أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟














المزيد.....

هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن مئة عام من النفط ،كمصدر رئيسي للطاقة،قد وصلت إلى مرحلة"ما":كان استهلاك الدول الصناعية المتزايد ،مع حاجات دول منظمة (الأوبك)،يؤدي إلى زيادة أسعار"الذهب الأسود"،ولوأن الميزان أحياناً كان يميل في الإتجاه الثاني(كما في السبعينيات بعد حظر النفط)أوالأول(كماحصل منذ خمس سنوات مع نمو الإستهلاك العالمي للنفط ،بعد انضمام عمالقة جدد للنمو الإقتصادي،وماتبعه من استهلاك متزايد للطاقة،مثل الصين والهند).
يبدو أن ذلك قد أدخل البشرية في مأزق اقتصادي،مادام هناك احتياطات محددة للنفط العالمي هي المكتشفة- كانت كامنة أم على وشك الإستخدام- ،وهي موجودة أساساً في الشرق الأوسط(60%)،وفي منطقة القفقاس- بحر قزوين(18%)،مايفسر الحروب والنزاعات والغزوات،التي تركزت في هاتين المنطقتين خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تملك الولايات المتحدة 3%فقط من احتياطات النفط العالمي .
يأتي(الإيثانول)= الوقود الحيوي كمظهر من مظاهر الدلالة على أزمة مصادر الطاقة،والحاجة إلى طاقة بديلة،يحاول المصدر الجديد تأمينها من خلال زراعات الذرة وقصب السكر وفول الصويا وعباد الشمس وبعض أنواع الحبوب:أدت مشاركة وسائل النقل البرية،والجوية،مع الأفواه البشرية ،في استهلاك تلك المحاصيل،إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية خلال الأشهر الستة السابقة من الزمن،في وقت حافظ النفط على ارتفاع أسعاره،وإن كانت هناك آراء بأنه لم يرتفع،بل بأنه حافظ على سعره الذي كان في تموز الماضي مادام هذا الإرتفاع هو موازً لإنخفاض قيمة الدولار أمام اليورو خلال الفترة ذاتها.
من الصعب أن يكون الإيثانول بديلاً للنفط وفقاً للإمكانيات المتوفرة زراعياً،إلاإذا أريد تدمير الغابات العالمية لصالح تحويلها إلى مزارع لتلك المواد الزراعية المولدة للإيثانول،مع ماسيجره ذلك من كوارث على البيئة،وتغييرات جذرية في مناخ الكرة الأرضية،وحتى إن تمَ ذلك – مع ماسيرافقه من ارتفاعات هائلة في أسعار المواد الغذائية- فلن يكون هناك بديلاً مضموناً ورخيصاً للنفط ،مادام استخراج برميل من النفط الخفيف القليل الشوائب،العراقي مثلاً في مناطق الجنوب،لايكلف أكثر من عشر دولارات بأسعار عام2006،فيماتحتاج الولايات المتحدة إلى كل انتاجها الراهن من الذرة وفول الصويا- وهي أكبر منتج عالمي لهما- لإنتاج (الإيثانول)بمالايكفي أكثر من20% فقط من حاجات السيارات الحالية الموجودة على الطرق الأميركية.
الطبيعة،ربما،بدأت تنتقم من ثلاثة قرون من عصر الصناعة،الذي انبنى على مقولة(السيطرة على الطبيعة)،التي اجتمعت عليها الماركسية والليبرالية في اليسار واليمين:كان مذهب البيئويون رد فعل على وصول عصر الصناعة إلى حدود تدمير الطبيعة والبيئة.بالتأكيد،يشكل(الإيثانول)اتجاهاً عند المجتمع الصناعي،ليس فقط للوصول إلى تلك الحدود التي كانت من أجل الصناعة،وإنما للقفز إلى حدود أبعد من ذلك ،تصل إلى نقطة تدمير الغابات والبيئة والغذاء لإخضاعهم- مع الأفواه المحتاجة والجائعة- لحاجات الإستهلاك في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة.
هنا،يكون المسار الإقتصادي مثل القوة العمياء التي تكون عليها الطبيعة:العقل البشري يتدخل في العامل الإقتصادي من أجل اخضاعه ليكون عامل توازن بين الإنسان والطبيعة.في هذا الصدد،يبدو أن العنصر البشري قد وصل إلى لحظة سيجبر فيها على العمل من أجل احداث هذا التوازن،مادامت أزمة الطاقة العالمية،ومصادر النفط البديلة،والأزمة في هذين المجالين الناجمة عن تطور الحاجات الإستهلاكية التي ولدها عصر الصناعة- ستدفع إلى مسارات يمكن أن تدمر الغابات،والبيئة،وتخلق أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة،يمكن أن تبدو هواجس مالتوس بالقرن التاسع عشر أمامها مخففة كثيراً:هذا سينتج وضعاً يجبر البشر على إعادة الإعتبار للطبيعة والبيئة،ولجعل الزراعة موازنة من حيث الأهمية للصناعة ،فيما سيرغم الناس على البحث عن مصادر هي تحت أيدي الجميع من أجل استخراج الطاقة،مثل الشمس والرياح،بدلاً – أوبالتوازي مع- من النفط ،الذي يبدو أن احتياطاته- المكتشفة والكامنة- لن تكون قادرة على تلبية احتياجات النمو الإقتصادي العالمي الراهنة،في الإنتاج والإستهلاك،على المديين المتوسط والبعيد،الشيء الذي ربما يفسر مسارعة الولايات المتحدة،بعد أن أصبحت القطب الواحد للعالم منذ عام1989،إلى محاولة مدِ سيطرتها المباشرة على مناطق مصادر النفط العالمية الأساسية،في الشرق الأوسط ،ومنطقة القفقاس- قزوين،وماحولهما.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟