الحلقة الثالثة من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا العصر ) الديمقراطية

فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

الخلاصة ان جوهر الديمقراطية يتلخص في ان تنبثق السلطة من ارادة المواطنين , عبر صناديق الانتخاب ,وان تقيد تلك السلطة نفسها بالتعاون مع المشروع في البرلمان وتتعامل مع المواطنين جميعا ووفق القانون ..فالديمقراطية اسلوب في الحكم واطارللعلاقة بين الحاكم وبين المحكوم ..وهي لا تتحقق في الواقع العملي دون توفر مجموعة من الضوابط والمقومات التي يكون في مقدمتها مايلي .
1_ ارتقاء مستوى التطور الحضاري لدى الناس ,وبالاخص لدى الحكام والمتنفذين في المجتمع الى درجة يدركون عندها ان الحياة السعيدة التي ينشدها المجتمع المعاصر تتحقق ليس فقط بتوفير الغذاء المادي ,بل كذلك الغذاء الروحي .ولان كان الغذاء المادي للا نسان يرتبط بتطوير الانتاج والتوزيع فان الغذاء الروحي لايمكن ان يتوفر الا في ظل الحرية .والحرية لاتتحقق الا في ظروف الديمقراطية اذن يتعذر الحصول على الديمقراطية في مجتمع يسوده الجهل والتخلف ,بتعبيراخر ان قضية الديمقراطية ترتبط عضويا بقضية التطور العلمي _التكنيكي _الحضاري في المجتمع .ولا اريدان يفهم من ذلك بان تقدم العلم والتكنيك في بلد ما يؤدي تلقائيا وبصورة فورية الى تحقق


النظام الديمقراطي .فالديمقراطية قد تصاب بالنكسة العميقة حتى في البلدان المتطورة علميا وتكنيكيا _كما حدث في بعض البلدان الاوربية
خلال هذا القرن .غير ان الارضية التي تنمووتترسخ عليها الديمقراطية انما هي الحضارة المتطورة الحديثة ..

2-ان مسالة الديمقراطية _شأن اي ظاهرة اجتماعية اخرى مسالة نسبية فهي في حركة متواصلة تمر في كل مجتمع بالادوار الجنينية والطفولية قبل ان تنتقل الى مرحلة النضج والازدهار ذلكم معناه ان نظاما ديمقراطيا متكامل البنية من حيث مقوماته الفكرية والقانونية ومؤسساته الفعلية المتعددة لايمكن ان يولد دفعة واحدة وفي يوم واحد بل يمكن ان ينشأ ويتنامى تدريجيا خطوة بعد خطوة عبر مرحلة انتقالية تطول او تقصر وفق ظروف كل مجتمع ومن هنا يفسر تباين مستويات التطور الديمقراطي او الفوارق بين درجات تطور الديمقراطية من بلد لاخر .فالديمقراطية لم
ولن تكون شيئامطلقا ثابت الابعاد ,بل هي متغيرة ابدا وهي تنتكس هنا وهناك وقتيا ولكن خطها البياني صاعد كقاعدة عامة .فالمجتمعات التي تنشا وتترسخ فيها انظمة ديمقراطية مرتبطة بتطور علمي _تكنيكي _حضاري قد تنتكس فيها قضية الديمقراطية الى هذا الحد او ذلك لكنها لن تعود ابدا الى اوضاع ماقبل قرن او قرنين ,ولن تخلد انتكاسة الديمقراطية بل تكن مؤقتة ..
.
3 _ ان الديمقرطية
ان الديمقراطية وحدة لاتتجزا ذلكم معناه ان ليست هناك ديمقراطية بروليتارية واخرى برجوازية , ليست هناك ديمقراطية خاصة بهذه الطبقة او المرتبة الاجتماعية واخرى خاصة بتلك الاخرى .فالديمقراطية تاتي كنتيجة لتطور الحضارة المقرون بتطور العلم والتكنيك في المجتمع بوجه عام . اذاكانت هناك ديمقراطية خاصة بطبقة معينة ,ايا كانت فانها ستكون ديمقراطية زائفة دكتاتورية ضد اوسع فئات المجتمع .ان الديمقراطية ليست هبة من اي طبقة او فئة او من حزب او حكومة او شخص .كما اسبقنا الى المجتمع بل هي مكسب حققه المجتمع نفسه بنضالاته وتضحيات عبر القرون المتعاقبة .وليس هناك اي مبرر منطقي لحرمان قسم معين من التمتع بها المكسب ولا حتكاره من لدن قسم اخر..

#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل