أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - نموذج (الدولة الفاشلة)














المزيد.....

نموذج (الدولة الفاشلة)


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترك الإستعمار الإنكليزي مشاكل متفجرة في مناطق محددة من العالم بعد رحيله عنها،مثل مشكلة كشمير بين الهند وباكستان بعد تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947،إلاأن ذلك لم يقتصر على المحيط الإقليمي لبلدان معينة وإنما امتد ذلك إلى صعيد البنى الداخلية لبعض المستعمرات البريطانية السابقة،التي حوت ألغاماً انفجرت لاحقاً،إما بفعل سياسات مخططة ومدروسة في لندن،أوبفعل آليات عملية نزع الإستعمار عن البلد المعني والقوى المساهمة في ذلك آنذاك.
حصل هذا في ثمانينيات القرن الماضي في سيريلانكا،لما انفجرت مشكلة الأقلية التاميلية(20%من السكان)في الشمال والشمال الشرقي من الجزيرة،بعد تهميش لها مارسته الأكثرية السينهالية(72%،أغلبيتهم العظمى من البوذيين ،فيما التاميل،المجلوبين في زمن الإستعمار لمزارع الشاي من اقليم تاميل نادو الهندي الجنوبي،يعتنقون الهندوسية) بعد أن كان التاميل الأكثر تعليماً ،والأكثر حظوة،والمسيطرين على المناصب الإدارية في زمن الإنكليز حتى استقلال عام1948.أيضاً،حصل هذا في جزيرة فيجي بالمحيط الهادي بعد استقلال عام1970،عندما انفجرت اضطرابات سياسية،وحركات تمرد عسكرية أتت من فئة السكان البولينيزيين الأصليين(42%من السكان)ضد المنحدرين من شبه القارة الهندية(50%)،الآتين للجزيرة في زمن حكم لندن والمتولين للمناصب الادارية الكبرى والأكثر تعليماً في فترتي ماقبل الاستقلال ومابعده.وهو شيء رأيناه مؤخراً في كينيا ضد قبيلة كيكويو(22%من السكان)،القاطنة في السهول الوسطى الخصبة،التي سيطرت على السلطة السياسية منذ استقلال 1963،بعد أن قادت تمرد(الماو الماو)بقيادة جومو كينياتا في عام 1958 ضد الإنكليز،لتترجم سيطرتها السياسية إلى ميادين الإقتصاد والإدارة والاجتماع طوال خمسة وأربعين عاماً حتى لاح تهديد زعيم سياسي جديد من قبيلة أخرى ( الليوس ،13%) تسكن بالغرب دلت الكثير من المؤشرات على فوزه بالانتخابات الرئاسية نهاية العام الماضي ضد الرئيس المنحدر من (الكيكويو).
يلاحظ في هذه الحالات الثلاث،أن الإنفجار يحصل ضد تمييز فئوي،موروث من الإنكليز(فيجي)،أويتمرد على تمييز فئوي ضد الأقلية(سيريلانكا)،أويحصل ضد الأوضاع القائمة الحاصلة بحكم آليات عملية الإستقلال والحقائق السياسية المتولدة عنها(كينيا).هنا،يلمس وجود كتل إثنية(قبلية في كينيا،قومية كما في حالة فيجي،وقومية- دينية مثل الحالة الموجودة في سيريلانكا وهو ما يشمل المسلمين أيضاً المنحدرين من اليمن وأندونيسيا وماليزيا ويسمون ب(المور)،فيما لاينطبق ذلك على المسيحيين،7%، وأغلبهم من أصول سينهالية ). في الحالات المذكورة،يوجد حالة من اللااندماج المجتمعي،تحت ظل تمييز سياسي،واستئثار بالمناصب والتعيينات،يؤدي إلى اضطهاد وتهميش يشمل الاقتصاد والإدارة،وإلى حد"ما"الثقافة.
لاتقتصر الأمور على ذلك،وإنما تمتد إلى تمييز مناطقي- جهوي:فتلك الإثنيات‘التي تحوي ملامح قومية،أوقومية- دينية،أوقبلية،تعيش في مناطق منفصلة،وإن يحصل اختلاط ،غالباً في العاصمة،فإن ذلك يتم عبر ضواحي ومدن صفيح (نيروبي،حيث يعيش النازحون من غير الكيكويو إليها،الآتين من الغرب والشرق، بالضواحي الفقيرة للعاصمة الكينية)،فيمانرى في سيريلانكا أن الإختلاط السكاني هو في حدوده الدنيا بالعاصمة كولومبو‘بينما تبقى مدن،مثل(جافنا) في الرأس البحري الشمالي،و(ترينكومالي)في الشمال الشرقي،مدن تاميلية السكان بغالبيتها الكاسحة.
يجتمع في الإضطراب السياسي،هنا،عوامل ناتجة عن التمييز السياسي –الاقتصادي-الاجتماعي-الإداري-الثقافي-المناطقي،غالباً مايأخذ أشكالاً متحدِدة بعناوين قومية،قومية-دينية،قبلية،تكون مظاهراً للصراع،إلاأن مضامينه تبقى في تلك الأوجه المتعددة للتمييز الذي تمارسه الفئة الحاكمة ضد"الآخرين".
في كينيا،أخذ ذلك شكل احتجاج سياسي عنيف بالشارع ،وصل إلى حدود مذابح وصدامات قبلية بالعاصمة وغيرها وصلت لحدود عمليات تهجير،ضد النتائج الرسمية المعلنة للانتخابات الرئاسية،كان فيها الانقسام في أصوات المقترعين ذي طابع قبلي- جهوي،فيما يأخذ في سيريلانكا منذ عام 1983 شكل تمرد مسلح عنيف في منطقتي الشمال والساحل الشمالي الشرقي،بينما تمظهر في فيجي عبر حركات تمرد عسكري ومحاولات وعمليات انقلاب عسكري ،قام بها ضباط وجنود من البولينيزيين ضد رئيس الوزراء المعتمد على غالبية برلمانية وإدارة يسودها الهنود ،بدأت سلسلتها الطويلة منذ عام1987.
لم يؤد ذلك ،في البلاد المذكورة،إلى حركات سياسية عابرة لتلك التحديدات الاجتماعية،لينتظم الإجتماع السياسي فيها على ذلك الأساس،باستثناء تجربة الماركسيين السيريلانكيين،بفصيليهما أي الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي ذو الميول التروتسكية،فيما كان الحزبان الرئيسيان،أي حزب الحرية بزعامة باندرانايكا (وقبلها زوجها المغتال في عام1959) والحزب الوطني المتحد،يعتمدان على قاعدة احتماعية سينهالية أساساً وأيضاً على المسلمين القاطنين في الجنوب والشرق وبعض مدن الشمال الشرقي(7%من السكان)،فيمانرى ذلك أكثر وضوحاً واتساعاً في تجربتي فيجي وكينيا.
هنا،كانت الهند مثالاً معاكساً ،لم تهزه اضطرابات الثمانينيات بين الحكومة والسيخ والتي أدت لإغتيال رئيسة الوزراء أنديرا غاندي في عام1984،ولاحادث تفجير المسجد البابري من قبل المتطرفين الهندوس في عام 1992 والصعود اللاحق للحزب الأصولي الهنوسي(بهاراتيا جاناتا)للسلطة البرلمانية في نيودلهي:هل كانت،هنا، الديموقراطية البرلمانية،المعتمدة على تشاركات اقتصادية –اجتماعية بالترافق مع المساواة في تعيينات الإدارة،ترياقاً منع سموم (الدولة الفاشلة)من الوصول بتجربة نهرو إلى ماوصلت إليه تجربة جومو كينياتا،وماتوحي به التطورات الأخيرة من اقتراب تجربة محمد علي جناح في باكستان من النموذج الكيني؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل
- اقتراب المعارضة السورية من الإنشقاق
- عوامل القوة السورية
- تداخل البؤر الثلاث
- باكستان:الجنرال والعزلة
- مفارقات تركية
- المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي
- هل كان لدى واشنطن نموذج-ياباني-ألماني-للعراق؟
- هل تريد اسرائيل تسوية الصراع العربي الاسرائيلي؟
- روسيا في عالم مابعد الحرب الباردة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - نموذج (الدولة الفاشلة)