أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - لؤلؤة الزمان














المزيد.....

لؤلؤة الزمان


عمر حمّش

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 08:01
المحور: الادب والفن
    



روى فلان عن فلان عن فلان
عن فلا
ن
أنّ جدّ الأجداد
المتصل الكاشف
والعليم الحاذق
خطب في جلوس أمسية، فقال:
يكون على الأمّة يوم يا سادة
أسود قمطرير
فيه الناس تمسي على كمد، وتصبح على كمد
مع ضياع لؤلؤتها
الفاتنة
والدّوس بالأحذية
على شيبة ساداتها
وقال الجدّ وهو يحتدّ للعيون المحملقة:
ستتعس البلاد
وتنحر في لؤلؤة الزمان العباد
فيهرب يا قوم الزعيم من أمّه وأبيه!
ولا يسمع فيها سوى النواح
ولطم الخدود
حول جثث الأكباد
فتقدّ الثكالى عليهم الجيوب
ولا معين لهم من عندنا أو مجيب
ونحن العربان كما ترون
فرساننا اليوم في الصحاري تصول وتجول
وتعجّ بصهيلها الخيول!
وضرب الجدّ كفا في كف:
لا يجير اللؤلؤة وقتها مجير
فلا رأسا تطلّ
ولا قوسا لنسلنا يشدّ
وتهرول رؤوس الأمراء
معقولة بكوفياتها إلى الإذاعات
تصيح!
فقيل: وما الإذاعات يا جداه؟
قال: ملاذ للعويل
لكلّ من أعيته الحيلة في أمر اشتدّ
فيعلنون منها أنباء الذبح
الذي يطال رّضّع اللؤلؤة، مع الصدور المرضعات
ويقول الراوي:
فحار السامعون، وتحسروا!
وصار كلّ منهم كمن يجلس فوق ثعبان
وصدورهم تغصّ بنار بركان يثور!
ويقول الجدّ:
ويتوحش يا سادة الغزاة
فلا ذكورة تصدّهم
ولا ناموسا يردّهم
فيحرثون زرع اللؤلؤة اليانع
ويجرفون البناء السامق
ويجنون أيما جنون
فيحبسون الماء عن أهلها
ويمنعون الكهرباء!
ويغرقون اللؤلؤة في عتمة أهل الكهف
فصاحوا:
الكهرباء!
قال: هي مصابيح زمن آت
تقدح الليل فيه فتحيله نهارا
إلا ليل اللؤلؤة
فعيون سكانها ستطفأ
ونهارهم قبل ليلهم يعتم
ويصل الأمر لمنع غاز الطبخ عنهم
فيعيدونهم إلى أيام الإشعال التي فيها نحن الآن
فصاح القوم
وما الغاز سيدنا ؟
فيقول بصوت يرتجّ:
تخرجه الأعراب!
ويتنعم به اليهود قبل الأغراب!
فيصيح السامعون:
واعجباه!
فيردّ وقد احمرت عيناه، وارتجفت شفتاه:
فئة منا تقايضه برقصة في ملاهي باريس
الزاهرة
وبليلة في سرير مع شقراء ناعمة
ويحتسون بثمنه الخمر
والنبيذ
ويرشون على الحسناوات ما غلا من العطور
مبتهجين
ويقول الراوي:
احتدم رجف الحضور حول الجدّ، وأكلهم الغيظ
وأكمل الحكيم:
وعندها يعلن الغزاة جبروتهم الأخير
فيصنعون آلة شفط
تسحب من هواء اللؤلؤة الأوكسجين
فيموت نسلنا فيها ميتة رجل واحد
من الوزير إلى الغفير
وتمسي الناس فيها عصفا مأكولا
والأرض كأنّها علبة موت
هائلة
ومآذنها تراها وقت الأذان بلا صوت
كالحة!
وليس غير كلاب أهل اللؤلؤة على جثثهم نائحة
يقول الراوي:
انتفض الحضور، وتعلقوا بوجه الجدّ راجين!
لكنّه مع دمع سال، قال:
يسبح الغزاة بعدها كالنمل
ويصلون ما لم يصلوه من قبل!
فيسخط الله عندها أول ما يسخط بائعي النفط
من عربان البلاد
الرعاة قبل الرعية!
ثمّ يأتي الهلاك كل متجبر من الأغراب
وكلّ
مفرط
مارق
كان سببا في أسى اللؤلؤة
وحزنها
وخوف أهلها
وعذابهم!

[email protected]



#عمر_حمّش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صغار القصص
- العودة الى مجدل عسقلان / قصة قصيرة
- من لهيب الذاكرة المهاجرة
- علاج / قصة قصيرة جدا
- شبق / قصة قصيرة جدا
- سراج / قصة قصيرة جدا
- قصص قصيرة
- دنيا الحمير / قصة قصيرة
- عفريت الفضة / قصة قصيرة
- عودةُ كنعانَ / قصة قصيرة
- سيف عنترة
- حكاية عمران مع لوح الصفيح / قصة قصيرة
- عذراء حارتنا
- تابوت
- منْ يغلقُ النافذة ؟
- خيط القمر / قصة قصيرة
- حمامة الفتى / قصة قصيرة
- جوادٌ أبيض / قصة قصيرة
- ابن آدم/قصة قصيرة


المزيد.....




- 5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال ...
- مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو ...
- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...
- الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي علي: ترجمة الشعر إبداع يوط ...
- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - لؤلؤة الزمان