تسييس الاشياء

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحالات الغريبة التي تحدث على الساحة العراقية تأتي ،رغم غرابتها ،منسجمة مع مجمل الوضع العام المتلاطم الاطراف لذلك ليس من المستغرب في الحالة العراقية الراهنة ان تحاول بعض الاطراف تسييس كل شيء وجعله يدخل ضمن خانة الصراع السياسي او الطائفي بما يثقل الشارع العراقي ويجعله متوترا ومشدودا اكثر مما هو عليه فترتفع حرارة الصراع السياسي الدائر بين الكتل والاطراف السياسية لابسط الاسباب وان كانت قانونية بحتة ،والقانون والقضاء نريده مستقلا بعيدا عن التدخلات الحكومية كما ندعي ، فتتعانق حرارة الوضع السياسي مع حرارة تموز لتزيد الشارع لهيبا ، من هنا تخطر في مخيلتنا الاسئلة التالية: الى متى نزيد التوتر بتوترات اخرى والتي يبقى ضحيتها الانسان العادي الذي ليس لديه ناقة او جمل في السياسة ؟ والى متى نحيل كل الاشياء الى صراع سياسي ؟ والى متى نصب الزيت على النار؟ والم ندرك بعد اربع سنوات من الصراع السياسي ومن محاولات اعادة المعادلات القديمة انها لم تعد كذلك وان مانقوم به يؤخر المسيرة ولكن لن يغيرها ؟ والى متى عندما نريد الاشياء باللون الابيض فأنها كذلك وعندما نريدها باللون الاسود فأنها كذلك ايضا , لذلك فعندما نريد من الحكومة ان لاتتدخل في القضاء بأعتباره هيئة مستقلة فعليها ان لاتتدخل وعندما نريدها ان تتدخل فواجب عليها وطبقا لرؤيتنا ومصلحتنا عليها ان تتدخل ! الى متى نتعامل بأزدواجية مع الاشياء وطبقا لمصلحة ضيقة ؟ ولماذا نرى جميع الاشياء التي لاتتلائم معنا بأنها موجهة ضدنا وعن قصد مسبق ؟ لماذا نعمل كل ما بوسعنا كي لاتستقيم الاشياء ؟ ومتى ندرك ان العراق مركب واحد فأن غرق فسنغرق معه جميعا ؟ والى متى نبقى نتستر على المخطئين لاننا ننتمي الى الفصيلة نفسها جاعلين من مصلحة العراق خلف ظهورنا ؟ الى متى نتصور انفسنا اننا فوق القانون وفوق الشبهات ؟ ولماذا نتخوف من القانون اذا كنا على يقين بأن ليس لدينا جرم او مخالفة قانونية ؟ وكيف يمكن ان نبني دولة لايمتثل قادتها للقانون ؟ وكيف يمكن ان نطلب من الاخرين ان يمتثلوا للقانون في حين يتغاضى اهل الحكم والقانون عن تنفيذه ؟ .
اسئلة كثيرة ليست هنالك اي صعوبة في الاجابة عليها لاننا جميعا ندركها وندرك عواقبها واسبابها ومسبباتها .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل