أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن مدبولى - الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , هما الحل فى العراق














المزيد.....

الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , هما الحل فى العراق


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اذا كان ثمة ما يمكن ان نطلق عليه مسألة ايجابية , تنتج عن كوارث شديدة السلبية , فاننا نستطيع القول بان احتلال الدول والشعوب عنوة , من قبل قوة عاتية , معادية, يمكنه توليد بعض النتائج الايجابية , فاذا راجعنا ما حدث فى عراق ما بعد الاحتلال الاميركى وما خلفه من نتائج مدمرة واضحة وضوح الشمس, فاننا قد نجد بعض الايجابيات النادرة , التى خرجت من ظلمات التدمير و وتولدت بين انقاض الحرائق , اهم تلك الايجابيات كان انهاء حالة الاندماج الوطنى القسرية التى ارغمت الاقلية القومية الكردية على الانسحاق داخل الوطنية العراقية التى تغلب عليها الثقافة والحضارة والفكر القومى العربى .
لقد توصلت الثقافة الاممية خاصة بعد اندحار الفترة الاستعمارية المشئومة , الى ان حق القوميات والاقاليم فى تقرير مصيرها حق مشروع , تقره المواثيق الدولية , و وتؤكد عليه التجارب المريرة التى مرت بها الامم عبر التاريخ , وقد كان نتاج هذا الفكر القويم المستنير انذاك , انه تم احترام العديد من الرغبات القومية , فى تقرير مصيرها , سواء فى تمتعها بحكم ذاتى كامل فى اطار الدولة الواحدة , او حتى الانفصال التام وتكوين كيان منفصل مستقل, فانفصلت باكستان عن الهند , وانفصلت بنجلاديش عن باكستان , وانفصل السودان عن مصر , كذلك تعددت حالات الانفصال والتقسيم داخل القارة الافريقية, لكن الامر لم يكن بهذه البساطة فى كافة دول ومجتمعات المعمورة فثمة فكر استبدادى ظل متمسكا باهداب الماضى بحجج متنوعة , فارضا حالة القسر والارغام والدمج العنيف على العديد من القوميات والاثنيات فى المجتمعات الدولية , حتى لو اخذ ذلك القسر والارغام شكلا دستوريا او قانونيا , وكان ابرز مايمكن ان يكون مثالا لذلك هو ما كان يحدث فى العراق , او فى يوغوسلافيا السابقة -صربيا حاليا-وبالرغم من كارثية انهيار الاتحاد السوفيتى والاثر المدمر الناتج عن هذا الانهيار على العالم بأسره , فان النتائج الايجابية لتلك الكارثة , تمثلت فى حصول العديد من القوميات على استقلالها وحريتها سواء كانت تلك القوميات تابعة للاتحاد السوفيتى نفسه, او حتى كانت فى دول اخرى مستقلة مثل دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة التى انقسمت الى دولتين هما التشيك وسلوفينيا .
صحيح ان هناك بعدا دوليا غربيا له مصلحة مباشرة فى عمليات الاستقلال , او التقسيم كما يرى البعض , لكن استمرار الاوضاع القسرية بين قوميات متنوعة, كانت سوف تؤدى الى عواقب وخيمة وكارثية فى حالة عدم انهاء حالة الاندماج الوطنى القسرية فى اى مكان فى العالم , خذ على سبيل المثال الماسى المروعة التى حدثت فى اقاليم يوغوسلافيا السابقة والبلقان , وايضا ماحدث من مذابح يندى لها الجبين فى بوروندى ورواندا والكونغو بين الاقليات العرقية المتنوعة, خاصة بين قبائل وقوميات الهوتو والتوتسى, وكما حدث فى جنوب السودان , وصحراء المغرب , وتيمور الشرقية.
لكن السؤال البسيط بعد كل هذه الامثلة هو هل كل مجموعة وطنية تطلب الانفصال يحق لها ذلك ؟ ان المجتمع الدولى وشعوب العالم والمواثيق الدولية توصلت منذ امد بعيد الى ان الحق فى تقرير المصير لمجتمع ما او اى مجموعة وطنية فى بلد معين لها شروط يتعين توافرها, اهمها ان تكون هذه المجموعة الوطنية او القومية, تختلف اختلافا جذريا واضحا, عن المجموعة الام التى يتكون منها وطن ما , بمعنى ان تكون لديها قومية مغايرة , وثقافة مستقلة , ولغة منفردة , وتقيم وتتجمع داخل اقليم محدد واضح التميز من الناحية الجغرافية , فاذا طبقنا هذه المفاهيم على العراق الشقيق , فلا يحق الاستقلال الوطنى الا للاقلية الكردية, ويمكن لمثقفيها وسياسييها ان يحددوا بعد ذلك المصلحة الوطنية الخاصة بهم سواء فى الاستمرارية فى الانفصال , او تغليب المصلحة الوطنية التاريخية بالاستمرار فى منظومة اتحادية فيدرالية كما يرى البعض , تكون فيها حكومة مستقلة ذاتية للاخوة الاكراد , تعمل فى اطار السيادة لدولة العراق الكبرى.
اما ماورد فى خرائط وتهويمات الكونجرس الاميركى عن تقسيم ثلاثة كيانات , فى اتحاد فيدرالي مزعوم فما نظنه الا تكريس للطائفية والخراب الناتج عنها, فالامة او الدولة كما رأينا لا تقوم على اختلاف المذاهب الدينية , والسنة والشيعة فى العراق هم ابناء امة واحدة وعرقية واحدة ولغتهم الوطنية لغة واحدة ويجمعهم اقليم واحد تتشابك فيه وتتداخل العشائر والعائلات , ان الانفصال او الاستقلال او حتى الحكم الذاتى لمجموعة ما لا يتم الا اعتمادا على ثوابت وتمايزات لا تتغير , بينما المذاهب الدينية يمكنها ان تتغير بين عشية وضحاها .
ان الاعتماد على الاختلاف المذهبى او التمايز الدينى كأساس وحيد لبناء او طلب استقلال او تقسيم يعتبر جريمة , تحرص عليها وتتبناها قوى مخربة تريد استمرار الدمار والفتن فى العراق والمنطقة العربية بأسرها , كما يحاول البعض ان يؤسس لما يسمى بدولة قبطية مسيحية فى مصر تناغما مع هذا المخطط اللعين مخطط التقسيمات الطائفية المتناحرة , بالرغم من ان المصريين جميعا من اصول عرقية واحدة ولغتهم واحدة ويتعايشون متجاورون فى كافة اقاليم ومحافظات وادى النيل دون انفصال جغرافى , او تمايز عرقى او لغوى ,ووصل الامر ببعض المخربين ان وضع علما قبطيا لدولته المزعومة الاسطورية, ولكن مع كل ذلك فان غالبية الشعب المصرى ترفض تماما هذا المخطط التخريبى وتتصدى له بتيقظ وحرص ودأب . وهذا ما نتمناه للعراق العظيم صاحب الحضارة والتاريخ المشترك ,العراق المستنير الرافض لعوامل التخلف والجهل الراغبة فى تدميره .
ان المطلوب فى العراق خاصة بين الشيعة والسنة هو سيادة التسامح المذهبى والاحتراس من الذين يؤججون ويشعلون نيران الفتنة الكاذبة , التى لا تعتمد الا على اكاذيب وترهات لا اساس لها تفرق وتبدد المصلحة الوطنية , العراق الحر المرتبط فى اتحاد فيدرالى مع كردستان هو الحل .






#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقك علينا يا شيكا بالا -نحن شعب مزدوج المعايير مثلنا مثل امر ...
- بين منتصر الزيات وممدوح نخلة -يا قلبى لا تحزن
- الصلاة لرب البيتزا الامريكى القذر
- ثورة اشتراكية فى السكك الحديدية المصرية
- بيشوى عريان , واحمد عبدالله --غرقا معا فى النيل --رسالة الى ...
- رسالة تحية وتضامن مع كل من - المطران عطاالله حنا -والجنرال م ...
- اين هو الاستاذ اسكندر المصرى الاصيل ؟
- بعض من اسباب انهيار القدرة على التغيير لدى القوى السياسية وا ...
- حزب الامة المصرية القبطية -تساؤلات مشروعة
- الى الملايين من جماهير مصر-الذين يشجعون ناديى الاسماعيلى وال ...
- الانحياز الطائفى -يجتاح اليسار القبطى المصرى
- لماذا نكره اسرائيل وامريكا -وعملائهم ايضا؟
- مايكل منير -ورضاع الصغير والكبير
- الانفجارات القادمة فى مصر العربية
- بعض الممارسات -الكنسية -والقبطية-التى تهدد الوحدة الوطنية فى ...
- الحل الواقعى الوحيد امام الفلسطينيين -ارفعوا راية بيضاء عليه ...
- هل تحتاج مصر--بناء كنائس جديدة--او اضافة مساجد عديدة ؟
- لن يخرج-جورباتشوف جديد--نحن فى انتظار هتلر العربى
- الحوار المتمدن-بين دونية وفاء سلطان-- وطائفية وتعصب وجهل فاي ...
- ما هو الفارق -بين احداث محافظة صعدة اليمنية-وبين اضطهاد الاق ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن مدبولى - الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , هما الحل فى العراق