أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (12) حدود العاطفة















المزيد.....

الزمن الرديء (12) حدود العاطفة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني عشر
( في الكافتيريا )
(تجلس سلام على إحدى الطاولات , يدخل مالك)
مالك : مساء الخير.
سلام : مساء النور , لماذا تأخرت ؟ .
مالك : اعذريني على التأخير كله بسبب الجريدة.
سلام : هذا يعني أنك بذلت اليوم جهدا مضاعفا في عملك .
مالك (عابساً): لم أبذل شيئاً سوى الغوص في قعر الخلافات العقيمة
مع أسرة الجريدة.
سلام : ويحك ! أراك عابساً , هل حصل خلاف أو سوء تفاهم بينك وبين أحدهم ؟.
مالك: بل خلافات لا تنتهي بسبب أو بدونه .
سلام: أخبرني , ماذا في الأمر ؟ أثرت فضولي .
مالك : ولو أن الأمر لا يستحق باعتقادي إثارة الزوابع الحادة بيني وبين السيد جمال وعمران , لكن ما وسعك فعله مع عقول غاية في التحجر والتصلب لا تسمح لذاتها بالاستماع لوجهة نظر الآخر .
سلام : في الأمر علة , وعلة الخلاف بحسب ظني رسوماتك , أليس كذلك ؟.
مالك (يعطيها الكاريكاتير) : ظنك في مكانه , هذا هو سبب الخلاف .
سلام (ضاحكةً): لعمري أنك فنان ماهر تقرأ الواقع بما هو عليه , لا كما تريده أنت أو من يعمل على توجيهك .
مالك (بحدة): أرجو أن تقولي هذا للسيد جمال وعمران , عسى أن يفهموا منك ما عجزوا فهمه مني .
سلام : المشكلة في الأستاذ عمران أنه يريد تسييس الأمور كما يشاء , بغض النظر عن صوابيتها أو عدمه , وهذه المشكلة نعاني منها جميعاً ولا نستطيع إزاءها تحريك أي ساكن .
مالك : تصوري أنه اتهمني بتحقير الشخصية الخليجية والطعن بالهوية العربية , ألهذا الحد تفكيره لا يقبل بالرأي الآخر؟.
(يحضر النادل)
النادل: أهلاً وسهلاً تشرفنا بحضوركما, هل ثمة ما تطلبونه ؟.
سلام : لقد سئمت من المشروبات الساخنة , ما رأيك بالبوظة المثلجة ؟.
مالك (يومئ برأسه): هي أحسن ماينعش القلب في هذا الجو الحار.
سلام : أحضر لنا البوظة من فضلك .
النادل : حاضر . ( يخرج)
سلام : بما أنك تعمل في الصحافة العربية يفترض أن تغمض عينيك عما حولك وتفتح أذنك جيداً لتصغي لما هو مطلوب منك .
مالك (بحدة): يستحيل أن أقبل بما قلتيه , نفسي ليست مطواعة إلا للحق والصواب , تأبى الرضوخ لغيرهما مهما اشتدت المغريات والضغوط .
سلام : وماذا بشأن الكاريكاتير ؟ هل سينشر غداً ؟.
مالك: كما ترين هو أمامك , أنقذته من الإتلاف فقط لأريكِ إياه .
(يحضر النادل البوظة)
النادل (يضع البوظة على الطاولة) : تفضلا البوظة .( يخرج)
مالك : شكراً جزيلاً.
سلام : على كل حال لا تقلق بشأن عدم نشر الكاريكاتير , سأحدث الأستاذ عمران بطريقتي التي يفهمها .
مالك: وحول ماذا ستحدثينه ؟ .
سلام : حول تضييق هوة الخلاف بينكما .
مالك: أرجو أن لا تفعلي , فأنا لا أحبُ إقحامكِ في إشكال سأعتبره هذه المرة بسيطاً , لأن كفته تميل لصالحي .
سلام : منذ أن أصغيت لأفكارك وأسلوبك في الحديث , شعرت بأنك ستقع في خلاف مع أسرة الجريدة , لا محالة.
مالك (مبتسماً): وشعورك العميق , ألا يقول بأني سأقع في خلاف معك .
سلام : لا يقول البتة , فأنت الوحيد الذي يستوعب شعوري ويفهمه , كما أفهم واستوعب شعورك .
مالك : صحيح أني خير مَن يفهم شعورك , غير أني لم أفهم التناقض الرهيب بين شخصيتك وشخصية أقرانك , سيما وأنك اعتبرت الكاريكاتير بأنه معبر وواقعي , أما غيرك اعتبره محقراً .
سلام : لا يوجد أي تناقض , فأنا ابنة مجتمعي الخليجي عاداتي لا تخرج عن عاداتهم وتقاليدهم هي تقاليدي , سواء كانت بالية أو حسنة , لكن هناك أمور في الحياة لها طابعها الخاص , لا تستطيع أي قوانين على الأرض كبحها , كتقبل الآخر على اختلاف جنسه وعرقه وحتى دينه .
مالك ( يحدق بعيني سلام ): أنت أروع فتاة صغت لها أذني فطربت لكلامها العذب الرقيق , أهيب سيدة أبصرتها عيني فعشقت صورتها الفاتنة ووقارها العظيم .
سلام (بخجل شديد) : الآن لم أعد أفهم شيئا ,هل ما قلته مصدر قلبك أم شعورك؟.
مالك ( يتنهد): وما يهم أكان من قلبي أو من شعوري , إنه من كليهما ومن كل جزء حي في جسدي وروحي .
سلام : ما قلته قبل قليل سبقتني في قول بعضه .
مالك: كنت متوقعاً ذلك بين فينة وأخرى , فعندما يسير قطار الشوق على سكته لا يستطيع أحد إيقافه .
سلام : في النهاية سيقف , إما قسراً أمام عائق يضعه الحاقدون محدثاً صداماً كبيراً معهم , أو طوعاً ليستبدل الشوق بشوق آخر أحر وأشد وهجاً.
مالك (بحدة): أرجو أن لا يعكر ما اسميتيهم بالحاقدين صفاء سعادتنا وهناءها التي شرعنا ببنائها , لو فعلوا , أقسم أن نار الشوق التي تكوي قلبنا ستحرق ظهورهم أينما كانوا .
سلام : تأكد أن الحاقدين لن يضعوا عائقاً أمامنا إلا حين يدرون ما يدور بيننا
, وكي لا يدروا ما الذي يدور في قلبنا , عاهدني على أن يبقى شوقنا خافياً عنهم .
مالك ( مبتسماً): قديماً قالوا إن أروع أنواع الشوق ما أبطنه القلب وأخفته الروح , ولأجل نقاوة شوقنا سأقطع عهداً على نفسي بألا يخرج من حضننا الدافئ , لكن لماذا كل هذا الخوف من هؤلاء الحاقدين ؟ أين هم؟.
سلام : إنهم يحومون كالذباب الأسود في كل مكان , لا يخافون بل يخيفون , يدنسون بنار حقدهم وخسة طباعهم كل مقدس , يفسدون طهارة المؤمن , ويخدشون حياء الشريف , ويلوثون شوق المحب .
مالك (بحدة): أعلمي أن دفاع الحبيب عن حبه , أشد من دفاع العسكر عن ثكناتهم , في حبه يدافع عن شرفه وعرضه وحياته , ولا يهدأ دفاعه إلا إذا تبين أن حبه مزيف كالعسل المغشوش .
سلام ( متحسرة) : لو أنك ابن هذا البلد , لتلاشى الخوف من قلبي , ولوجدتَ مَن يبارك لقاءنا ويثني عليه , أما أن تكون أجنبياً , فهذا ممنوع عليك , حتى لو كنت ملاكاً سماوياً.
مالك ( يشهر يده بوجه سلام ) : إني بشر , لساني من لسانكم ودمي من دمكم , لو أقصت الصحاري بواحاتها الواسعة والبحار بأعماقها الشاسعة ما بيننا , فإن قلب عبلة سيظل يخفق مع قلب ابن عمها عنترة .
سلام (تنظر جانباً) يا إلهي ما الذي أتى به إلى هنا؟.
مالك : ما بك ؟.
سلام (باضطراب شديد) : يا للمصيبة لقد رأني ابن عمتي عماد والشر يتطاير من مقلتيه , إنه يجلس على تلك الطاولة التي على يسارك .
مالك ( يلتفت شمالاً) : وما المشكلة في ذلك ؟.
سلام (مرتبكة): أعظم ما أخشاه أن يخبر أهلي بما رآه بسوء نية .
مالك : هدئي من روعك , لا تقلقي بشأنه .
سلام (تقف): لم أعد أطيق وجوده , هيا لنخرج من هنا .
مالك : هيا بنا .
(يخرجان)




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام مدخل التغيير في سورية
- الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية
- الزمن الرديء (10) اختلاف وائتلاف
- فداء حوراني .. الحسناء التي رفعت سترها !!
- الزمن الرديء (9) البحث عن الوفاء
- مَن يهرب أولاً : أولمرت أم الأسد ؟
- الزمن الرديء (8) عمى البصيرة
- على ماذا يراهن الأسد؟
- الزمن الرديء (7) بحر الأحزان
- ثائر ... بس ناشف !!
- الزمن الرديء (6) فلسفة الحب
- الزمن الرديء (5) الفن وصور العنف
- هل أبصر اللبنانيون على الحوار ؟
- الزمن الرديء (5) عندما يساء فهم الصورة
- خدام معارضاً حقيقياً
- تأليه لبنان أم أنسنته ؟
- الزمن الرديء (4) فواجع ومواجع
- نصر الله يثأر للصدر
- الزمن الرديء (3) رفض الحقيقة
- إسرائيل خط أحمر


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الزمن الرديء (12) حدود العاطفة