لا تتصافقوا فوق الجثث

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 08:05
المحور: الادب والفن
    

سنموت ضحكاً قبل أن تقتلونا !!!

سنضحك ولن نخلطها لتصفى
إلى الطاعنين في عشق التحدي
لن نتساوق مع بدعة القتل غيظاً
لن نترك الجهل يثأر من العلم
لا تزايدوا علي الوطن
لا تزايدوا علي الدين
لا تشككوا في الولاء
ولا تكفروا الصامدين
لا تتصافقوا فوق الجثث
فاجعة هي الوحول
صوب أي وحل ذاهبون
لن نبكي
لا مجال للبكاء أكثر
جفت دموع الأسى
جفت دموع الخوف
جفت دموع المهانة
جفت دموع الشوق للغد
لم نعد ننتظر قطارات الرحمة
وفلول الكابونات
كفا فالعمر مات
لن نحزن لذراع سقطت
فلم تلتقطوها
لا تلتقطني إن سقطت
بعد أن ضربتني بما سقط منا
الموت لا يفجعنا
الكراهية قد أوجعتنا
حزننا لا يريد مزيداًَ من الكلام
أو مزيدا من شعارات الزؤام
لن نهرب من فوق جدران الخزان
لكننا سنطرق الخزان بضحكتنا
سوف نضحك من الآن فصاعداً
لن نبكي أحد
ولن نبكي علي أحد
سنضحك هكذا .........ززز
بعد أن أنفقتم كل ما لدينا إلا الضحك
لقد حرمتمونا كل ما يضحكنا
وأعلنتم موسم البكاء
وشريعة الحزن
لماذا أفقدتمونا عادة الضحك؟
نعم غممتمونا بوقاركم
وشوهتم سمعنا بأهازيجكم
وقرفتمونا بإذاعاتكم
من قال لكم أننا بحاجة لقداستكم؟
من قال إننا نحتاج إلي أولياء أمور؟
نحن سنؤسس لحزب الضحك والبهجة
من أخفى مباهجنا؟
من أعطى المهابة للعسكرتاريا؟
من قال إنا نحتاج هذا الوقار من السياسيين
ولماذا يعز عليكم فرحنا؟
هل تسعدون بحزننا وعذاباتنا؟
أي مخاليق أنتم؟
لتضبطوا إيقاعاتنا علي موسيقاكم الكريهة
تعزفونها علي أشلائنا
على صبرنا على بؤسنا
ماذا فعلتم؟
إننا سنقاومكم بفرحنا
أين أولادنا
فلا هم هنئوا بموتهم
بإعاقاتهم
ولا نحن هنئنا بحياتنا
لن نتعاطى الفرح سراً
سنضحك أينما كنا
لنغيظكم أيها المانعون الضحك
سنخرق قوانين القهر
والرعب والاضطهاد
فنحن معارضون لكلكم
أيها البائسون النكديون
هل فرحنا يسوؤكم؟
هل فرحنا يخيفكم ؟
فالطغاة ينزعجون من الضحك
حيث لا تأثير للخوف منهم
ما عاد لدينا من كلمة سر سوى أن نضحك
تعفنا حزنا بكم
وتلوثنا بمرضكم
سنضحك سنضحك سنضحك
وسنعلي صوت ضحكاتنا
حتى نموت من الضحك

كلامنا لا يعجبكم فتقتلونا
و ضحكنا لا يعجبكم فتقتلونا
ولذلك قررنا الضحك منكم وعليكم
حتى الموت
قبل أن تقتلونا

27/4/2008م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل