أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (14) استعباد القلب















المزيد.....

الزمن الرديء (14) استعباد القلب


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


المشهد الرابع عشر
( يدخل والد ووالدة سلام بينما تجلس سلام في غرفتها تكتب خلف طاولتها)
والدها (متجهما) : ماذا تفعلين؟ .
سلام (تبتسم): أكتب مقالاً للجريدة , سأقرأه لك بعد الانتهاء من كتابته .
والدتها ( بحدة): أجيبي على سؤال والدك ولا تتهربي .
سلام (باضطراب): لكنني أجبت على السؤال الذي سأل .
والدها : يبدو أنك غارقة فعلاً في عقد اللقاءات الجانبية من وراء ظهري , لهذا السبب أصبح استيعابك لنا ضعيفاً , أين كنتِ اليوم ؟.
سلام (بارتباك) : أين كنت ؟ كنت في الجريدة , وأين سأكون في غير الجريدة؟.
والدتها : سألتي هذا السؤال لنفسكِ فأجيبي عنه .
سلام : قلتُ لكما بأني كنت في الجريدة ولا أضيف حرفاً واحداً على ما قلت , ما بكما
لا تصدقاني ؟.
والدها (بهدوء): أجدك مضطربة على غير عادتك , ما السر في ذلك ؟.
سلام : لست مضطربة, إن بدا عليّ الاضطراب فهو بسبب أسئلتكم المحيرة .
والدها (غاضباً): مع مَن كنتِ اليوم ؟.
سلام (بحدة): فعلها النذل .
والدتها : ماذا قلت ؟.
سلام : أبداً لم أقل شيئاً , إنها زلة لسان .
والدها : أجيبي ولا تتهربي .
سلام ( بنزق شديد): يا الهي على ماذا سأجيب ؟ تعاملاني وكأنني
ارتكبت إثماً لا أراه .
والدتها : إثمك أكبر من أي إثم آخر .
والدها ( يتأفف بغضب): مع من كنتِ تجلسين اليوم في الكافتيريا ؟.
سلام : مبدأي في الحياة الصراحة ثم الصراحة , حياتي كلها قائمة على الصراحة .
والدتها : لا تناوري معنا , نعرف الحقيقة ونريد سماعها منك يا أم الصراحة .
سلام ( تقف واثقة) : كنت في الكافتيريا مع زميلي في العمل الأستاذ مالك , ولم ارتكب إثماً كما تظنان .
والدها (يومئ برأسه): صدقنا أنه زميلك في العمل , لكن ماذا كنت تفعلين
معه في الكافتيريا ؟.
سلام : بحثت معه بعض الأمور المتعلقة بعملنا في الجريدة.
والدها ( بانفعال): ألا يوجد مكان في الجريدة للبحث , هل ضاقت بكما ؟.
سلام : طوال حياتكما وثقتكما بي لا حدود لها , أرجو استمرارها وألا يساء فهمها .
والدتها : ما فعلتيه اليوم لم يترك للثقة مكان بيننا .
سلام : مثلما تعرفان حقيقة اللقاء , فأنا أعرف أيضاً المصدر السيئ الذي نقله لكما , وهو تعمد الإساءة لضرب الثقة بيننا .
والدها (يضرب بيده على رأسه): ليتني لم أعرف بلقائك المشؤوم , لظل بالي مرتاحاً , لكن ما موقفي الآن أمام أقاربك ؟ ماذا سأقول لهم إذا سألوني عن هذا اللقاء المشؤوم ؟.
سلام : لا تقل شيئاً سيقدرون بأنفسهم أن الموضوع بسيط .
والدتها (تلوح بيدها ): هيهات , أن يحسنوا التقدير , سيرتنا ستلوك بها ألسنتهم بمناسبة أو بغير مناسبة .
والدها ( يشهر يده بوجه سلام ): ذنبك لا يغتفر , أمامك واحد من اثنين , إما أن تتزوجي ابن عمتك عماد الذي سبق وطلب يدك مني لأكثر من مرة , أو تتركي العمل في الجريدة.
سلام (بانفعال شديد): لن أتزوج النذل الذي وشوش لكما بخسة لو لم يبق في الدنيا رجل سواه , ولا يمكنني ترك العمل في الجريدة .
والدها ( يصفعها على وجهها ) : تتطاولين علي بكل دناءة واحتقار يا سافلة , بعد فعلتك السوداء التي جلبت لنا العار , من الآن فصاعداً لن أدعك تذهبين إلى الجريدة .
والدتها ( تحضن سلام ) : هداك الله, أهكذا تخاطبين والدك ؟.
والدها (بحدة) : اسمعيني جيداً , إذا حاولت الخروج من غرفتك سأنزل سقفها على رأسك . (يخرج)
سلام (تجهش بالبكاء) : يعاملني بوحشية وكأنني جاريته ولست ابنته .
والدتها : لا تقولي هذا بحق والدك , ساعة غضب وتزول .
( يقرع باب المنزل تذهب والدتها لتفتح )
هلا : مساء الخير .
والدة سلام ( عابسة) : أهلاً بك , سلام تنتظرك بغرفتها .
هلا (تحضن سلام ) : سلام ما بك ؟ لماذا تبكي؟.
سلام (تنشج) : لقد ضاع مستقبلي يا هلا .
هلا (تجلس) : شغلتي بالي , بالله عليك , أفضي ما بداخلك , كأنك غير سلام التي أعرفها .
سلام : هل تذكرين الفنان مالك الذي صدفتيه معي بالجريدة ؟.
هلا : نعم تذكرته ما به ؟.
سلام : التقيت معه اليوم خارج الجريدة , فعلم والدي بلقائنا من خلال ابن عمتي الكريه الذي كان يراقبني ذهاباً وإياباً .
هلا : وماذا كانت ردة فعل والدك ؟ لا تقولي إنه ...
سلام : نعم , إنه ضربني كما يضرب السيد عبده الذليل , وفوق ذلك منعني من الذهاب إلى الجريدة.
هلا (تقف غاضبة): إلى متى سنبقى نعامل كالجواري ؟ نُضرب ونُسجن ونُمنع من العمل كلما ثارت ثائرة ولاة أمرنا لأعرافٍ بالية لا تمت لواقعنا الحي بصلة .
سلام : أوصيك أن تخبري مالك , ما حصل معي بالتفصيل .
هلا : ولماذا لا تفعلين ذلك بنفسك ؟ .
سلام (تمشي في أرجاء الغرفة وتتأمل في جدرانها ): لقد حكم عليّ والدي بعدم الخروج من البيت وهددني بالشر المستطير إذا خالفت حكمه .
هلا : أعدكِ بأني سأخبره , لكن عديني أولاً أن لا تبقي على هذه الحالة السيئة .
سلام : أشعر أن الدنيا بدأت تضيق بي داخل هذه الغرفة , وأن همومها تدور في رأسي دون توقف .
هلا : كربتك هي كربتي , فقط أصبري , فالصبر مفتاح الفرج .
سلام ( تجثو على ركبتيها مطرقة برأسها ): كيف أصبر وحياتي انقلبت إلى جحيم أسود .
هلا : تأكدي أن والدك سيصالحك ويسامحك قريباً , الظفر لا يخرج من اللحم .
سلام ( بأسى): أنت كمن يضرب الماء فلا يجد سوى الماء , ولا يحصل على مبتغاه الذي دفعه لضرب الماء , والدي وأعرفه جيداً , عندما يخرج عن طوره , لا يقيم وزناً لأحد , بما في ذلك علاقتي الخاصة به كابنته الوحيدة .
هلا : وكأن عيناً حاسدة أصابتك فرمتك في واد سحيق لا مخرج منه .
سلام (تقف محتدة): إنها عين ابن عمتي الحاقدة الذي شعرت أنه يراقبني خطوة بخطوة.
هلا : وماذا يريد هذا الأبله منك ؟.
سلام : يريد إفساد سعادتي انتقاماً لرفضي المتكرر بالزواج منه , وأراه أفسدها .
هلا ( تربت على كتفها): لا احتمل تعاستك الدائمة , اطلبي ما تشائين وستجديني طوع بنانك .
سلام ( تضع يدها على وجنتيها): حياتي كلها تعاسة بتعاسة , أجد بلاءها مكتوب أمامي بالخط العريض .
هلا : سأدعك تنامين قليلاً , وأعدك بأني سأبقى إلى جانبك في محنتك هذه.
سلام : قبل أن تذهبي لا تنسي ما أوصيتك إياه بشأن مالك .
هلا : اطمئني , لن أنسى , وداعا.(تخرج)



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ينزع (صليبه)!
- سيادة العراق أم سيادة العمائم؟
- الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة
- السباق بين الأصولية والحداثة
- الزمن الرديء (12) حدود العاطفة
- السلام مدخل التغيير في سورية
- الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية
- الزمن الرديء (10) اختلاف وائتلاف
- فداء حوراني .. الحسناء التي رفعت سترها !!
- الزمن الرديء (9) البحث عن الوفاء
- مَن يهرب أولاً : أولمرت أم الأسد ؟
- الزمن الرديء (8) عمى البصيرة
- على ماذا يراهن الأسد؟
- الزمن الرديء (7) بحر الأحزان
- ثائر ... بس ناشف !!
- الزمن الرديء (6) فلسفة الحب
- الزمن الرديء (5) الفن وصور العنف
- هل أبصر اللبنانيون على الحوار ؟
- الزمن الرديء (5) عندما يساء فهم الصورة
- خدام معارضاً حقيقياً


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (14) استعباد القلب