أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - أنا مش عارفنى --أنا مش انا














المزيد.....

أنا مش عارفنى --أنا مش انا


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تشتد المحن , وتدلهم الاحوال , ويكتسى الافق بلون اسود من قرون الخروب والزفت والقطران , وعندما تصبح الحياة مستحيلة على الفقراء , قاسية على متوسطى الحال, وعندما يتمرمط الانسان , وتتمرغ كرامته , بحثا عن الخبز , وعندما لا يكتفى مشعلوا الحرائق بالكوارث التى تحيط بنا من كل صوب , وتطل الفتن ,وتظهر علينا التفاهات , ويصبح الوطن قاب قوسين او ادنى من الاحتراق , فان من يكتوى بالنار , ينتظر دائما , فعل ما , يعدل الاحوال , او صرخة مدوية معبرة , علها تسمع من لا يسمع , او تذهب بعض الهموم عن المكلومين ولو بالتخدير او التوهان عن الواقع , ويمكن القول ان الفن كان دائما صاحب الصرخة الاولى , الفن بأنواعه , سينما , مسرح , مسلسلات , اغانى , الا ان الغناء والشعر سوف يظلان دائما هما المعبرين , الاعلى تأثيرا , والاكثر تصويرا , عن الذين تسحقهم الظروف والاحوال .
والشعب المصرى تعود دائما على من يغنى له فى لحظات الصعاب , فعلها سيد درويش , وكتبها بيرم التونسى وفؤاد حداد , و سار على الدرب نجم وامام , صحيح هناك اصوات جميلة وقلام راقية , غير ما ذكرت , فمن ينسى صلاح جاهين او عبد الحليم او الابنودى , الخ , لكنى ارى هؤلاء وغيرهم , كانوا مرتبطين , بالدولة ,اى دولة , ولو اختلفوا معها , وبالتالى فان تعبيرهم عن المقهورين كان تعبيرا ناقصا ,حتى لو كان مخلصا , لكن سيد درويش ورفاقه بيرم وفؤاد حداد , وفؤاد نجم والشيخ امام , كانوا منحازين تماما للعامة ومعبرين بالكامل عن الغالبية الشعبية التى تعانى , حتى لو تعرضوا -كمعبرين ومبدعين -لمتاعب وبلاوى السلطان .
الان ونحن فى هذا العذاب الاذلى المستمر , احوج مانكون ,لمن يعبر عنا فنيا , وخصوصا بالغناء , فلا الاخ عمرو دياب ينفع فى تخفيف الام وعذاب ارملة توفى زوجها , وترك لها كومة اطفال , بلا عائد ولا مسكن , ولا دولة تعين ,, ولاهو مفيدا فى اى شىء ان تعايرنا الاخت شيرين عبد الوهاب , باننا شربنا من نيلها , وبنلف ونتسكع فى شوارعها .
حتى الاخوة الشعراء المخلصين مثل الابنودى , ونجم, وفاروق جويدة , غيروا جلدهم , فالابنودى شفاه الله , كان قد تفرغ بعد انتهاء مرحلة النضال فى اواخر الثمانينيات , لكتابة الاغانى العاطفية التى تتحدث عن الفراق واللوعة وغدر الحبيب , اما رؤيته السياسية , فتوجها باشعاره المناوئة للاستعمار العربى العراقى لدولة الكويت ,, والاستاذ فاروق جويدة تفرغ للكتابة الصحفية ضد تسقيع الاراضى , واهمية اعداد دراسات علمية شفافة عند بيع القطاع العام , اما احمد فؤاد نجم , فقد كان هو الامل , لكنه بعد انفصاله عن المرحوم الشيخ امام , تحول تحولا غريبا , ليستمتع ويسترزق من عرض بعض اشعاره على المسارح , كما نسى اشعار النضال , وبدأ فى الظهور العلنى مقدما لبرامج شبه ثقافية وتراثية بالمعنى الشعبى , ولكن من خلال وتحت سيطرة حيتان الرأسمالية ,اصحاب الفضائيات, والاموال.
عندما تكون الاحوال من الناحية الفنية شبه مغلقة, كما اوضحنا , فلا يجد الفقراء , سوى التشبث بأى قشة فنية معبرة , ولو كانت شعبان عبد الرحيم, فاذا تراجع شعبان عبد الرحيم , ومسخت تعبيراته وتحول الى مركز لتوصيل الاغانى حسب الطلب, جاء اخرون حتى ولو كانوا يلطمون ويولولون , وهل نحن حاليا فى حال يستحق الفرفشة او التطريب ؟
احدث اغنية تجوب انحاء مصر حاليا , وتسمعها العامة والخاصة بتمعن وانسجام , سواء فى الميكروباصات , او على الموبايلات , او من خلال اجهزة الكمبيوتر , هى اغنية " انا مش عارفنى " للمطرب الشعبى عبد الباسط حمودة , وهو مطرب لا يعتمد على الكليبات ولا الفضائيات , وكان يعبر عن فئات شعبية محدودة , لكنه كان معروفا بشكل معقول ,الا انه صار حديث الساعة بعد اغنيته الجديدة التى تقول بعض ابياتها ,, انا انا انا -- انا مش عارفنى -انا تهت منى --انا مش انا -لا دى ملامحى - ولا شكلى شكلى - ولا ده انا -- بصيت لروحى فجأة - لقيتنى كبرت فجأة --تعبت من المفجأة وتاهت خطوتى -- انا مش عارفنى -الخ
هكذا وفى ظل انعدام التعبير الحقيقى فنيا عن الناس , وعما يحسون ويشعرون , فان الناس تخلق اى معبر حتى ولو كان مجرد لاطم او نائح .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيين اللينينيين - جناح ايسر المسيحية الصهيونية
- على طريق سمير جعجع - هنا القاهرة
- العمال فى مصر ؟ هل من امل فى الاصلاح او التغيير ؟
- غبطة البطريارك نصرالله صفير فى لبنان -هل من تنويرى عربى مقدا ...
- لماذا يكره المسيحيون العرب الرئيس اللبنانى اميل لحود ؟
- كارثة مدوية ,ونكبة مدمرة ونكسة وطنية جديدة فى مصر !!!
- مجدى مهنا - يكره مصر - ماذا عن المطحونين ؟
- لماذا الاسلام وحده ؟ هذه هى مقدساتكم التى لا ريب فيها ؛
- دعم الغرب لحقوق الاقليات فى الانفصال - ما هو الرد المقابل وا ...
- الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , ...
- حقك علينا يا شيكا بالا -نحن شعب مزدوج المعايير مثلنا مثل امر ...
- بين منتصر الزيات وممدوح نخلة -يا قلبى لا تحزن
- الصلاة لرب البيتزا الامريكى القذر
- ثورة اشتراكية فى السكك الحديدية المصرية
- بيشوى عريان , واحمد عبدالله --غرقا معا فى النيل --رسالة الى ...
- رسالة تحية وتضامن مع كل من - المطران عطاالله حنا -والجنرال م ...
- اين هو الاستاذ اسكندر المصرى الاصيل ؟
- بعض من اسباب انهيار القدرة على التغيير لدى القوى السياسية وا ...
- حزب الامة المصرية القبطية -تساؤلات مشروعة
- الى الملايين من جماهير مصر-الذين يشجعون ناديى الاسماعيلى وال ...


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - أنا مش عارفنى --أنا مش انا