ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 06:39
المحور:
القضية الفلسطينية
في كل عام يعاود أصحاب الرؤوس القومية المتحجرة, تكرار اسطوانتهم المشروخة حول العروبة التي لا تتسع لأحد سواهم, عبر مؤتمراتهم المارثونية المملة ومنابرهم الصاخبة التي تعمل على مدار الساعة, مدحاً وقدحاً في إعلاء شأن هذا وتخوين ذاك.
نماذج كثيرة من أصحاب الرؤوس العفنة لا يصح وصفهم بالمثقفين, مع ذلك يعتبرون أنفسهم الناطقين الرسميين باسم الأمة, وباسم قضيتها المركزية (القدس) ما يعني أن الحق كل الحق معهم والباطل عند غيرهم.
معركتهم دائرة بين إزهاق الباطل وإظهار الحق, عملاً بكتاب الله وشرعه, ولا بأس إذا أخطأوا في استدراكهم بين الحق والباطل, فما يحدد اتجاههم نحو الحقيقة ليس الضمير الحي اليقظ, ولا الكبرياء الذي يأبى الابتزاز, إنما النفاق السمج باسم القدس, نفاقهم المأجور باسم الممانعة المانعة لكل خلاف في الرأي, والمقاومة المقامة على أشلاء لبنان المنكوب .
المنافقون باسم الأوطان كثر, نفاقهم يفضح عن نفسه من خلال ارتهانهم الرخيص لأنظمة الإغراء بشعارات الممانعة والمقاومة والتغرير بعقولهم الآلية, التي تمتاز بسرعة التصديق وضعف المعالجة والتفريق بين صالح الشعارات وطالحها, غالبها طالح على أرض الواقع .
مواقف هؤلاء المنافقين, جرى تلخيصها في كتابات وإطلالات السيد عبد الباري عطوان, الذي لا تعرف أهو مع النظام السوري أم مع الشعب, مع إيران فارس أم الخميني, مع الخليج أو ضده, مع المقاومة أم مع العنف الأعمى ?
ليت النفاق وحده سيد الموقف بالنسبة لمواقف المنافقين لتلك الأنظمة, ويزيد إليه التملق والتقلب من حالة لأخرى, والكارثة العظمى أن صاحبه لا يتحمل سوءة نفاقه وتقلبه, بل يحمله دائماً باسم القدس المعتدى عليها من كل الجهات, برصاص الغزاة وبحبر المنافقين, فلا حق لهؤلاء في التغني بالمقاومة والعروبة, وغيرهم يُقتل ويُنفى ويُشرد, وهم متكئون على وسائد الغرب الوثيرة .
كلمة أخيرة, على هؤلاء الذين يستخدمون النفاق حبراً لأقلامهم, الكف عن ترهاتهم الخاوية من كل حجة وبلاغة, لأنهم بذلك يستخفون بعقول بني جلدتهم المغلوبين على أمرهم, ألا يكفي استخفاف أنظمة ارتزاقهم بعقول شعوبها البائسة?
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟