عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 09:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الملاحظة الاكثر شيوعا في حياتنا هي الرغبة في التعاطي الدائم مع لغة السلاح والرصاصة بالذات ، فنحن جميعا كنا نعتقد او كان يحدونا الامل بأن ثمان سنوات من الحرب مع ايران وحرب الخليج الثانية اضافة الى الاخيرة التي كان من نتائجها سقوط نظام صدام ، بأن يغادرنا التفكير بلغة السلاح فالمواطن في الحروب الثلاث لم يكن له الخيار في ان يحمل السلاح او لا .
ولكن هذا الامل سرعان ما تبخر وسط انتشار الرغبة في استعمال هذه اللغة وبشكل دائم ، حروب ثلاث الم تكن بكافية لان تعلمنا بأن لغة السلاح وقودها دم الناس وارواحهم ؟ الم تعلمنا لغة السلاح ان لامنتصر فيها وان كان الانتصار بمعناه العسكري قد يتحقق ؟ الم نتعلم ان في استخدامنا للغة السلاح فأن مئات الابرياء سنقحمهم معنا ويذهبون ضحايا بالرغم منهم ودون اختيارهم ؟ الم نتعلم ان لغة السلاح وان حققت لنا بعض المكاسب فأن هذه المكاسب ستكون مؤقتة وستزول حال زوال تلك القوة ؟ وهل وصلنا الى يقين ابدي ان لغة السلاح هي الطريق الاوحد للتعاطي مع العملية السياسية في العراق بالرغم من الشعار الديمقراطي الذي يرفعه الجميع ؟ كيف استطعنا ان نجد هذا التزاوج العجيب بين الديمقراطية والسلاح ؟؟ كيف يمكن ان نصدق بشعارات الرغبة في بناء دولة دستورية وسط هذا الكم الهائل من حملة السلاح ؟ كيف يمكن لنا وبهذه البساطة ان نحول صراعاتنا السياسية من لغتها الاصلية القائمة على الحوار الى لغة الرصاص حالما ينتهي الحوار ؟ وهل لغة السلاح هي الامثل لحل كل خلاف سياسي او اي خلاف اخر؟ وهل الدفاع عن المصالح الوطنية ليس له طريق غير السلاح ؟ .
طابور الاسئلة التي تحمل آلام هذا الوطن كثيرة والناس الذين يرغبون في السكينة والهدوء هم الكثرة والجمهرة الاهم ، والناس البسطاء الذين لاناقة لهم ولاجمل في كل مايحدث كثر ايضا فمن اين حصلنا على الحق في اقحام كل هؤلاء فيما نريد ؟
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟