صورتان

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 08:49
المحور: المجتمع المدني
    

حركة التنفس داخل رئة بعض المناطق بدأت بالانتظام وشعرت تلكم المناطق بفسحة من الحرية وهي تراقب انفصام حركة الزمن المرتبكة وتلاشيها وعودتها الى مسارها الحقيقي تلك الحركة العشوائية التي ولدتها مجموعة المليشيات هنا وهناك، والمليشيات القاعدية والتكفيرية والطائفية حالة طارئة ولدت تحت ظرف لم يكن طبيعيا والاشياء عندما تكون ولادتها تحت هذا الظرف فأنها ولادة غير حقيقية والاشياء غير الحقيقية لايمكن لها ان تصمد امام العقل في لحظات صحوته .
توهم البعض وتحت نشوة السيطرة باستخدام عامل القوة بأن حال كهذا يمكن ان يدوم متناسين ان مايبنى على القوة فأن القوة نفسها ستزيله في لحظة اخرى ، الارهابيون ، والتكفيريون، القاعديون ، والطائفيون ، كان عامل استمرارهم ليس التأييد الشعبي او التفويض الجماهيري ، بل ان ذلك ما كان ليحدث لولا ضعف جماهيري وقع تحت ضغط خطاب طائفي مضاف اليه لحظات ضعف حكومي تلك العوامل التي ازدهرت ضمن خطاب التخويف الذي استخدمه البعض لتخويفنا من بعضنا ( السني يخاف الشيعي والشيعي يخاف السني) خطاب تسلل في نفوس البعض خطأ ، ولكن كان لابد لدورة الزمن ان تعود لحقيقتها وادرك الجميع ان لاعاصم من الاخطار سوى بناء دولة القانون الحقيقية .
حركة التوترات بدأت تخفت في النفوس ومفردات الطائفية لاتجد طريقها الى الالسن والحديث عن دولة القانون هو الحديث الاهم بعيدا عن لغة الطائفة والعشيرة والخوف عليهما ، والمدن بدأت تتنفس وكانت اولهما البصرة ، فالحديث القادم من صوب البصرة يبشر بتنفس هواء نقي ، والموصل هي الاخرى على الطريق وبهاتين المدينتين على مايبدو مفتاح البداية .
بعد عمليات البصرة لم يجد الاعلام الخارجي فرصة للحديث عن حكومة طائفية كما كان يحلو له كل مرة ، حيث يجد هذا الخطاب صداه لدى البعض ممن يتصيد بالماء العكر ليخلط الاوراق بين المكونات العراقية ،
بعد تجربة خمس سنوات لابد للقناعة ان تتولد لدينا بأن الحل لابد ان يكون عراقيا دون الاستناد على العامل الخارجي الذي يستغل الفرصة كل مرة في ادعاءاته بالخوف على هذا المكون او ذاك مستخدما كل ادواته في سبيل زيادة الفجوة بيننا وامامنا الان فرصة حقيقية قد لاتتوفر كل مرة لردم الشرخ الذي حفره بيننا التكفيريون والطائفيون من الداخل والخارج في لحظة ضعفنا .
مدننا بدأ تنسج حركتها خارج بوصلة المليشيات وداخل بوصلة القانون فلا حركة منتظمة غير حركة القانون وتلك هي الحركة الطبيعية .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات