أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام الهلسه - اسرائيل:مقاربة مكثفة














المزيد.....

اسرائيل:مقاربة مكثفة


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 03:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أقدم هنا إيجازاً مكثفاً لملاحظاتي الأساسية حول إسرائيل: تأسيسها، بنيتها، دورها، مصيرها...
* إن "إسرائيل" هي أكبر عملية توظيف سياسي للدين (تديين السياسة) في العصور الحديثة، حيث وظفت الحركة الصهيونية وتنظيماتها وأحزابها، الدين كأداة لإطلاق "حركة سياسية قومية" ولاختراع "وطن" ثم أداة "لبناء الدولة" ولبناء "قومية يهودية" و"ثقافة" خاصة متميزة.
وهي حالة فريدة لا نظير لها في استخدام الدين على هذه المستويات المتعددة. فاليهود ينتمون لقوميات متعددة بتعدد أماكن وجودهم، ولا يشكلون قومية واحدة، وأوطانهم هي حيث ولدوا وعاشوا في الأقطار المختلفة، مثلهم مثل كل اتباع الديانات الأخرى. وثقافاتهم متعددة بحسب ثقافات الأمم والشعوب التي عاشوا معها على مر القرون.
ولا تصح أبداً مماثلة بعض الباحثين والمعلقين، لتجربة الحركة الصهيونية و"إسرائيل" بأية تجربة قومية، ولا بأية تجربة سياسية عبَّر فيها الدين عن "الهوية (كالتجربة الباكستانية)"، أو قدم فيها الدين راية التوحيد العقائدي للقبائل والمناطق والأقاليم (العربية السعودية).
* ينبغي قراءة وفهم قيام "إسرائيل" في سياق الظاهرة الاستعمارية- الاستيطانية الأوروبية التي ابتدأت بغزو العالم الجديد (الأميركيتين) واستراليا وإفريقيا الجنوبية والجزائر، مع التأكيد بخاصة على طابعها الإجلائي للسكان الأصليين (العرب الفلسطينيين) من وطنهم، وإحلال الغزاة المستوطنين اليهود مكانهم. وإدعائها بحقوق تاريخية حضارية قديمة في البلاد المحتلة، وأنها "الوريثة الشرعية" لليهود الذين كانوا في فلسطين و"بلاد كنعان" قبل شتاتهم الأخير على أيدي الرومان قبل ألفي سنة!!
* ما كان للحركة الصهيونية واليهود المناصرين لها –رغم كل ما ينسب لهم من دهاء وجبروت مالي وعلاقات مع القوى العظمى- أن تنجز خططها بالتوغل في فلسطين والسيطرة عليها، لولا الغزو الاستعماري لأقوى دولتين في مطلع العشرين (بريطانيا وفرنسا) للبلاد العربية واحتلالها ابتداءً من القرن التاسع عشر. وقد توج هذا الغزو باحتلال المشرق العربي في الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، وتقسيم ولاياتها العربية بين المنتصرين من خلال اتفاقيتي "سايكس-بيكو" و"سان ريمو" التي وضعت فلسطين تحت الوصاية والانتداب البريطاني الذي قام بتقديمها كـ"وطن قومي لليهود".
* وكما هو معروف نجح الاستعمار الاستيطاني في البلاد التي تمكن فيها من جذب هجرات كبيرة جداً وسحق السكان الأصليين (الولايات المتحدة، كندا، استراليا) لكنه أخفق في "جنوب افريقيا" وهزم في "الجزائر".
في الحالة الفلسطينية، نستطيع القول ان الحركة الصهيونية وإسرائيل حققتا حتى الآن "نصف نجاح" تمثل بالسيطرة على كل أرض فلسطين، وإقامة دولة، وجذب قسم من يهود العالم (أقل من 40% منهم) وتهجير وإجلاء قسم مهم من السكان الأصليين (العرب الفلسطينيين)... لكنها أخفقت في تهجير الباقين في أرض فلسطين (أكثر من أربعة ملايين) وفي اخضاعهم نهائياً لإرادتها. وتثير رعبها نسبة التوالد العالية لدى عرب فلسطين ومقاومتهم المتواصلة لها وتمسكهم بهويتهم.
* وبالنظر لنشأتها وارتباطاتها بالدول الاستعمارية الإمبريالية، تميزت "إسرائيل" بوظيفة عدوانية تتولى مهام قمع التطلعات العربية التحررية النهضوية، مما طبع مجتمعها ودولتها بطابع أمني- عسكري يقوم فيه الجيش بالدور المقرر الحاسم، وهو ما يفسر حساسيتها البالغة إزاء أقل انتكاسة عسكرية في مواجهة العرب.
* رغم تفوقها الظاهر الذي بلغ قمته في حرب حزيران 1967م، (وتراجع بعدها وإن ببطء)، فإن "إسرائيل" تعاني من مواضع ضعف بيّنة نذكر أهمها:
o كونها جسماً غريباً معادياً لمحيطه العربي الذي سبق له وأن هزم المستوطنين الفرنجة (الصليبيين) من قبل، وهزم جميع المستعمرين في القرن العشرين، وإنها آخر استعمار قديم باقٍ.
o ضعف الحامل البشري اليهودي القادر على القيام بالمهام وتحمل أعباء الصراع المديد.
o ضيق المدى الجغرافي لإسرائيل (فلسطين المحتلة) وافتقادها لأي عمق يمكنها من المناورة واستيعاب الهجمات العربية، مما يحيل أي اشتباك حدودي معها إلى العمق مباشرة (تهديد مدنها ومنشآتها الرئيسية) وهو ما لاحظناه مؤخراً خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين، وحرب تموز 2006م مع لبنان.
o اعتمادها شبه الكامل على الدعم الخارجي في كل المجالات: العسكرية، الأمنية، الاقتصادية، المالية، العلمية، الدبلوماسية...الخ. وهو وضع يمكن أن يتغير أو يتم تعطيل فعاليته من خلال خوض صراع استنزاف طويل معها.
o تركيبها البشري كدولة متعددة القوميات والثقافات وهو ما يضعف روابط التضامن الضرورية في أوقات الأزمات خاصة. وقد نتذكر هنا الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" بعد حرب تشرين- أكتوبر 1973م.
كل ما سبق يشير إلى المصير الذي ينتظر "إسرائيل"، ويفسر لماذا تنظر نخبها وجمهورها إلى كل معركة مع العرب على أنها معركة "وجود" عليها أن تحشد لها كل قواها ومؤازرة حلفائها.

فإذا كان العرب -بما لديهم من مخزون وطاقات روحية وبشرية وجغرافية- قادرين على تحمل الخسائر والهزائم والنهوض من جديد، فإنه يصعب على "إسرائيل" أن تحتمل هزيمة كبيرة من شأنها أن تكون إيذاناً بتداعيها اللاحق، كما تحدث مرة مؤسسها "ديفيد بن غوريون".

لكن هذا كله رهن بصمود ونهوض العرب وتحررهم من التبعية، وبالتأكيد: باستمرار مقاومتهم.



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دير ياسين:سيحضر الضحايا.. وتستعاد التفاصيل...
- عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير
- جدل في اميركا...اماطة اللثام
- يوم الارض...خاتمة..وفاتحة
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام الهلسه - اسرائيل:مقاربة مكثفة