أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:52
المحور:
الادب والفن
ليس غريباً أن أبتهل إلى نقطةِ الحرف
وأجلس قبالتها مذهولاً في مسرّاتها
ومجيئها من الشرقِ إلى الغرب
محملةً بالدفوف والدموع والطبول
ليس غريباً، بعد هذا، أن أبتهل إلى الهلال
وأدعوه لينقذني من نفسي.
*
ما أن تراكِ الأبجدية
حتّى تنفض عن ثيابها
النومَ والنسيانَ واللامبالاة
لتأخذ من كفّكِ شمسَ الحنان
وينبوعَ الصحو
وإناءَ الانتباه
وملعقة َالحبّ
وملحَ الطمأنينة.
*
انظري الآن يا حبيبتي
إنّ في الحرفِ لسحراً
يطوّقك فلا مهرب عنه
إلاّ إلى الضياع.
أنا أنتظرُ أن تضيعي
وتذوبي
وتمّحي
لأدفن جسدكِ البضّ في شمسٍ من الحروف.
*
واأسفاه
أنتِ فرح متكلس
وأنا جنون ينبض.
*
واأسفاه
كيف مزّقتِ – بهذه البساطة - جغرافيا الجسد؟
وألقيتِ القبض على جغرافيا الموت؟
*
ها أنذا أنتظرُ من الحروفِ أن تهبط لي
بشلالاتِ شمسكِ
وأنهارِ ربيعكِ
وجداول شوقكِ
وقطراتِ وعودكِ
وذرّاتِ اشاراتكِ
ونواةِ طمأنينتكِ
وإلى الآن فلا ملاذ لي سوى الحروف
وإلى أن أجد ملاذاً آخر
فأنني أجلسُ أمامها
كما يجلسُ المجانين أمام الأنبياء.
*
ها أنذا أقتربُ منكِ لأبتعد عنك
أصل إليكِ لأغادركِ كوميضِ البرق
فرحاً كغيمةٍ... محزوناً كبحرٍ ميت
لكنكِ في طلاسم جسدي أبداً
مرآة حبّ كبيرة تتعرّى.
*
أيّ سحر هذا؟
إنّ حرفكِ ليخلق اسمي من جديد يا حبيبتي
وأنا أضحكُ من هذا السحر
كطفلٍ يرى المطرَ أول مرّة.
*
************************
www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟