتشوف تمثلت في الأمين العام للحزب(زهاو زيانغ)ك2 1987-حزيران1989،الذي أزيح لماتعاطف مع حركة الطلاب والمثقفين،التي كانت بسبب النجاحات الاقتصادية بدون أي تجاوب اجتماعي ،فيما استطاع(دينغ)أن يجمع الراديكالية الاقتصادية مع التشدد الماركسي،وأن يزاوج التعددية الاقتصادية مع الوحدانية السياسية،فيماكانت البراغماتية هي شراع السياسة الخارجية الصينية.
في هذه التجارب الثلاث،كان المصلح قادراً على الامساك والسيطرة على زمام برنامجه الاصلاحي،لاأن تسيطر عليه قوة محلية منافسة عقائدياً أوتعبر عن اتجاه سياسي آخر،أوأن تتداخل التأثيرات الخارجية فيه،كماأن الدافع له قد كان ذاتياً أوداخلياً محضاً،لاتعبيراً أوتحت ضغط اختلال التوازنات مع(الآخر)= اليسوعية،حيث حافظت الكاثوليكية على القوة الهجومية حتى أثناء لحظة الانشقاق البروتستانتيأومع الخارج الدولي،حيث كان التوازن الدولي مريحاً لموسكو في زمن خروتشوف،ومساعداً مع دينغ سياو بينغ.
=================================================



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل
- اقتراب المعارضة السورية من الإنشقاق
- عوامل القوة السورية
- تداخل البؤر الثلاث


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ