أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - مرآة الوهم وأزمة الانسان واغترابهُ....














المزيد.....

مرآة الوهم وأزمة الانسان واغترابهُ....


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قالها أحدهم ظاهرة صوتية ، وظاهرة صمتية قالها آخر.. وظاهرة تطرد كل ظواهر الدنيا كآبة.. وغرابة.. قالها ثالث.. إنهم بذلك يشيرون إلى عالم يجعجع ولا يطحن.. أو أنه لايجعجع ولا يطحن. ماذا بيدنا أن نردَّ به على تلك الوصعة أو الوصمة القاسية.. إلا أن نجعجع.. أونصمت.. والصمت حكمة في بعض الأحيان.. وعجز في بعضها ..... لكن تصل الامور الى أن يحاول أحدهم بيع الهواء ويجد من يشتريه منه ، فإلى متى كلما جاءنا نَصاب بحيلة وقعنا فيها ، وقلنا : " قدر ومكتوب علينا " كيف يمكن التوفيق بين التقدم الهائل للعلوم الطبيعية والانسانية في عصرنا والزيادة المطٌردة لاعتقاد الناس بالخرافات والاساطير وبتدخٌل قوى غيبية في أدق تفاصيل حياتهم الشخصية ؟ ولا تقتصر مثل هذه الاعتقادات على عوام الناس بل تتجاوزهم الى المتعلمين والمثقفين الذين بدأت تميل نسبة كبيرة منهم الى تفسير بعض الحوادث التي يمرون بها على أنها من فعل الجان أو السحرة أو قوى خارقة أخرى لا يملك الانسان الى دفعها من سبيل !
اليأس والاحباط والعجز وعدم المقدرة على تحقيق مايصبوا اليه الانسان بالوسائل الواقعية والعملية هي التي تجعله يحلق على أجنحة الاوهام ، ويحاول أن يجد تفسيرات خرافية لهذه المشاكل ، فينتهي به الامر الى حالٍ أمــر من الحال التي يعاني منها .اليوم نسلط الضوء على واقع اجتياح الخرافة والسحر والتبصير لقطاع واسع من الناس يعتقدون أن بالامكان أدعياء السحر والمشعوذين مساعدتهم على حل مشاكلهم ...
قد يفعل بعض الناس أي شيء للحصول على أي غاية يبتغونها ، خصوصاً أذا شعر هؤلاء بالفشل ، وفي ظل حلول افتراضية يقدمها السٌحره للراغبين بتحقيق رغباتهم ، فقد باتت شهرة هؤلاء تنافس أي نجم عالمي !
أي قدر يساق اليه الملايين من الناس في هذه البلاد ؟!
إن الحال أشبه بالصراع الدامي من أجل الحصول ولو على أقل القليل من مقومات البقاء ... أسر لا حصر لها يحاصرها الفقر من كل جانب .. وايد عاملة بلا عمل ، ومؤشرات البطالة في أرتفاع .. وموجة الغلاء تزداد تفاقماً واضطراماً والجوع وبصحبة كل ذلك آفات وآفات ليس أقلها أمراض تفتك بالاجسام وأنما أخرى أشد تهدم العقول ، وتفسد الضمائر ، وبين من حالة قسوة الواقع الذي نعيشه وعشوائيته بينهم وبين ماهيئوا له من أعمال ، فلم يمارسو العمل فيها أو في غيرها بالمطلق .. والكل يعيش في دوامة رحلة البحث عن انتزاع لقمة عيشه ، وسائل واساليب لاتقتصر على التسول والشحاته والاستجداء بمد اليد ، وانما تتعداها الى عمليات نصب منظمة وبخطط غاية في الاتقان والتنظيم وهو أستخدام الشعوذة للسيطرة على جيوب الجهلاء السذج ...
أن هناك زيادة وإفراط في تطبيق مفاهيم العين والحسد والسحر وتأثيراتها في الحياة العامة ، والزوجية على وجه الخصوص ، ويؤدي ذلك الى زيادة تعقيد المشكلات . وعدم إيجاد الحلول الصحيحة لها ، وكثيرة هي الاسباب التي تؤدي الى أعتبار المشكلات والمعوقات في حياة الانسان بسبب العين والحسد والسحر ومالى ذلك ، منها يعتبر البعض ان السحر من الاساليب الدفاعية التي عن طريقها يخفف الانسان بها المشاعر التي تنتابه من خوف وقلق والشعور بالذنب والعدوانية والانتقام ، ايضا تحويل مشاعر العدوانية تجاهه الى مشاعر حب ووصفاء ، والشخصية الناضجة تواجه المشكلات المتنوعة بصراحة وواقعية مايجعلها تستطيع مواجهة نفسها وتحمل المسؤولية وإصلاح الخطا ان وجد ، كما وان الابتعاد عن الواقع والجهل العام به والثقافة الجنسية السيئة التي تكون سبب في لجوء الزوجة الى السٌحرة تيقناً منها بتأثير سحر على زوجها لضعفه الجنسي أو عجزه ، متناسية واقع الحال الذي نعيشه ونعانيه من جٌل الصعاب ، كما أن أختلاق الأعذار والتهرب الاداري من المسؤولية مايعني تبرير التقصير في أي جانب من جوانب الحياة وذلك برمي المشكلة على العين والحسد ، لاسيما أذا كان المجتمع يتقبل مثل هذه التبريرات ، وهذا مايقوم به ضعفاء النفوس ، أن هذه الحالات تتعارض مع التفكير السببي العلمي والقوانين الذي وضعها الله على الارض .
وعن أنتشار هذه الظاهرة في أوساط المثقفين والمتعلمين حتى ولو من باب التسلية ، أو من أجل حل مشكلة ..
لقد حرم الله هذه الظاهرة على الرغم من ذلك اللجوء الى الشعوذة والسحر في هذه الاوساط لماذا ؟ هل هو الخلل في الثقافة التي تبيح لهم الخرافات ، أن البيئة لها دور كبير لذلك حيث أن الفرد اذا نشأ في بيت يؤمن بهذه الخرافات ، وبالشعوذه فسيكون له أستعداد للايمان بها خلاف أذا كانت الاسرة لاتؤمن بذلك وتراعي الواعز الديني في أبناءها ، أن المجتمعات الشعبية تفرزمثل هذا النوع من المشعوذيين ، لكون أسباب ظهورهم ناتجة من ظروف أجتماعية مثلهم مثل أي سارق يسرق من أجل العيش ، وهولاء المشعوذين يستخدمون أساليب تتناسب مع الزبون كلا حسب وسطهُ ..
ويؤكد لنا الشرع والدين أن الشيطان هو المدرس الاول الذي علم البشرية السحر وأنواعه وهو لعنهُ الله من يدفعُ كل ضعيف إيمانه وبعيد عن تقوى الله والايمان بالقضاء والقدر ، فبدلاً من أن يكونو قريبين الى سبحانه وتعالى في الشدائد نجدهم يلجؤون الى السحرة الكفرة لعنهم الله ، لقد حرم الشرع السحر لان صاحبها يستخدم طرقاً محرمة، فيكذب ويغش ويأكل أموال الناس بالباطل ، بل يستطيع أن يحلف كذباً وبهتاناً ، ويحتال على الشرع أيضاً ، لذا توبوالى بارئكم فمرجعنا اليه وهناك سيكون حسابنا.
المشكلة أن ضحايا الدجل ليسوا من الأميين ، بل هم في غالبهم من المتعلمين ، حيث يلجؤون الى الخرافة عندما تضيق بهم سبل الأمل ، وما أكثر المواقف التي يشعر فيها الانسان المعاصر بانسداد أبواب الأمل ، والمفارقة العصرية هي أن أنتشار الدجل والشعوذة يتم في زمن المعرفة والعلوم ، مايدل على أن أزمة الانسان لا تحلها العلوم المجردة وحدها ، إن أزمة الانسان المعاصر تكمن في أغترابه ، ولو علم زبائن السحر الشعوذة ، أن أولئك المشعوذين يجمعون الاموال على حساب جهلهم وغفلتهم ، لربما تغيرت آراؤهم وسلوكياتهم تجاه الأمر ....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قصص الشعوب ....أسطورة أسلحة الدمار الشامل
- فحمُ كلمات ... زبانيتها إعلاميون
- دراما الحياة ... نساء بين مبخرة ومجمرة الإسلام
- ثوب ماكان ليستر ملامحها الشاحبة
- الاديان و السياسة
- كسرة من خبز عفن تشم رائحتها من عذابات الجوع الابدي
- أدب بلون القلوب ...
- وكان من الذكريات مايثقل الجفنين
- عيون ترقب الموت ....
- وجع أخير مع وطني ..........
- رؤى وهواجس في بلدي ...
- مكامن الذات و طعم السنار
- عصر المرأة العراقية ...
- شرفات أيامي ....
- أيات الصد والهجران ...
- عرس الخلود ...
- جراح من عباب المحنة ...
- أوراق بين الرصاص ...
- أين هي التفاحة ؟
- فقدان الاخلاق والمبادىء


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - مرآة الوهم وأزمة الانسان واغترابهُ....