مهدى بندق
الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:41
المحور:
الادب والفن
في ذلك الصباح الشتوىِ ّ العابس
رأيته خلفي .. كتلة ً من الغبش
منعكسا ًعلى مرآة سيارتي
التي كانت قد تعطلت فجأة ًً
كعادتها
رأيته شطيرةَ َ خبز أسمر
يسيل من حوافها عسل النحل
كان يمضي نحو كوخٍٍٍِ متداع ٍ
فقلت أتبعه لأرى ماذا يفعل
مزيحا ً عني إسترابتى الموروثة
داخل الكوخ
كانت الشمس ُ نائمة ً على الأرض لا تزال
مثل طفلة يتيمة
فراح يهزها برفق أولا ً
ثم بنصف رفق
وربع رفق
وهو يدعك صُدغيها مثابرا ً
ويشد إلي خصرها النحيل حزامها البحرى ّ
وإلى قدميها حذاءها الريفى ّ
وهى تضحك من دغدغات أصابعه المدربة
لأصابعها المنكمشة
بعدها .. رأيتهما
يصعدان معا ً على درج الأفق بثبات
وهما يشيران إلى ّ مبتسمين
حينما عدت ُ إلى سيارتي
فوجئت ُ بالمحرك دائرا ً منتظما ً
مع أنني
لم أكن قد أخرجت ُ من جيبي
مفتاح َ الكونتاكت
#مهدى_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟