أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العقائد بين حرية الاختيار وقسر الإلزام ..














المزيد.....

العقائد بين حرية الاختيار وقسر الإلزام ..


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما لاشك فيه أن أية عقيدة دينية أو سياسية تبدأ بإغراءات دعائية تزين تلك العقيدة وتبدي حسناتها فقط فكل الدعاة يعتبرون عقيدتهم خارج الخطأ وانها كاملة متكاملة وعلى من يدخل في هذه الملحمة أن يؤمن بما جاء فيها وفق نصوص التأليف والإنزال وبحيثياتها أيضاً كما فسرها اللاحقون وقد تتعدى النصوص الأصلية ، وشكلية الولوج لا تعقيد فيها وتتم بسهولة ويسر ، ومنهم يكفيه أن يرفع يده أمام القادة ليعبر عن إيمانه بتلك العقيدة وانه سيخلص لها ويتحمل عقاب الخالق في الدينية منها إذا أخل بمعتقده وكذلك يقسم بالإله العظيم أمام القادة السياسين أنه سيحترم مبادئه السياسية والله على ما يقول شهيد .. ومنهم من يقسم بشرفه فقط .. وفي الإسلام كان تلو الشهادتين كافياً لدخول الإسلام واعتباره مسلماً مجر أدائه الشهادتين ... ولكن السؤال الذي حيّر الناس عبر القرون ولا زال .. هل دخول الحمام مثل خروجه في البداية فإن الدخول في حومة المعتقد يكون اختيارياً مع مزيد من الترغيب المادي والمعنوي في بداية نشوء ذلك المعتقد ولكنه وبعد أن يترسخ ويملك زمام الأمور فالظروف الحياتية تلزم الكثير أن ينخرطوا فيه لمواجهة الواقع المفروض عليهم وإلا أضحوا خارج السرب ومنبوذين ومحاربين في واجهة مستقبل مظلم ويجري تصنيفهم في الفئات الدنيا من المجتمع وقد أورد الكاتب محمود كرم في مقاله (الموروث الديني وثقافة الخوف ) المنشور في الحوار 572007 وقد تحدث عن ثلاث مخاوف الأول خوف الفرد الدائم من النبذ ، نبذ البيئة العقائدية المجتمعية المسلمة وثقافتها الجماعية الدينية له ، ويتخذ النبذ الديني للفرد الذي يرفض التسليم والخضوع لأدبيات الموروث الديني طرقاً عدة ووسائل مختلفة ، من التجريح الشخصي له ، إلى الطعن في أخلاقه وشرفه ، وإلى عزله اجتماعياً ، علاوةً على حفلات التشنيع الإعلامية عليه تلك التي يتفنن في افتعالها والترويج لها التيار الديني بحق كل مَن لا يجد شيئاً يجبره على الرضوخ لسلطة موروثهم الديني ، ويصل النبذ الديني في بعض الأحيان إلى مستوى التصفية الجسدية والتهديد بحياته ، ولذلك يتردد الكثيرون من الدخول في غمرة الصراع مع الموروث الديني خوفاً على أنفسهم وشخصهم ومكانتهم الاجتماعية من النبذ الاجتماعي الديني المتوحش لهم ، ويحصل والحالة هذه أن يتخلى البعض عن ممارسة حقه الإنساني في النقد وحقه أيضاً في تجاوز ما لا يراه مناسباً له ، في مقابل القبول بثقافة الموروث السائدة ومسايرتها مسلكياً وثقافياً وشكلياً وشعورياً وعرفياً ،
وأما ثاني تلك المخاوف ، فهو خوف الفرد المسلم على هويته الدينية من الضياع والطمس إذا ما فكر في الخروج من هيمنة موروثه الديني ، لأنه يعتقد مؤمناً بأن موروثه الديني يعكس كينونته الذاتية والوجودية وهويته الشخصية ، ومن غير هذه الهوية يشعر بالفقد والضياع ، لأنه لا يملك سوى إرث واحد يدافع عنه ويتمترس خلفه ويتخندق فيه وهو يمثل كل رصيده في ماضيه وحاضره ومستقبله ، فهويته الدينية هي خط الدفاع الأول والأخير في تراسل تاريخه المديد
، وثالث تلك المخاوف ، خوف الفرد المسلم من عقاب الآخرة إذا ما حاول تجاوز موروثه الديني ، فثمة اعتقاد ديني جازم لديه لا يتسرب الشك إليه في أن معارضته ونقده لموروثه الديني تعني مخالفته لأوامر خالقه وسيعرضه ذلك للعقاب والعذاب الأخروي ، في حين أن خالقه يحضه على استخدام العقل في التفكير والتفكر والتبصر والتأمل ..(تم) وبرغم مرور 13 عاماً على الدعوة في مكة كانت رسالة النبي محمد مكرسة لدعوة القوم ونصحهم وتحذيرهم من يوم الحساب والهداية إلى الصراط المستقيم ولم تفرض سوى المباديء الخمسة التالية
1- الإيمان بالله ورسله
2- الصلاة
3- الزكاة ، الذي كان على هيئة عطاء تطوعي ..
4- الصيام ، الذي كان في ذلك الحين على صور صيام اليهود
5- الحج ، بمعنى زيارة مزار العرب القومي
وقد لاحظ السيوطي أنه لم تكن ثمة عقوبات إسلامية شرعية في المرحلة المكية ..لأنه لم تكن هناك بعد قوانين قد سنت .. وآيات كلها رحمة ..( الموعظة الحسنة) .. (وجادلهم بالتي هي أحسن) .. (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) .. والجزاء كان آخروياً جنة رائعة وطعام وخمر وحواري بتول أبداً وغلمان ..؟ ومع ذلك لم يتجاوز عدد المسلمين المئة .. ولكن وبعد الهجرة وبرغم الآيات المشددة ( كتب عليكم القتال) (قاتلوا الذين لايؤمنون ) ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه ) ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق ).. جاء الأجر الدنيوي بحصة المقاتل المسلم (بالغزوات) من مال وإبل وشياة ونساء ..وهذا الأخير هو من أهم الأشياء التي تهم العربي .. وكان العربي المسلم يدخل المعركة وهو قد أمّن على آخرته ان استشهد بالحور البتول ومشتقاته وحصته من أموال الغزو إن بقي حياً .. فلم يبق شيء يخسره وكان وارد الغزو الدنيوي هو الأهم لأنه ليس غيبي بل واقعي وملموس وبذلك تكاثر عدد المسلمين وقويت شوكتهم ..
وأيضاً مقابل هذا العطاء الأخروي والدنيوي بدأ ترسيخ الدولة كمؤسسة وصار الزكاء فرضاً إلزامياً وكذلك القتال وتحول الإسلام شيئاً فشيئاً من رسالة روحية صرفة إلى منظمة مقاتلة وعقابية يعتمد تقدمها على الغنائم التي تأتي بها الغزوات وعلى الدخل الذي تغله الزكاة المفروضة والشيء المهم الذي كان اختيارياً في البداية وبشرت به في السنة الأولى من الهجرة ب..( لاإكراه في الدين ) انقلب إلى إكراه وإجبار وإلزام فكان الغزاة يضعون السيف على رقبة المغزو وخياره أما الإسلام أو الجزية أو القتل .. وحذفت عملياً ( لا) من السورة وليستمر الإكراه ومن يفكر في الانسحاب سوف يرمى بتهمة الارتداد ويكفّر أو يبقى أسيراً في سجن الإلزام ولا خيار ..؟





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهورجنّ هوايتهم حرق منازل الدراويش ...؟
- القتل خنقاً وعلى الشبهة وفقاً للموروث الشرفي..؟
- عمال العالم الثالث في رقصة الغلاء والتفرقة والعيد ...؟
- العلمانية للعلمانيين ...؟
- قطع الرؤوس وبتر الأطرف والإسلام هو الحل ...؟ !
- وباء الانفجار السكاني المتمركز شرقاً ..؟
- الحجاب وخرقة القماش المقدسة ..؟
- العلمانية وواقع الصراع الطبقي ..؟
- تلبية النداء في الإسلام ...7..؟
- أيهما أخطراللغم الإسلامي المتحرك أم ألغام العالم الثابتة …؟
- العصرنة بين الطموح والواقع ..؟
- العرب ومسلل القمة الدرامي ...؟
- الشارع العربي بين الوجود و العدم
- العلمانية و مفهوم الحرية
- قد تصْدُق الأحلام أحياناً .. يتدهور الباص ويقتل 22 طالباً وا ...
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟..2
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...6...؟
- مناقشة الأمور الدينية بين الرفض والقبول ..؟
- الدكتورة وفاء سلطان تتجاوز الاتجاه المعاكس وبجدارة ...؟


المزيد.....




- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العقائد بين حرية الاختيار وقسر الإلزام ..