أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2















المزيد.....

احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ومن ناحية اخرى، وبينما لاتشكّل الفروق بين هويات تكوين الأفراد وعقائدهم ومواقفهم من الخلق فروقاً في برامج سياسية اقتصادية، بقدر ما هي تنوع في النداء الداعي الى ارشاد الناس والى توازنهم الشخصي والأجتماعي من الزوايا الأخلاقية والروحية . . فأن استمرار تكريس الطائفية باحزاب الطوائف و بنظام المحاصصة الطائفية في الحكم ، ادى ويؤدي الى تشويه مفاهيم وادوار المذاهب والى ان تكون الطائفية كما لو انها انتماءً اثنياً مشوّها، لأنها في الجوهر الموجود اليوم تظهر وكأنها انتماءً ساعيا الى السلطة والى تحقيق ارباح انانية من جهة، و من جهة اخرى تلعب لدى مجاميع المحرومين و الضعفاء وممن هم في محنة، وقاية للنفس و للعرض من مخاطر عقوبات التكفير . .
ويرى خبراء اجتماعيون وقانونيون متتبعون للوضع العراقي طيلة السنوات الخمس المنصرمة، ان استمرار احزاب الطوائف تحت راية القضية الطائفية دون برنامج اقتصادي واجتماعي يحقق مكتسبات ملموسة واقعية لأبناء البلاد، قد يضيف عقبة صمّاء تعيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، لأنه يمثّل تعميقاً لخلل وتناقض لم يجرِ التوقف عنده بل جرى المرور عليه . . كون ان مبدأ التداول سيتشوّه تطبيقه ان اعتمد على الأساس الطائفي بشكل اصمّ ، لمخاطر تؤدي الى العودة الى اقتصار الحكم على حكم حزب واحد وهو الحزب الذي يدّعي (1) تمثيله لطائفة الأغلبية، (لأنها اغلبيه، حتى لو كانت نسبية)، وسيحرم الحزب الذي يدّعي تمثيله الطائفة الأصغر من الحكم (لأنها اقلية دائمة ) . .
ويرى عديدون ان تزايد مخاطر ماتقدّم قد تأتي لكون ان القضية تجري في بلد لم تسقط الدكتاتورية فيه لا بثورة شعبية ولا بانقلاب عسكري داخلي يعكسان درجة نضج داخلي معيّن حقق التغيير ، ولم تقم به جهة او ائتلاف عراقي لوحده، ليحاول فرض نمط بنائه وتوجهاته هو معتمداً على قواه التغييرية، وانما سقطت بغزو خارجي في وقت كانت فيه معارضة الدكتاتورية موحدة على هدف اسقاط الدكتاتورية فقط ( وبأي ثمن بتقدير قسم منها)، الاّ انها لم تكن موحدة على ماهية البديل وتفاصيله . .
ويرى آخرون، ان المسيرة الماضية اثبتت تناقض الخطاب الطائفي مع الأهداف الوطنية المعلنة او عجزه عن هضمها و تمثّلها ( حتى بمنظوره)، من اجل تحقيق وحدة المكونات الداخلية وفق الخاصية الوطنية العراقية باطيافها، بل اضاف اليها تناقضات دموية مروّعة ادّت وتؤدي الى تفتتها المتواصل بسبب الطمع بالسلطة والثروة و السعي لتركيز العنف الممكن بيد طرف من الأطراف لتحقيق زعامته، فيما يحترق البلد، رغم جهود متنوعة مخلصة .
ان تزايد الظروف الداخلية والأقليمية والدولية الضاغطة لوضع حد للفوضى الدموية في البلاد، والذي وجد تعبيره في النجاح في توجيه ضربات موجعة للقاعدة وتجمعات للجريمة والأرهاب، والذي كشف عن تدخلات اقليمية اكثر وضوحاً، سمّاها عدد من رجال السياسة والحكم باسمائها، و بطبيعة وارتباطات (مجاميعها الخاصة) (2) . .
و اضافة الى جهود تحقق نجاحاً على طريق رأب الصدع الوطني، يتزايد شعور اوساط واسعة وخاصة الكادحة منها، بقصور الخطاب الطائفي وعجزه عن تحقيق حقوقها في حياة كريمة، و اخذت نتائج استفتاءات تجريها جهات محايدة متنوعة تعزز وجود تحول جدي عن الأحزاب الدينية الطائفية بشكل خاص، اضافة الى تصريحات و فعاليات مختلفة بنفس المعاني لعدد يتزايد من الوجوه الدينية والسياسية والأجتماعية الفاعلة في مؤسسات الحكم وخارجها، و من المنتمين للطائفتين السنية والشيعية، وهم يرون الحجم الذي يزداد هولاً وتعقيداً للمخاطر الشاخصة المؤدية الى النزيف المؤلم للدم العراقي المهدور على مذبح التناحر الطائفي الدموي و نهج احتكار السلطة والثروة والقوة بكل السبل سواء كان كان محلياً او مناطقياً او على صعيد عموم البلد، الذي تشجعه دوائر اقليمية و دولية لا تريد للعراق الأستقرار ولا تريد لأبنائه رجالاً ونساءاً العيش الكريم، لأنه يتضارب مع مصالحها !!
من جهة اخرى فان تزايد اوساط الشباب التي تؤيد الإجراءات والمواقف الوطنية الرامية الى لمّ الشمل الوطني باطيافه، بعد ان صحّتها وفتّحت اعينها دوّامات الخوف و العنف والدم و هي تعيش تحطّم آمالها النبيلة، على مسارح قتلة ولصوص محترفين و ديماغوجيين يبررون جرائمهم بأسم الطائفة التي هي براء منهم . . تزيد الأمل في نجاح الجهود المبذولة لأنعتاق السياسة عن المذاهب (3)، من اجل صيانة دماء ابناء العراق باطيافهم وحماية للمذاهب ذاتها، في مرحلة خطيرة تتطلب ذلك لأحياء التلاحم المديد لمذاهب البلاد الذي عمّده النضال من اجل التحرر و الخبز والحرية، و حقق الكثير للطبقات والفئات المسحوقة . . ومن اجل توحيد طاقات البلاد بكل اطيافها من اجل السلام، انسحاب القوات الأجنبية، وقف التدخلات والأجتياحات العسكرية وشبه العسكرية و الخاصة، سواءً في البصرة وجنوب البلاد، او في كوردستان العراق .
الأنعتاق عن المذاهب . . الذي بدونه لايمكن صيانة حقوق البلاد سواءً في الأتفاقات النفطية او في المعاهدة الأميركية ـ العراقية المنوي ابرامها ، وبالعكس من ذلك فان استمرار التمزّق تحت الراية (المقدّسة) هو الذي سيمرر كل المخططات العسكرية والنفطية، لأنعدام وجود رادع قادر على صيانة حقوق البلاد في التعامل مع الآخرين على اساس المنافع المتبادلة . . التمزّق الذي يجعل شركات استثمارية كبرى دولية وعربية وايرانية و تركية ترى، ان المنطقة يمكن ان تزدهر!! بوجود نزيف العراق ( العاجز الضائع في نزيف دماء ابنائه)، الذي اسست له حروب الدكتاتورية . . و المستمر الى الآن (4).
وترى اوساط شعبية عراقية واسعة اضافة الى اخرى في مؤسسات الحكم او خارجها، ان الظروف المدمّرة التي تمر بها البلاد والجهود الساعية لأستعادة كرامتها و رفاهها . . هي التي تفرض وقفة لابد منها بعد مرور السنوات الخمس، لألغاء المحاصصة الطائفية (5) واعتماد الكفاءة والآهلية والنزاهة والمواقف الوطنية . . التي اثبتها رجال و نساء من مختلف الأنتماءات الفكرية والسياسية، القومية، والدينية والطائفية . . من اجل تحقيق البرامج الطموحة التي تدعو لها الحكومة والتي تتوافق معها و التي يمكن ان تقترب منها قوى عراقية اوسع، للسير نحو استقرار البلاد، والتأسيس لأستقرار المنطقة . (انتهى)

8 / 5 / 2008 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقصود الأحزاب التي تنشط تحت راية المذاهب، سنية و شيعية و غيرها .
1. ان ادّعاء حزب تمثيل مذهب او طائفة ما، قد يؤدي الى استخدامه العنف على الآخرين لفرض ذلك، في ظروف كظروف العراق الآن .
2. حيث يدور تحقيق رسمي اصولي الآن عن مدى ونوعية التدخلات الأيرانية بشؤون البلاد، وفق الصحافة ووكالات الأنباء العراقية والأميركية والدولية .
3. التي قام ويقوم بها قسم منها، وقسم سار بتغيير الاّ انه مسّ الأسم و لم يمس الجوهر، فيما تواصلت و تتواصل الأنسلاخات واعادة الأصطفافات والتجمعات، فيما ازداد قسم تمسكاً بها وتثبيتاً لها .
4. راجع نشرة بي بي سي العربية ليوم 7 / 5 / 2008 " شركات عالمية تستكشف الأستثمار في العراق " .
5. التي يرى قسم منها انها ادّت ادواراً لم تخل من فائدة في ظروف البداية، ويرون ان تلك الأدوار بعد مرور السنوات الخمس لم تعد ذات فائدة، لأن المحاصصة الطائفية اخذت تشكّل اضراراً بالغة حتى على المذاهب ذاتها.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 1 من 2
- لا لتكبيل العراق بنفقات القوات الأميركية !
- في 31 آذار !
- هل هي حرب ( شيعية ) ام نفطية ام ماذا ؟
- شعبنا والأحتكارات النفطية والأسعار !
- المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 2 من 2
- المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 1 من 2
- احمدي نجاد والأجتياح التركي والأشقاء العرب !
- وداعاً ابو علي !
- الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 2 من 2
- الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 1 من 2
- دولنا والأصلاح والتجربة اللاتينية . . 2 من 2
- الضربة الكيمياوية الأولى في باليسان
- اي رقيب - من يوميات طبيب مع البيشمركةالأنصار
- دولنا العربية ومعوقات الأصلاح . . 1 من 2
- مخاطر مدمّرة للعدوان التركي ! 2 من 2
- مخاطر مدمّرة للعدوان التركي ! 1 من 2
- مخاطر التقسيم على نار (هادئة) !
- - الحوار المتمدن - والفكر المتجدد !
- معاقبة مجرمي الأنفال وقضية مسيرة البلاد !


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2