أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا -8- سيرة














المزيد.....

البسيط والهيئة العليا -8- سيرة


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


وجدت نفسي في الجزيرة الخضراء . قررت دخول الصخرة لكنني تراجعت في الحال عندما تحسست ما بجيبي من نقود . لم تكن كافية لتسديد المأوى لمدة أسبوع.
ففضلت المكوث حيث يمكن لي أن أتدبر أمري لمدة يومين أو ثلاثة . قصدت مطعما رديئا صاحبه أمازيغي أطلقوا عليه لقب ( بوشلاغم ) لأن شواربه تكاد تغطي فمه وجزءا من أنفه. ما أن دخلت وأخذت مكاني بإحدى الغرف حتى سمعت نداءا بإسمي . إلتفت إنه (علال من جديد ) لا بأس فأنا أيضا محتاج إلى رفيق. شربنا الحريرة
قم كل واحد منا بتسديد وجبته الرديئة ثم خرجنا للشارع الفسيح . لم يكن لنا إتجاه محدد. دخلنا حانة وجدنا بها أشخاصا مغاربة ينوون السفر نحو هولاندا . وما أن لعبت الخمرة الرخيصة برؤوسنا حتى نشب صراع بين( علال) وأحدهم
تدخلت فورا من أجل فض النزاع. توجهت أنا وعلال نحو أحد فنادق الدرجة الأخيرة وحجزنا فراشين ونمنا حتى العاشرة
من صباح الغد. طرح علي علال فكرة الإنتقال إلى العاصمة مدريد . كنت خائفا من التشرد لكنني إستسلمت لمشيئة القدر.
لم يكن لدينا ما يكفي لحجز التذكرتين حتى العاصمة . فاقتصرنا على حجز تذكرتين إلى مدينة قرطبة ولما وصل القطار
تعمدنا عدم النزول وتظاهرنا بالنوم ظنا منا بأننا بهذه الطريقة يمكن وصول العاصمة دون تسديد الواجب . بينما الأمر لم
يكن كذلك . وعندما قطع القطار بضعة أميال فوجئنا بمفتش التذاكر يوقظنا من نومنا المصطنع وطلب التذكرتين وبعد
تفحصهما صاح غاضبا وبعصبية ( إن قرطبة بقيت في الخلف ) تدخل بعض مسافري المقطورة متأسفين لنا لكن الرجل
كان ذكيا فصاح في وجه المدافعين عنا ( إنني أعرف هؤلاء المغاربة ) أوقف القطار للتو بواسطة جرس خاص لمثل هذه الحالات وألقي بنا الخلاء وتابع القطار سيره.
مشينا ميلا أو ميلين مشيا على الأقدام في الأراضي المقفرة إلى أن خرجنا للطريق السيار حيث لجأنا إلى محطة بيع
البنزين هناك حيث تتوقف بعض الشاحنات للتزود بالوقود أو لتناول الوجبات وشرب القهوة . طلبنا من سائق شاحنة
مساعدتنا بنقلنا إلى العاصمة إذا كان متجها نحوها . توجس منا أول الأمر لكنه بعد ذلك وافق وسدد نيابة عنا قهوتينا
لقد كان رجلا نبيلا بحق . وفي الطريق لمح لنا بأنه تعرض للسرقة من قبل حينما نقل شخصا غريبا بشاحنته .أفهمته
بأننا لن نقدم على مثل هذا العمل وطمأنته شاكرا ومستسمحا على هذا الإزعاج. وخلال الطريق كان الرجل يتحدث
عن إسبانيا والديكتاتور فرانكو الذي كان خانقا لأنفاس الإسبان فقد كان واضحا من خلال حديثه بأن الشعب الإيبيري
يكره فرانكو كرها شديدا.
وصلنا العاصمة ونزلنا من الشاحنة بجانب محطة القطار التي كانت تسمى ( atocha ) وتمنى لنا الرجل الطيب حظا
سعيدا بعد أن صافحنا بحرارة وشكرت له هذا الجميل الذي بقي مخلدا في ذاكرتي وجعلني أحترم الإسبان وأكن لهم
إحتراما عميقا .
في نفس المحطة تعرفنا على محمود الجزائري كان شخصا واثقا من نفسه . أدخلنا إلى مطعم شعبي بعد سألنا إن كنا
جائعين فأخبرناه عن حالتنا لكن الغريب في الأمر أنه زعم عدم توفره على النقود ثم أشار علينا باتباعه وقال أنه سوف يتدبر الأمر. إنتقل بكل هدوء وثقة في النفس إلى إحدى الطاولات الشاغرة وأشار علينا بالجلوس . حضر النادل فطلب محمود وجبة غالية الثمن ترددت أنا في طلب وجبتي لكنني بارتباك شديد فضلت وجبة رخيصة وهي
عبارة عن صحن من اللوبياء بينما( علال ) طلبه كان مماثلا لطلب محمود . شرعنا في الأكل وكنت مرتجفا مذعورا
أما رفيقي فقد كان عاديا تماما . أكلت شيئا من وجبتي ثم راقبت النادل وهو يدخل بهوا يؤدي إلى المطبخ فيتسلم من
هناك وجبات الزبائن . فاغتنمت فرصة اختفائه ونهضت مرتجفا فأوقعت الكرسي – الذي أجلس عليه - أرضا فأحدث
صخبا لفت نظر الزبناء فلاحظوا إرتباكي كنت أنا قد أطلقت ساقي للريح وتبعني علال مهرولا . وبقي الجزائري
الذي لم نعرف ما حل به ولا كيف واجه هذا الموقف المخجل .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البسيط والهيئة العليا - 7 - سيرة
- لحظة ضعف
- أبو الهول
- البسيط والهيئة العليا - 6 - سيرة
- سأكتب قصيدة
- البسيط والهيئة العليا - 5 - سيرة
- اللغو
- البسيط والهيئة العليا - 4 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 3 - سيرة
- أوتار الكمنجة
- البسيط والهيئة العليا - 2 - سيرة -
- تيه ومتاهة
- للاعربية
- نفاق عل سهول المرآة
- وادي الزمن الأخير
- البسيط والهيئة العليا
- حان la esmeralda
- تيه وتفاهة
- سلوك
- حان las fuentecitas


المزيد.....




- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...
- أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت ...
- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...
- كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟
- ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق ...
- رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال ...
- طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون ...
- المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط ...
- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا -8- سيرة