أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدى بندق - ماذا أحجم حزب الله عن إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان؟















المزيد.....

ماذا أحجم حزب الله عن إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان؟


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالتأكيد أن الذي منع الحزب الفاشي عن ذلك ليس التعفف أو الترفع أو الأريحية .. فمثل هذه الكلمات لا وجود لها في مضبطة العمل السياسي . لكن المانع (الذي ليس خيرا ً بالضرورة ) إنما كان تحسب الحزب لردود الأفعال المحمومة وقتها ، والتي ما لبثت حتى صارت جارية الآن ، كالسيول في الصحارى - علي ساحة السياسة العالمية.

بداية ُ فصل الأمطار " الصيفي " تمثلت في نجاح الوساطة التركية ، بإيعاز من أمريكا طبعا – في إطلاق صفارة بدء المفاوضات بين إسرائيل وسوريا لإعادة الجولان علي أرضية سحب سوريا بعيدا عن محور إيران- حزب الله ، ومامن شك في أن سوريا حين ترى جولانـ... ها الحبيبة عائدة إلى صدرها بعد طول غياب لابد وأن تلوح بيدها لكسري طهران قائلة : Good bye Sir

وإذا كانت سوريا مستعدة – كما أعلنت بالفعل – لتقديم ثمن الأرض سلاما مع إسرائيل فلا غرو أن تقول أيضا لفتاها الفلسطيني حماس : سامحني يا بنى فأرضي أولي بالرعاية من أرضك . وشئ شبيه بهذا سوف يسمعه منها حزب الله الذي سيبتلع إعلاناته السابقة عن استعداده لتحرير فلسطين بسلاح المقاومة ، وهو الذي عجز عن تحرير شبعا ، وبعد أن تأكد أنه فقد مصداقيته لدى لمواطنيه اللبنانيين للأبد لحظة أن حنث بقسمه ألا يستخدم سلاحه ضدهم مهما تكن الأسباب والمبررات . الآن عرف نصر الله أن اللبنانيين عرفوا أن هذا السلاح موجه إليهم كلما اشتجر الفرقاء السياسيون حول مسألة أية سياسية . وهذه المعرفة المزدوجة ، لاريب تمت صياغتها بهيئة رسالة مشفرة للفلسطينيين فحواها أن ليس لكم غير أبي مازن مفاوضا ً لإسرائيل علي طاولة السلام " الأمريكي " لا علي أرض المقاومة المسلحة الإسلامية .
المثلث الذي ينسحب الآن ضلعه ( سوريا ) المقابل لزاويته القائمة ( إيران ) تاركا ً ضلعيه الآخرين : حزب الله وحماس ، لا يمكن أن يسمي بعد ُ مثلثا ً . فإلي أي إحداثية سوف تستند إليها تلك الزاوية القائمة الإيرانية ؟ نفسها ولا شئ إلا نفسها .

من هنا جاءت هرولة إيران بإعادة تقديم ما تسميه " الصفقة الكبرى " المتضمنة - بشكل التفافي خجول الاعتراف بإسرائيل ، واستعدادها – إيران أعني - لمحاربة تنظيم القاعدة " الإرهابي " لحساب أمريكا " الديمقراطية " ! بعد أن استبانت الدولة الفارسية الإسلامية أن روسيا غير مستعدة ، كما أوضح صمويل هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات ، لدخول الحرب بجانبها ( ومن باب أولى الصين ) حال وقوع هجوم أمريكي أو إسرائيلي علي منشآتها النووية ، تلك التي لو دمرت لسقط نظام الحكم فيها دون مراء .
وعليه فإن الحسابات التي أجراها الإصلاحيون البراجماتيون الجدد ( أمثال حسين جعفري نائب رئيس مجلس الأمن القومي ، وحسين شريعتمداري الناطق بلسان مرشد الثورة خامئني ) برهنت علي عدم واقعية الخط الراديكالى لصاحبه " الشاعر" أحمد نجادى ، من حيث فشله في تهويش الغرب أو استقطاب الشعوب العربية( ومعظمها من السنة ) لتكون عمقا ً استراتيجيا ً للثورة الملالية " الفارسية المحتوى والإسلامية العنوان" ناهيك عن ظهور أية بادرة تنبئ بقدرة هذه الشعوب علي إسقاط أنظمتها الحالية لحساب تنظيمات دينية فاشية ، حتى وإن كانت سنية في البداية ،
هكذا كان يحلم الشاعر أحمد واضعا ً معارضات الخبير هاشمي رافسنجاني تحت قدميه ودبر أذنيه ، إلي أن أفاق علي حقيقة الازورار العربي عن مشروعه الخيالي الغامض ، ولعله الآن يخبط كفا بكف مندهشا ً من هؤلاء العرب الذين لا يحبون كلمة الثورة ! بيد أن الرجل لايريد أن يفهم لماذا تستمر الأوضاع السياسية في العالم العربي دون تغيير.. فالرجل – كما قلنا – شاعر وليس عالم اجتماع دارس لعلاقة البناء التحتى بالبنية الفوقية .. وببساطة أكثر فالتغيير لا يحدث في وقتنا الراهن ليس لأن الشعوب العربية تحيا في ظل أنظمة ديمقراطية تستحق أن ُيدافع عنها بالضد علي الفاشية المتوقعة ، بل لأن هذه الشعوب غير مستعدة لنضال هدفه استبدال عفريت لا تعرفه بالعفريت الذي طالما ألفته !
الحسابات الدقيقة أثبتت إذن أن النموذج الثوروى الشيعي غير قادر على اختراق الدرع السنية الصُلبة في المنطقة العربية( والمزودة بمسامير الثبات التاريخي والإيديولوجي ) وهذا الفهم – الذي جاء متأخرا ً – لاغرو يطامن من غطرسة القوة التي عاش بها النظام الإيراني منذ رأى الحائط َ" الفولاذيَّ " العربي يهوي فوق رأس صانعه بالوكالة الأمريكية والخليجية و المسمى كوديا ً : صدام حسين .

والحسابات الدقيقة ، مرة أخرى أكدت أن ثمة مكاسب لا يستهان بها سوف تحصّلها الدولة ُ الإيرانية لو ُ قبلت
صفقتها . أولها استبعادها من لائحة محور الشر .. ومن ثم بقاء النظام دون تهديد من جانب الغرب ( الشيطان الأكبر؟! ) وثانيها الاطمئنان إلي مفاعلاتها النووية حتى دون إنتاج لقنابل ذرية في الوقت الحاضر ، وثالثها كسب التأييد الأمريكي لمطالبها في العراق ما دام الأمريكيون متحالفين مع شيعة العراق بالضد علي السنة فيه ، ورابعها التخلص من حزب مجاهدي خلق اليساري المعتصم بالعراق منتظرا أيةً فرصة للعودة إلى إيران يقود بها نضال العمال والفلاحين بالضد علي الطبقات الحاكمة المستغلة .

والخلاصة أن الصفقة الكبرى – بجانب كشفها طبعا ً عن الوجه الانتهازي لدولة " الثورة الإسلامية " – فلقد تبدت كحبل نجاة ألقى للغريق الأمريكي في اللحظة قبل الأخيرة ، أي اللحظة التي يفقد فيها ما تبقي من أعصابه ليجذب الجميع معه إلي القاع . هكذا قدمت إيران أوراق اعتمادها للنظام العالمي الجديد كوكيل له ثان بعد إسرائيل ، في منطقة الشرق الأوسط . . ولتكن المنافسة بينها وبين تركيا – الدولة المسلمة والتي سبقتها بالاعتراف بإسرائيل – منافسة ودية لا حربا ً ضروسا ً تأكل الأخضر واليابس .. وليدفع الصغار قيمة فاتورة " الاتفاق الودي " الجديد : حزب الله يتخلى عن سلاحه ليصبح حزبا سياسيا ً عاديا ً ، وحماس تعود إلي المدرسة الإعدادية كي تتعلم درس السياسة المعاصرة ، والقاعدة توطن نفسها في فضاءات الواقع الوهميVirtual Reality تستعيد فيه أمجاد الماضي دون قدرة على إعادة إنتاجه .

من هنا نستطيع أن نفهم كيف أحجم حزب فاشستي هو حزب الله عن قطف الثمرة المشتهاة الناضجة ( السلطة ) حين كانت دانية القطاف ، فلقد صدر قرار الشيخ حسن عن عقلية شديدة الذكاء ، تعرف كيف تقرأ الملعب قراءة حالية ومستقبلية في آن ، فما كان ممكنا ً لرجل بارع مثله أن يتخذ قرارا ً كهذا تكون نتيجته أن يجد نفسه وحزبه في موضع علامات ضرب النار هدفا ً للأصدقاء والأعداء معا ً .

وهكذا جاء قرار الحزب الفاشي بعدم الاستيلاء علي السلطة في لبنان في سياق إطار تقييمي حاذق – مثله مثل كل الأطراف - لموازين القوى العالمية والإقليمية والمحلية في لبنان والعراق وفلسطين. فلكل فريق ، سواء كان دولة أو حزبا حاكما أو معارضا ً مصالح سياسية هي بالأرجح تعبير عن مصالح اجتماعية عامة أو طبقية أو طائفية أو حتى فئوية، وهي مصالح تقوده بالضرورة إلي منا جزة هذا أو التحالف مع ذاك . وهذا في حد ذاته إثبات لتهافت لغة الاتهامات المتبادلة بيننا نحن العرب بالعمالة ، وهى لغة آن لها أن تتواري . ولعلي لا أجاوز القصد لو أشرت إلي مقالة لكاتب هذه السطور نشرت بمجلة القاهرة بتاريخ الأول من أبريل الماضي بعنوان " لماذا لا نحذف كلمة عميل من قاموسنا السياسي " والمغزى أن لكل عصر لغته ، وويل لمن يجهل لغة عصره.



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشيون قادمون إلي لبنان وغيره
- هل الفلسطينيون قادرون علي تجاوز عبثية الحياة ؟
- النقد الذاتي وسيلة المصريين لتخطي محنتهم التاريخية
- اليسار العربى في مفترق طرق
- كيف تصبح مصر دولة ثقافة ؟
- إعدام الراهب سافونا رولا : شفرة دافنشى الحقيقية
- عرض لكتاب - يساريون في عصر اليمين-
- اضمحلال أمريكا وعلم المستقبليات
- حوارات مهدى بندق -9 - مع المفكر الفلسطينى الراحل هشام شرابى
- إعلان إسرائيل دولة يهودية استدراج للمسلمين إلى الحرب
- هل الإنسان مسير أم مخير؟!
- نظام الحكم الدينى يعذب حتى المتدينين
- الجديد في كتاب المصطلحات الدرامية لمحمد عنانى
- الفرصة التاريخية لأقباط مصر
- لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!
- قصيدة : مقام الفراق
- بيروت : طائر الفينيق الذى يحترق لينهض
- تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية
- الحوار المتمدن : استجابة رائدة لتحديات العصر
- الشاعر العربى يبحر نحو المستقبل - قراءة فى شعر خالد البرادعى ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدى بندق - ماذا أحجم حزب الله عن إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان؟