|
نونيات 10
أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 11:12
المحور:
الادب والفن
في الولادةِ ضيّعتُ الولادة وفي الطفولةِ ضيّعتُ الطفولة وفي الصبا ضيّعتُ الصبا وفي الشباب ضيّعتُ الشباب وفي الكهولةِ ضيّعتُ الكهولة وفي الموت... وجدتُ الموت! * واأسفاه فتشتُ جيوبي فلم أجد سوى دموعي حبّّات متحجرة فبكيت! * كيف اجتمعت الباءُ الضائعة والواو المتحجرة والميمُ الميتة والنونُ القاسية في حياتي فأتفقوا في حفلةٍ واحدة على أفسادِ حياتي؟ * يا حبيبتي لم يعد الحبّ ممكناً صار الموتُ هو الممكن الوحيد. * لو أعطيتُ إطلاقة واحدة وقيل لي: على مَن تطلق النار على الموتِ أم على الحبّ؟ لأجبتُ: سأطلقها على نفسي! * البارحة سفحتُ دمي في الغرفة حتّى غرقتُ ونمت. * البارحة قررتُ أن أزيل الحزن من دمي فهبط الحزن من رأسي إلى قدمي فابيضّ رأسي وضاع وسقطتْ قدمي وإلى الآن لم أجد رأسي بل لم أجد قدمي! * دمي مرتبك لأنّ قصيدتي قايضتْ دمَها بالحبّ. * يقول النحوي: سأضع النقاط على الحروف. ويقول الفيلسوف: أضع النقاط على الحروف. ويقول المغنيّ: ها أنذا أضع النقاط على الحروف. أنا الوحيد الذي قلت: سأمسح النقاط َعن الحروف لأُضيع في جنوني القادم في نونكِ التي أضاعت نقطتها في الزحامِ والثرثرةِ والخوفِ من الشوارع المظلمة. * أريد كأساً من الموتِ لا يحتجّ عليه أحد ولا يمنعه عليّ أحد ولا يرى أحد جدوى من تحريمه على قلبي الطيّب حدّ الموت. * في حاءِ حبّكِ التي وسعتْ كلّ شيء ولدتِ الباءُ بريئة ًكدمعة. * اجتمعت الحاءُ بالباءِ فكان الكون! * أعظمُ ما في الشعر انه يصيّر جنوننا الفادح حروفاً لامعنى لها! * في اللحظةِ التي قيلَ لي فيها إنكِ غادرتِ بستانَ قلبي المحطّم إلى الأبد أحرقتُ الحاءَ والباء وذرّيتُ رمادهما في دمي. * يا قلبي أعطوكَ شينَ الشيطان وبكوا حين هبطتَ عليهم من النافذة بسيفِ الحروف مفتتحا ًبالكافِ والهاءِ والياءِ والعينِ والصاد مأدبةَ الشمس. * أعجبُ لهؤلاء الناس كيف يعيشون ويموتون بهدوءٍ أسطوري دون أن يحتجّوا على حروفهم الميّتة. * دمي اصفرّ لشدّةِ الفراق وكثرةِ العياط دمي اصفرّ فاصفرّت دنياي واخضرّت حروفي. * اختارتْ حبيبتي المستنقع بدلاً من الفرات فأطلقتُ النارَ على الفرات وركضتُ مجنوناً لأرى أثرَ الرصاصة في الحروف. * حين فكّرتُ أن أرسل رسالةً إلى صباي المقتول تذكّرتُ موتَ ساعي البريد. * سقطَ الشعراءُ على دينارِ الوهم فخرجتُ اليهم وطردتهم من بابي وعدتُ لنومي. * في عريي أتعرّى وأناقش أزمنةً حبلى بالعري. * المرأةُ طيّعة كالموت. * لو لم أكن ضائعاً مثلك لما أحببتك. * النهرُ يحدّقُ في ارتباكي وارتباكي يحدّقُ في الشمس والشمسُ تحدّقُ في مايوهات الموت. * أين أجدكِ الآن في القبر أم في البحر أم في اللاعنوان؟ * عمر يتفتت وزمان يشنقُ نفسه في بستانٍ باذخ. * في حبّكِ ألقيتُ القبضَ على دمي الأسود واعدمتُ ذاكرتي البيضاءَ وقلبي الأزرق. * لكثرة ما أفكر بك شاغلاً خلايا دمي بإسطورتك صرتِ تقفين امامي فلا أرى شروقكِ ولا أتلمّس زورقك. * أيتها المقمرة دوماً بحروفي اتركي لي شيئا ًمن الحروف تعينني على بلواي. * دمي متهم بحبّك وحبّكِ متهم بموتي وموتي متهم بي وأنا متهم بالدمِ والحبِّ والموت. * يا سيدي الشاعر قلتَ كثيراً من الكلام الجميل دون جدوى فما العمل وأنتَ لابضاعة لك إلاّ الكلام! ***************** مقاطع من قصيدة طويلة www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نونيات 9
-
نونيات 8
-
نونيات 7
-
نونيات 6
-
نونيات 5
-
نونيات 4
-
نونيات 3
-
نونيات 2
-
نونيات 1
-
محاولة في الرثاء
-
محاولة في الإبصار
-
محاولة في الرصاصة
-
محاولة في الحظ
-
محاولة في الحبّ
-
محاولة في النافذة
-
محاولة في هاملت
-
محاولة في الجنون
-
محاولة في البهجة
-
محاولة في فرح النقطة
-
محاولة في القهقهة
المزيد.....
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|