أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدى بندق - لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!















المزيد.....

لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت جريدة الشرق الأوسط الدولية بعددها الصادر في لندن بتاريخ 13-12-2007 نبأ ً مفادُه أن مكتب الحرس الثوري الإيراني للتنسيق والتعبئة قد أكد صحة ما تداولته وسائط الإعلام العالمية من صدور قرار مرشد الثورة الإسلامية آية الله على خامئني بتنحية الشيخ حسن نصر الله عن قيادة الجناح العسكري لحزب الله (اللبناني؟!) وتعيين الشيخ نعيم قاسم بدلاً منه.
والعجيب أن هذا النبأ لم يقع نشره وقوع الصاعقة على رؤوس العرب؛ صحيح أن مضمونه ليس جديدًا، لكن إذاعته هكذا، تصريحاً لا تلميحاً، كان حرياً بأن يعد كابوس يقظة لا كابوس نوم.. وهو ما يعني أن لحظة الحقيقة صارت هي المرآة الوحيدة في غرفة العرب. وها هي ذي تعكس حقائق الوضع الفاجع: هاهو ذا الآن على أرض لبنان العربية، يقبع جيش تابع لدولة أجنبية، مملوك بكامله لتلك الدولة تمويلاً وتسليحاً، وبالطبع فهو خاضع لقراراتها تعيينا لقياداته أو عزلاً لها, منفذ لاستراتيجيتها في الحرب والسلام.
المؤلم هنا، أن العقل العربي لن يتمكن بعد الآن من ممارسة هوايته المفضلة في الإشاحة عن معطيات الواقع، ولن يستطيع أن يسير على رصيف خداع النفس قائلاً: ربما اليوم ما زال هو البارحة! الآن, وبعد إذاعة هذا النبأ لا غرو أن يحرم العقل العربي من مواصلة دق دفوف الأفراح احتفالاً بانتصار الشيخ نصر الله في حرب تموز 2006، حيث لا مندوحة من الالتفات الى النتائج السياسية لتلك الحرب، على قاعدة أن النصر لا يقاس بعدد قتلى العدو ولا بعدد دباباته المحطمة أو طائراته المسقطة، بل بتحقيق المطالب الاستراتيجية التي تستهدفها هذه الدولة أو تلك بإعلانها الحرب على عدو.

إرادة حزب الله وإرادة اسرائيل
سعى حزب الله إلى تحرير مزارع شبعا ، فاختطف جنديين إسرائيليين ليساوم بهما على مطلبه (المعلن) بينما، استهدفت اسرائيل بهجومها على الجنوب اللبناني إبعاد نصر الله بجيشه إلى ما وراء الليطانى، تأمينًا لحدودها الشمالية، والحاصل أن مزارع شبعا ما زالت محتلة, بينما تم ترحيل الشيخ بجنوده إلى شمال لبنان بعد أن احتلت القوات الدولية والجيش اللبناني مناطق الجنوب، لتنتهي الحرب بين الطرفين على هذا النحو المحقق للإرادة الاسرائيلية بقيمة مضافة هي تكريس جيش حزب الله عنصرًا مقاوماً للإرادة اللبنانية التي ترفض أن تكون هي الجبهة العربية الوحيدة المحاربة لإسرائيل.
وها هي نذر الحرب الأهلية تترى على أرض البنان، متمثلة في عجز القوى السياسية عن تحقيق التوافق المطلوب لسلامة الوطن، وما أزمة الرئاسة ثمة وما سبقها وما سيتلوها من قطيعة بين الأكثرية والأقلية إلا بعض تجليات الأزمة الكبرى، والتي تدور حول الهوية، واستحقاقات التوجه الاستراتيجي: الغرب أم العرب أم إيران؟! فضلاً عن مطاردة شيطان الاغتيالات المتكررة، ونشاطه شبه الثابت في قلب الحياة الديمقراطية، خاصة مع وجود حزب مدجج بالسلاح حتى أسنانه، يستدعى بدوره ميليشيات طائفية نائمة أو قادمة، علاوة على تنظيم القاعدة وفلول فتح الإسلام..... الخ
فهل كانت اسرائيل تحلم نتائج حرب افضل من هذه؟!

العرب من امريكا إلى ايران وبالعكس
السذج حسب, من يتصورون صدور تقرير الاستخبارات الامريكية الشهير (أوقفت ايران برنامجها النووي منذ عام 2003) في مواجهة الرئيس بوش, الأحرى أن نرى صدوره تعزيزاً لسياسة الرئيس الرامية إلى ترحيل ملف الحرب ضد ايران إلى ما بعد ولايته العام القادم, اكتفاء بما تم من تخويف لايران- أو ربما بموجب حسابات موضوعية - حتى تستتب الأوضاع في العراق. وفي ظل هذا التأجيل يتم احتواء الخط الراديكالي الإسلامي بانتزاع سوريا من محور ايران- حزب الله- حماس، وإتاحة الفرصة لاسرائيل كي تعصف بالسلطة الحمساوية في غزة دون اعتراض عربي جدي، بعد أن صادق العرب على استحقاقات خطة الطريق في مؤتمر أنا بوليس,، وعلى رأسها تصفية المقاومة تحت شعار محاربة الارهاب. والنتيجة أن تجد إيران نفسها في عزلة تامة، بدء من المجتمع الدولي وانتهاء بالديموجرافية الإقليمية.
وبالمقابل فلا شك أن إيران قد رحبت بانحسار شبح الحرب عنها مؤقتاً ولو بهذا الثمن الباهظ، أملاً في أن تتفرغ هي لمواصلة برنامجها النووي في سرية تامة، ودون استسلام نهائى منها لطوق الحصار السياسي الذي وضع في رقبتها إقليميًا. وفي هذا السياق قام الرئيس الإيراني أحمد نجاد بدعوة نفسه إلى مؤتمر دول الخليج، ليتحدث عن "التعاون" الضروري لدول المنطقة في مواجهة التهديدات الخارجية، ولكن دون أي تلميح إلى مشكلة جزائر طنب وأبى موسى المحتلة، ودون أي تنازل عن تسمية الخليج بالفارسي.
هذه العجرفة لا يفسرها إلا إعلان الخامئني الصريح بأن لإيران جيشًا رسميًا في لبنان ، قد يتكرر نموذجه في البحرين، فضلاً عن العراق[ المنشأ الأول لحزب الله] فهو إذن إعلان له مغزاه ، ورسالة أراد كاتبها أن يقرأها متلقوها جيدا ً ، قبل أن يتخذوا قرارهم الأخير
باستمرار تبعيتهم لأمريكا على المستوى الإستراتيجى !
هكذا تقدم إيران نفسها لعرب الخليج كبديل إقليمي قوي مواجه للسيطرة الامريكية والغربية عمومًا, تحت شعار أننا نحن وأنتم مسلمون، وأن لنا عدواً واحداً هو اليهود الذين احتلوا أرض فلسطين ذات التاريخ الاسلامي العريق، وفي القلب منها مدينة القدس التي تخص مسلمي العالم قاطبة، وليس أهل العروبة حسبُ.. فإذا كانت أمريكا تساند اسرائيل فلماذا لا نساند نحن بعضنا البعض؟!
يقينًا فإن العرب لا يخالجهم شك في أن مثل هذا الكلام ليس أكثر من غطاء أيديولوجي للأطماع الإيرانية البازغة، والراغبة حتى النخاع في استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة على حساب العرب.. ولو تحت مسمى إسلامي.
فبماذا سترد دول الخليج وهي المهددة بالدمار حال قيام حرب نووية بين ايران وأمريكا ، مادامت أراضيها مكتظة بالمصالح ( والقواعد ) الأمريكية ؟

العرب بين المطرقة والسندان
يخطئ من يتصور أن العرب يحبون أمريكا, أو يمقتون الفُـرْس، ففي عالم السياسة لا يوجد ما يسمى بالحب أو الكراهية, إنما المصالح هي مؤشر البوصلة في توجهات السياسة الدولية. وما من شك في أن الأشقاء العرب ليحلمون باليوم الذي ترفع فيه أمريكا يدها عن التدخل في شئونهم، وكذلك إيران، بيد أن الأحلام لا تصنع واقعاً.
والحاصل أن مشكلة المشاكل لدى العقل العربي ليست في عجز نخبه عن الإدراك، وإنما العجز هنا هيكلي تاريخي.تعلم النخب العربية – يقينا ً - أن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو في إبعاد المطرقة الأمريكية والسندان الإيراني معًا،ويعلمون أن هذا الحل رهين بترسيخ مبدأ القومية Principle of Nationality المبدأ الذي تقوم على أساسه سلطة سياسية موحدة، تعكس التجانس الثقافي حول مفهوم الأمة الذي أكده التاريخ, وجعل منه مفهوماً عضوياً- حسب تعبير فيلسوف التاريخ هردر- وهو مفهوم يفصل بين القومية وبين المنظومة السياسية الدينية بعناصر أولها: حق تقرير المصير, وثانيها الاعتراف بالتنوع البشري ديانات وعقائد ومصالح اقتصادية، وثالثها: سيادة الدولة المدنية. ومعلوم أنه بمقتضى هذه العناصر نشأت الدول القومية الحديثة في أوربا- معاهدة وستفاليا 1648- أما هنا فلا تزال المنظومة الدينية السياسية تضع العتلة في صندوق التروس، معطلة بذلك سير القاطرة.
كل هذا تعرفه النخب العربية جيدا ً جداً ، غير أن المعرفة النظرية وحدها لا تكفي ، إذ لابد من تقطير هذه المعرفة النظرية في عيون العمل السياسي ثلاث مرات يوميا ً على الأقل ، جنبا ً إلى جنب تدريب هذه العيون على التحديق في ضوء الشمس من دون وجل بليد.
في هذا السياق تشتد حاجة المجتمعات العربية إلى دور إيجابي للمثقفين, الذين يحثون الدولة على استكمال بنيتها القومية، بتحديث أدوات الانتاج القومي مادياً وعقلياً : صناعةً وتعليماً، وابداعاً علمياً وفكرياً متحرراً ، ويستحثون- في الوقت نفسه- التشكيلات المجتمعية على المشاركة الفاعلة في الشأن العام.
يومها فحسب لن تبقى لبنان إمارة فارسية، ولن تصبح دول الخليج ولايات أمريكية.






#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : مقام الفراق
- بيروت : طائر الفينيق الذى يحترق لينهض
- تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية
- الحوار المتمدن : استجابة رائدة لتحديات العصر
- الشاعر العربى يبحر نحو المستقبل - قراءة فى شعر خالد البرادعى ...
- المشروع الحداثى لجابر عصفور إلى أين
- وماذا بعد أن تسقط أمريكا ؟
- القصيدة في نشوء آخر .. قراءةفي شطح الغياب لمهدى بندق
- هل تقوم الحرب بين سوريا وإسرائيل ؟
- قصيدة : الخروج
- قصيدة : جاء دوري
- رشدى
- حوارات مهدى بندق 7 - مع د.وحيد عبد المجيد
- كرمة الإدانة
- قصيدة- ظل الملك
- سوسيولوجيا المسرح الشعري في مصر الحمل الكاذب والحمل المجهض
- الدكتور وحيد عبد المجي دمفهوم الليبرالية مختلف عليه وقد استخ ...
- اللبرالية الجديدة..حل مؤقت لأزمة دائمة
- المَحْلُ وما أحاط
- والعكس وما يغشى


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدى بندق - لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!