ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 10:59
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تحرص جميع البلدان التي تتمتع بقدر يسير من ممارسة السيادة والسيطرة الكاملة لحدودها، على تجنب تدويل قضاياها الوطنية، لاعتقادها بخطأ التدويل
وضرره الذي يفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية، هذا التصور استنتجه وليد المعلم وزير الخارجية السوري، ليواجه به أصدقاء لبنان في الجلسة التي عقدوها على هامش مؤتمر دول الجوار العراقي في الكويت.
لطالما استنتج المعلم أخطار التدويل على لبنان، وهذا أمر حسن، هل تساءل عن عدد المرات التي استطاع بها لبنان الوقوف على قدميه، واثبات نفسه كدولة لها حدودها المحصنة من أي اختراق، والقدرة على ضبط المليشيات الخارجة عن القانون، التي تسرح على طول الحدود اللبنانية مع سوية وإسرائيل بداعي المقاومة وتحرير فلسطين ؟ أما عملياتها فليست إلا إرهاباً موجه ضد الدولة في مخيم نهر البارد، وضد أفرادها الآمنين في بلدة عين علق، عدا عمليات التهريب بأشكالها وأصنافها المتنوعة التي لا حصر لها، كل ذلك يجري فوق رأس الدولة اللبنانية المتهالكة وعلى مرأى المجتمع الدولي .
بعد هذا الاختراق السافر في جسم الدولة اللبنانية، هل بقي ثمة خوف من أي تدخلات خارجية مستقبلية ؟ فخريطة بسط النفوذ وتقاسمه على أرض لبنان، لم تعد خافية حتى على الكفيف، وبالطبع لا نستثني إسرائيل التي يجمع اللبنانيون على عداوتها لبلدهم .
جميع القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن صبت في صالح لبنان، بدءاً بالقرار 425 الخاص بجنوب لبنان، ولا يستطيع أحد إنكار دور المجتمع الدولي في إنقاذ لبنان من أتون حرب يوليو 2006 التي طال أمدها بما لا يمكن للبنان احتماله، لولا صدور القرار 1701 .
ثمرات القرار 1757 الخاص بتشكيل المحكمة الدولية لم تنضج بعد، لكن الفترة التي سبقت صدوره كشفت بما لا يقبل الشك، أن مناعة لبنان من عواصف الفتنة وشلل مؤسساته الدستورية، هي بتدويله، التدويل في حالة لبنان أكثر من ضروري لأن نفعه، يضع حداً فاصلاً للأضرار التي يحاول محور النفوذ والفريق اللبناني التابع له تنفيذها على حساب وحدة ومصلحة لبنان.
إزاء الفراغ الذي يصيب أهم مراكز الدولة (فراغ الرئاسة) يصبح لزاماً على اللبنانيين نقل جميع ملفاتهم العالقة وطرحها في كل مرة على مائدة الأسرة الدولية، بحثاً عن حل ومناعة استحال بلوغها على المستويين المحلي والعربي، شاء من شاء وأبى من أبى .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟